قال وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، رمطان لعمامرة، بأن “ ما تم التصريح به بشأن وجود تدخل أجنبي في غرداية لا ينطبق على سلطنة عمان ” . داعيا شباب غرداية للإحتكام في حل المشاكل إلى الطرق السلمية ، وكذا الإنصياع لحكمة العقلاء في المنطقة، فيما أبرز وزير الخارجية العماني أن بلاده على يقين أن الجزائر تعامل جميع مواطنيها على قدم المساواة. نفى وزير الدولة وزير الخارجية والتعاون الدولي، رمطان لعمامرة، أن تكون لسلطنة عمان، أي يد في الأحداث الأخيرة التي عرفتها ولاية غرداية . وأكد لعمامرة في ندوة صحفية نشطها الخميس ، مع نظيره العماني، يوسف بن علوي بن عبد الله أن “ ما تم التصريح به بشأن وجود تدخلات أجنبية فيما حصل في غرداية لا ينطبق على سلطنة عمان الشقيقة ”.
وحرص الوزير في رده على سؤال حول العلاقة التي تجمع سلطنة عمان والجزائر على العموم ومنطقة غرداية بالخصوص، نظرا للعلاقة الثقافية القوية التي تجمع بين سلطنة عمان وأتباع المذهب الإباضي، على إبعاد أي شبهة بشأن دور سلطة عمان في الأحداث الأخيرة التي عرفتها المنطقة.
وأوضح لعمامرة قائلا « لقد تحدث المسؤولون في الجزائر قبل أيام عن وجود تدخلات خارجية ، وهذا الإطار لا ينطبق على سلطنة عمان» . في إشارة إلى التصريحات التي أدلى بها الوزير الأول عبد المالك سلال و الأمين العام للأرندي أحمد أويحيى، واللذان تحدثا عن سعي دولة مجاورة لتأجيج الفتنة.
وأوضح لعمامرة بأن» الدارس لكيفية تطور الحوكمة سيجد أن هذا البلد مثله مثل الجزائر حريص على معاملة كافة المواطنين على قدم المساواة و يسعى إلى إحترام المواطنة في كل ربوع السلطنة والأمر نفسه ينطبق على الجزائر».
كما أبرز إحترام البلدين للقانون في معالجة كل الأمور والإحتكام إليه في تجاوز الصعوبات والمشاكل المحلية القائمة مهما كانت طبيعتها. وفي ذات الإطار أكد لعمامرة أن الجزائر» تحرص على الديمقراطية التشاركية وعلى التوازن بين التنمية في جميع مناطقها وفي كافة ربوع الجمهورية وعلى تضافر جهود الجميع من أجل حل المشاكل في ظل القانون الذي يبقى فوق الجميع «. وإعتبر أن» الشباب عنصر حيوي في كل المجتمعات « داعيا هذه الفئة إلى الإحتكام في حل المشاكل إلى الطرق السلمية وكذا الإنصياع إلى حكمة العقلاء في هذه المنطقة «.
« داعش « ضخم أكثر من اللزوم لتخويف الدول العربية
بدوره أعرب يوسف بن علوي بن عبد الله عن إعتزازه بـ» العلاقة الثقافية الموجودة بين بلاده وشقيقتها الجزائر بما فيها غرداية « . مضيفا بأن سلطنة عمان» مطمئنة بأن الجزائر بلد عربي شقيق يسعى إلى تطوير كل فعالياته ومناطقه «. وحث المسؤول العماني « كل مواطن من أي منطلق ثقافي أن ينظر إلى الحياة بتسامح وبتعاون وبمحبة ومودة بين الناس». مؤكدا بأن الحكومة والدولة الجزائريتين « ستتمكنان من تسوية جميع المشكلات التي قد تظهر هنا وهناك وإحلال الوئام بين شباب المنطقة «.
وإعتبر المسؤول العماني، بأن التركيز الإعلامي على موضوع «داعش» وتهديده على الدول العربية ، كان مقصودا بغرض التخويف . وأضاف الوزير العماني قائلا « نعتقد أن الأمر قد ضخم أكثر مما يستحق بهدف تخويف الشعوب العربية والمواطن العربي في كل مكان «.
وبشأن الوضع في اليمن، أكد أن « الجزائر وسلطنة عمان تعتبران أن الحالة الإنسانية في هذا البلد تتطلب جهدا إضافيا من شأنه أن يمكن الأشقاء في اليمن التوصل إلى هدنة مستمرة تسمح للمجتمع الدولي من تقديم مساعدات لأزيد من 21 مليون يمني لا يجدون الرعاية الكافية حسب الأمم المتحدة « كما دعا يوسف بن علوي بن عبد الله اليمنيين إلى» إيجاد حل سياسي يمكنهم من تشكيل الدولة اليمنية الجديدة «. معربا عن «تفاؤله» ببروز حوار بين مختلف الأطراف في هذا البلد في غضون شهر أو شهرين.
من جانب آخر، ذكر لعمامرة بأن الدورة القادمة للجنة المشتركة الجزائرية-العمانية للتعاون ستعقد بمسقط قبل نهاية السنة الجارية «، مشيرا إلى أن « مستثمرين من سلطنة عمان سيزورون الجزائر في المستقبل في إطار تطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين وترقيتها إلى مستوى العلاقات السياسية «. وأكد أن الجزائر وسلطنة عمان ترغبان في تحضير الدورة القادمة للجنتهما المشتركة « بشكل يضمن التوصل إلى نتائج مرضية وطموحة من شأنها أن تدفع بشركتهما إلى مستويات تستجيب إلى طموحاتهما» .
أنيس نواري