دعــوة لإعـــادة جمـــع تلاميــذ غردايــة في المؤسســـات التربويــة
أفادت مصادر مقربة من قطاع التربية بغرداية، أنه سيتم مع بداية الدخول المدرسي المقبل المطالبة بإعادة التلاميذ الإباضيين الذين حولوا إلى المؤسسات التربوية بمنطقة ميزاب، إلى مقاعدهم الأصلية بوسط غرداية رفقة زملائهم وهذا من أجل ترسيخ ثقافة التعايش التي كانت سائدة بشكل جيد قبل الأحداث الأخيرة.وأكدت المصادر في لقاء مع النصر، أنه منذ بدأت الأحداث خلال الأشهر الماضية بغرداية، تم تحويل التلاميذ الإباضيين نحو مؤسسات تربوية بمنطقة ميزاب تفاديا لأي احتكاك مع زملائهم غير الإباضيين، لكن حسب محدثنا هذا ليس حلا بل سيعمق الهوة بين الأجيال القادمة التي يجب الحرص على توعيتها بما يجري وحثها على الوحدة والتعايش مثل أجدادها، لأن الفصل بينها لن يحل المشكل الذي يتطلب دراسة معمقة وحلولا مدروسة وطويلة المدى، كما أضاف مصدرنا أنه مع كل دخول مدرسي كان الأساتذة وكل عمال التربية يلعبون دور الحراس تحسبا لأي احتكاك الذي كان نادرا ما يحدث إلا في الآونة الأخيرة أين أصبح يتكرر رفقة الإحساس بأن طرفا ثالثا غير معروف هو الذي يحرك النعرات. محدثنا أوضح أنهم غالبا ما يكونون «يعملون في جو عادي و جيد حتى تنشب المناوشات بصورة مفاجأة ودون أسباب واضحة، مما يوحي بوجود طرف آخر يحرك». ويبدو مثلما أشار المتحدث أن الدخول المقبل سيكون هادئا بالنظر للهدوء العام الذي تعيشه الولاية بعد تحكم قوات الجيش في الأوضاع، ولكن تبقى المطالبة بإعادة التلاميذ المحولين ضرورة تستدعي أيضا الحذر ولكن يجب القيام بها لجمع أبناء غرداية وتكوينهم على التعايش معا لضمان مستقبل الوحدة بين الجميع، مؤكدا أن بعض الأولياء من الإباضيين أعادوا أولادهم لمقاعد الدراسة وأجروا الامتحانات بينما لم يجر الباقي امتحاناتهم، مضيفا أنه فيما يخص المعلمين والأساتذة من الطرفين لازالت الاتصالات متكررة بينهم للإطلاع على الأوضاع والسعي المشترك للتهدئة. أما عن الحياة العامة في غرداية فقال محدثنا أن كل طرف يترقب العودة للحياة كما كانت عليه الأوضاع قبل نشوب أعمال العنف الأخيرة، و هو ما يعني التعامل والتعايش المشترك خاصة مع حملات التوعية التي يشرف عليها الأعيان والأئمة والجمعيات و ذكر في هذا الإطار «أنا شخصيا تحصلت على سكن يقع بالقرب من تواجد الميزابيين، وكان الأمر عاديا ولكن أثناء الأحداث الأخيرة تم تخريبه، وحاليا يتكفل صديقي الميزابي بحراسته مما يعني أن من خرب طرف مجهول يطرح التساؤلات وهذا يمكن قياسه بالوضع العام في غرداية».
وعلى صعيد آخر، قال الأمين العام للاتحادية الوطنية لعمال التربية في تصريح سابق للنصر، أن نقابته تابعت الوضع وتحصلت على تقارير مديرية التربية بغرداية التي أكدت أنه تم استدراك مجموعة كبيرة من الدروس والدليل هو النتائج المرضية للتلاميذ في مختلف الامتحانات منها البكالوريا.
مشيرا من جهة أخرى، أن نقابته أوصت عمال التربية المنضوين تحت لوائها بعدم الانسياق وراء أية تيارات حزبية أو دينية من شأنها التأثير على دورهم كمربين و مؤطرين للجيل المستقبلي.
هوارية.ب