اعتبر الباحث و المحلل السياسي الدكتور علي ربيج، أن زيارة رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية، عبد الحميد الدبيبة، إلى الجزائر، على رأس وفد وزاري هام ، جاءت بطابع اقتصادي، تجاري، استثماري، ولكن الأهداف منها هي سياسية، موضحا في هذا السياق ، أن حكومة الدبيبة، تطلب دعم الجزائر على المستوى الداخلي وأيضا على المستوى الخارجي، بأن تبعد التدخل الأجنبي وتبعد شبح التدخل العسكري واستعمال القوة ، وترافع وتدفع نحو الحل السياسي والعملية السياسية وتطلب دعم الجزائر لكي تمضي ليبيا نحو تنظيم الانتخابات الرئاسية والتشريعية.
وأوضح الباحث و المحلل السياسي الدكتور علي ربيج في تصريح للنصر ، أمس، أن رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة، يقوم بزيارات مكوكية إلى العديد من العواصم، والآن يريد أن يعطي أكثر شرعية ومصداقية لحكومته، من خلال هذا الدعم الذي يريد أن يحققه من زيارته للجزائر، مشيرا إلى أن ليبيا هي بحاجة إلى دعم الحكومة الجزائرية وبحاجة إلى وقفة جزائرية في هذه المرحلة الصعبة.
واعتبر الباحث والمحلل السياسي، أن الوفد الليبي والذي يضم رجال أعمال ومستثمرين يعطي رسالة أخرى، أنه يمكن في حالة الاستقرار في ليبيا أن تفتح المجال للتبادل التجاري والاستثمار والتبادل بين الطرفين، وهذا وكأنه اعتراف وعربون صداقة من طرف الليبيين للجزائر، بأن الجزائر سيكون لها مجال وتكون لها مكانة وفرصة للاستثمار في ليبيا ، والتي تعتبر سوقا واعدة .
ويرى الدكتور علي ربيج، أن زيارة رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية للجزائر، تأتي بطابع اقتصادي ولكن الأهداف منها هي سياسية ، حيث أن الحكومة الليبية الحالية تطلب دعم ووقفة من طرف الحكومة الجزائرية، بأن تدعمها، خاصة على المستوى الداخلي ، بأن تلعب الجزائر دور وسيط غير معلن يدعو كافة الأطراف والقبائل التي تحترم الجزائر، أنها تدعم حكومة الدبيبة .كما أن هذه الزيارة -كما أضاف-، جاءت في إطار طلب المساعدة والدعم من الجزائر في المحافل الدولية وخاصة فيما يتعلق بالأطراف التي ربما تشوش على الدور الجزائري، موضحا أن حكومة الدبيبة تفهم أنه يجب أن تستثمر في هذا الموقف السيادي الجزائري المستقل من القضية الليبية ، وهو يطلب الدعم من الجزائر، لكي تمضي ليبيا نحو تنظيم الانتخابات الرئاسية والتشريعية ، لأن هذه هي المرحلة الأخيرة التي ندفع نحوها جميعا-كما قال-.
وأضاف في السياق ذاته، أنه إذا وصلنا إلى هذه المرحلة، بعد ذلك يمكن الحديث عن مسألة إعادة إعمار ليبيا، ولكن الأمر ليس بهذه السهولة والسرعة بل يتطلب وقتا وجهدا وتضافر النوايا الصادقة، لأنه للأسف الشديد -كما قال -، بعض الأطراف لا يخدمها وقف الحرب والاستقرار في ليبيا ولا يخدمها هذا التناغم في المواقف ما بين تونس والجزائر وليبيا ويمكن مصر في المستقبل وحتى بعض دول الجنوب كمالي والنيجر وتشاد والتي لديها اهتمام مباشر لما يحدث داخل ليبيا. واعتبر المحلل السياسي ، أنه إذا عادت الأزمة الليبية إلى المربع الأول وهو المربع المغاربي، هناك أمل وحظوظ للخروج من الأزمة .
وأشار المحلل السياسي إلى تصريح وزير الشؤون الخارجية صبري بوقدوم ، أمس، عقب استقباله وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش، أين أكد على تضامن الجزائر غير المحدود مع الشعب الليبي الشقيق لتجاوز محنته، وعلى سعيها لدعم السلطات الليبية في إعادة الاستقرار في البلاد.
واعتبر المحلل السياسي، أن رأس الدبلوماسية الجزائرية، كان واضحا وهو أن الجزائر لن تقف مكتوفة اليدين أو في موقف الحياد، بالعكس فهي معنية بشكل مباشر وهذه هي اللهجة والنبرة التي كنا نريدها -كما قال-، حتى يفهم الجميع أن الجزائر ليست فقط اسم على ورقة أو أنها دولة جارة لليبيا وفقط ، بالعكس هي موجودة وبقوة و على أرض الواقع الجزائر تلعب دورا كبيرا، لافتا إلى أن الدبلوماسية الجزائرية تبتعد عن الأضواء وتبتعد عن الإعلام ولكن تريد أن تمارس دبلوماسية صامتة هادئة، ولكن هادفة ومثمرة وتحقق نتائج على أرض الواقع .
مراد -ح