أكد جمال بوكزاطة مدير التعليم بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي أمس إحراز تقدم في تنفيذ البرامج في مجمل التخصصات التي يضمها القطاع، بفضل المزاوجة ما بين التعليم المختلط أي الحضوري وعن بعد، وكذا حالة الاستقرار التي يشهدها الموسم الجامعي الجاري منذ انطلاقه.
قدم مدير التعليم بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي تقييما إيجابيا لمستوى تنفيذ البرامج التعليمية لمختلف التخصصات التي يوفرها قطاع الجامعات، موضحا في تصريح خص به «النصر» بأن السنة الجامعية سارت منذ انطلاقها في ظروف جد مستقرة، بفضل الوعي الكبير الذي أبداه الطلبة تجاه الوضعية الصحية التي تعيشها البلاد والقطاع على وجه الخصوص، وكذا التأقلم الواضح مع نظام التدريس الاستثنائي، الذي يجمع ما بين الحضور إلى المؤسسة الجامعية ومتابعة الدروس عن بعد.
وأبدى المصدر ارتياحه لتراجع الحركات الاحتجاجية خلافا للمواسم الماضية، فقد حرص الطلبة على استغلال فترات الدراسة في إطار التعليم الهجين الذي يمزج ما بين التعليمين والحضوري وعن بعد، في تحسين مستوى التحصيل العلمي وتنفيذ أكبر قدر من البرنامج، بالتنسيق مع الأساتذة الذين أظهروا من جهتهم انسجاما مع الإجراءات الاستثنائية التي اتخذها القطاع لضمان استمرار الدراسة، وتفادي السنة البيضاء.
واكد المصدر انطلاق امتحانات السداسي الأول على مستوى عديد المؤسسات الجامعية، على أن يشرع في تنظيمها عبر مؤسسات أخرى خلال هذه الأيام، ما يؤكد على السير العادي لنظام التدريس المعتمد من قبل القطاع، وعلى حالة الاستقرار التي يعيشها بعيدا عن التذبذبات أو الانقطاع عن الدراسة.
وأرجع بوكزاطة النتائج الإيجابية التي حققها قطاع التعليم العالي لحد الآن رغم صعوبة الوضع الصحي، إلى التجربة التي تم اكتسابها خلال الموسم الدراسي المنصرم 2019/2020، الذي شهد الشروع لأول مرة في تطبيق التعليم الهجين، عبر مقاربة تشاركية مع مختلف الشركاء الاجتماعيين ومكونات الأسرة الجامعية، التي أبدت تفهما للظروف الطارئة التي يعيشها القطاع بسبب الجائحة.
وبحسب المتحدث فإنه رغم قلة تجربة قطاع التعليم العالي في مجال التعليم عن بعد، تم تجاوز جل العقبات بنجاح بفضل التشاور والتعاون ما بين مختلف الأطراف، مما سمح بتكريس نظام التعليم الهجين أي التعليم الحضوري وعن بعد، ليصبح جزء من تقاليد الأسرة الجامعية، مشيدا بوعي الطلبة وتفهمهم لحساسية الظرف، وتنازلهم عن بعض المطالب لصالح استقرار القطاع واستمرار التمدرس.
وتوقع المسؤول بوزارة التعليم العالي استكمال البرامج المتعلقة بكافة التخصصات مع نهاية الموسم الحالي، مؤكدا بأن تقليص ساعات الدراسة الحضورية بعد أن تم تقسيم الطلبة إلى أفواج مصغرة ضمانا للتباعد الاجتماعي، لن يؤثر على استكمال الدروس، لأن التعليم عن بعد سيوفر للأساتذة متسعا من الوقت لتنفيذ المقرر في أريحية تامة، يبقى فقط مساعدة الطلبة على التكيف مع طرق التقييم التي ستخص الدروس عن بعد.
وأوضح المصدر بأنه عوضا عن الاختبارات العادية التي يجريها الطلبة على مستوى المؤسسة الجامعية عند نهاية كل سداسي لتقييم ما تم تنفيذه من دروس حضورية، سيكلف الطلبة بأداء أعمال أو بحوث لتقييم مستوى تفاعلهم مع الدروس التي جرت عن بعد، وبحسب السيد بوكزاطة فإن العقبات التي قد تواجه الطالب للتأقلم مع مستجدات القطاع سيتم معالجتها عبر اللقاءات الدورية.
علما أن القرار رقم 55 الذي يحدد الأحكام الاستثنائية لتقييم الطلبة، ينص بوضوح على أن تقييم الطالب عند نهاية السداسي يمكن أن يجري حضوريا أو عن بعد عن طريق الأعمال المنجزة من قبل الطلبة، وبحسب ذات النص فإنه يمكن اعتماد التقييم عن بعد بالنسبة للوحدات الأفقية أو الاستكشافية، في حين يلزم الطالب بالحضور إلى الجامعة للامتحان في الوحدات الأساسية أو المنهجية.
لطيفة بلحاج