صرح المدير العام السابق للمستشفى الجامعي إبن باديس بقسنطينة ، أنه إكتشف لدى تنصيبه ، بأن قرابة 70 بالمائة من الوجبات الموجهة للمرضى كانت تحول إلى خارج المستشفى . و هي إختلالات تم إعلام الوزارة الوصية بشأنها و تقرر على إثرها تقليص الميزانية المخصصة للوجبات.و ذكر السيد برايشية أحمد في لقاء مع النصر، بأنه سيّر المستشفى الجامعي لمدة لا تزيد عن 9 أشهر إبتداء من فيفري 2014، و هي فترة صُرف خلالها على وجبات المرضى حوالي 5.5 مليار سنتيم من أصل 13 مليار سنتيم خصصت لهذا الغرض، و ذلك بعد أن إكتشفت مصالحه ، كما أكد، بأن مخازن المستشفى مزودة بما يكفي من الأغذية . و بأن ما يقارب 70 بالمائة من الوجبات كانت تحول إلى خارج المستشفى . بحيث لم يسبق له ، حسبه ، و أن إستقبل شكوى من مريض بخصوص عدم وصول الوجبات إليه خلال فترة إدارته. و أضاف المدير السابق بالمستشفى الجامعي ، أنه تجنب “ التبذير” في مصاريف الغذاء ، التي كانت ترصد لها الملايير و لا تصل نسبة كبيرة منها إلى المرضى، من خلال تشديد الإجراءات الرقابية ، معتبرا الأموال المرصودة لتغذية المرضى قد عادت إلى خزينة الدولة و يستفيد منها نفس القطاع ، كما أكد بأن هذه الإختلالات المسجلة أرسلت تقارير في شأنها لوزارة الصحة آنذاك.السيد برايشية قال أن المستشفى الجامعي يضم 54 مصلحة تعادل كل واحدة منها حجم مستشفى . و قد وجد لدى تعيينه مديرا عاما له ، بأنه كان “ تحت الصفر”، و هو ما جعله يستغرق وقتا طويلا في العملية التنظيمية و في إعداد الإجراءات الإدارية الخاصة بميزانية سنة 2014 و البرنامج السنوي ، التي لم يتم تحضيرها من طرف الإدارة التي سبقته ، بالرغم من أنه كان يفترض الإنتهاء منها خلال سنة 2013 ، فضلا عن مواجهته ، كما أضاف ، لرفض و مقاومة من بعض الأطراف الداخلية التي كان الوضع السابق “ يريحها “.
المدير السابق دافع عن الانجازات التي يقول أنه حققها خلال فترة توليه منصب مدير أكبر مستشفى بالشرق. و ذكر بأن إدارته صرفت خلال 8 أشهر، حوالي 700 مليار سنتيم من قيمة الميزانية السنوية المرصودة للمؤسسة ، و المقدرة بـ 900 مليار سنتيم . كما تم إقتناء أجهزة طبية حديثة دخلت المستشفى لأول مرة منذ الإستقلال . و إقتناء سيارات إسعاف و كثير من التجهيزات الضخمة ، فضلا عن البدء في العديد من المشاريع التي إستمرت فيها الإدارة الحالية . زيادة على إقتناء أجهزة تنظيف جديدة تستجيب للمعايير المعمول بها ، للقضاء على الوضع “الكارثي” في جانب النظافة ، بعدما كان التنظيف يتم بإستعمال أجهزة تمنع وزارة الصحة إستعمالها داخل المؤسسات الإستشفائية . مضيفا بأنه نصب كاميرات داخل المستشفى لأول مرة بعد حادثة إختطاف الرضيع “ ليث “ من مصلحة التوليد.و واصل السيد برايشية مؤكدا بأن إدارته قامت بتجهيز قسم مكافحة الأمراض السرطانية ، من أجل التمكن من تنصيب المسرعين الإلكترونيين الذين وضعتهما الإدارة الحالية . وتطلبت إزاحة الأجهزة القديمة إجراءات معقدة جدا، كما تحدث عن إعتماده على أعوان أمن تابعين للمستشفى بالزي المدني، تمكنوا من إكتشاف عمليات سرقة للوازم طبية و علاجية . و أشار إلى أن جميع الأمور التي سجلها قد رفع تقارير إلى الوزارة الوصية بشأنها . كما تحدث أيضا عن ترقية 677 موظفا بالمستشفى ، فيما تم توظيف 244 عاملا من مختلف الأصناف خلال سنة 2014، بعد أن غادرت عشرات الكفاءات المستشفى لوصولها إلى مرحلة التقاعد.
و إعتبر السيد برايشية الذي يشغل حاليا منصب الأمين العام لمديرية الصحة، بأن المستشفى الجامعي في حاجة إلى برنامج يمتد على مدى حوالي 5 سنوات، من أجل تحقيق نتائج جيدة . و قال بأن إدارته قد سجلت نتائج إيجابية مقارنة بالوضعية و الظروف التي كانت عليها المؤسسة ، نافيا استفادته من أي سكن وظيفي في إطار منصبه السابق . فأوضح بأن طلبه للإعفاء من مهامه كمدير عام للمستشفى الجامعي، كان بسبب “ ظروف شخصية “ و لم يكن له علاقة له بعمله.
سامي حباطي