أعلنت حركة حمس تمسكها بالتحاور مع كافة الأطراف بما فيها السلطة، معلنة عن تنظيم زيارة لولاية غرداية قريبا في إطار وفد سيقوده عبد الرزاق مقري، ودعت في اجتماع قادة التنسيقية من أجل الحريات إلى ضرورة التفرقة بين العمل المشترك والعمل الحزبي المستقل، وناشدت حزب جاب الله الابتعاد عن الملاسنات الإعلامية.
طغى موضوع اللقاء الذي جمع مؤخرا بين مدير الديوان بالرئاسة أحمد أويحيى ورئيس حركة حمس عبد الرزاق مقري على اللقاء الدوري لقادة التنسيقية من أجل الحريات والانتقال الديمقراطي، الذي انعقد أول أمس بمقر حزب جبهة العدالة والتنمية، واستغرق أزيد من أربع ساعات، بعد أن أصر عبد الله جاب الله على إعادة فتح قضية اللقاء بين مقري وأويحيى من جديد، رغم التوضيحات التي سبق وأن قدمتها حمس، مصرا على ضرورة تعديل النظام الداخلي للتنسيقية بكيفية تمنع أعضاءها من القيام بمبادرات فردية دون العودة إلى هذا الكيان المشترك، وهو ما رفضه رئيس حمس جملة وتفصيلا، مبررا موقفه باستقلالية الأحزاب، داعيا إلى ضرورة التمييز ما بين الحوار والتفاوض، وكذا رواق العمل المشترك، في إطار ما تنص عليه وثيقة ما زفران، والرواق المستقل، والمتمثل في الاستراتيجية الخاصة بكل حزب سياسي، معلنا استمراره في الاتصال بمختلف الأطراف من أحزاب سياسية وشخصيات وطنية وتنظيمات ونقابات، في سبيل إرساء مبدأ الحوار.
وشاب الاجتماع نوعا من التشنج، جراء إصرار رئيس جبهة العدالة والتنمية على رفض أي تحاور مع السلطة، في حين تمسك رئيس حركة حمس على تبني مبدأ الحوار مع كافة الأطراف مهما كانت، وبحق الأحزاب في اتخاذ الإجراءات التي تراها ملائمة بصفتها مؤسسات مستقلة، مذكرا بان لقاءه بأويحيى لم يكن بصفته عضوا في التنسيقية، رغم أنه استغل الفرصة لتسليمه أرضية ما زافران، ليتم التوصل في الأخير إلى ضرورة طي الصفحة من أجل الحفاظ على تماسك التنسيقية، دون أن يتمكن أي طرف من إقناع الآخر بوجهة نظره.
وفي ذات السياق أفاد فاروق تيفور عضو المكتب التنفيذي لحمس وممثلها في تنسيقية الانتقال الديمقراطي، في تصريح للنصر، بان حمس ترفض أن ترهن نفسها في أي فضاء مشترك، بالنظر إلى استقلالية الأحزاب السياسية، وأنها أعلنت التزامها بعدم الرد مستقبلا على أي قيادي في جبهة العدالة والتنمية عبر وسائل الإعلام، كما أنها ستواصل سلسلة الحوارات التي برمجتها، حيث ضبطت برنامجا مكثفا ستشرع في تنفيذه مع الدخول الاجتماعي المقبل، بحجة أن الحوار هو قيمة سياسية، مبدية في ذات الوقت احترامها لرئيس جبهة العدالة والتنمية عبد الله جاب الله، الذي أكد رفضه التفاوض مع السلطة، وفي المقابل أكد مقري استعداده للتفاوض مع الجميع، بغرض الاستماع إلى الطرف الآخر ومحاولة اقناعه.
وتريد جبهة العدالة والتنمية إدخال تعديلات على النظام الداخلي للتنسيقية، من خلال وضع بعض الضوابط والقواعد التي تحد من تحركات أعضائها، وفق ما أكده العضو القيادي في هذه التشكيلة عمار خبابة، متوقعا أن يتم إدراج عدد من المقترحات على مستوى اللجنة التقنية، بهدف معالجة الفراغات الموجودة على مستوى النظام الداخلي، وان يتم مناقشتها في الاجتماع المقبل الذي سيجمع قادة التنسيقية نهاية شهر أوت، في وقت ترى حمس بان انغلاق التنسيقية على نفسها وعدم اقحام أعضائها في حوار متعدد الأطراف، هو من اهم أسباب الفشل في توسيع عضويتها إلى تشكيلات سياسية أخرى، واقتصارها على اربعة أعضاء فقط، وهم حمس والنهضة وجبهة العدالة والتنمية والارسيدي، إلى جانب احمد بن بيتور بصفته شخصية وطنية.
ومن المزمع ان تستهل حمس خرجاتها الميدانية، بالنزول إلى ولاية غرداية قريبا بعد تلقيها الضوء الأخضر من وزارة الداخلية والجماعات المحلية، للالتقاء بأعيان المنطقة لمناقشة الوضع بها، وذلك تحت شعار:»الأخوة الإسلامية والوحدة الوطنية»، وبرر فاروق تيفور القرار، بانهم سبق وأن أعلنوا عن هذه المبادرة، وسيعملون على إتمامها، وأن حركة مجتمع السلم لن تتوقف عن الحوار سواء مع السلطة أو الطبقة السياسية.
لطيفة بلحاج