كشف الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي، الطيب زيتوني، أن حزبه بصدد إعداد تقرير مفصل عما شاب العملية الانتخابية من تجاوزات معزولة سيرفع لرئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، وللجهات الوصية، وأكد مجددا أنه رغم ذلك فإن العملية الانتخابية كانت ناجحة بكل المقاييس، وأن الانتخابات التشريعية كانت محطة مفصلية وهامة في بناء مؤسسات الدولة وقد فوّت من خلالها الشعب الفرصة على المتربصين بالجزائر، وقال إن ملامح قطب وطني جديد بدأت تتشكل والأرندي يمد يدا بيضاء للطبقة السياسية لخدمة البلاد.
جدد الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي، الطيب زيتوني، خلال اللقاء الذي جمعه أمس بالمقر الوطني للحزب بالعاصمة بالأمناء الولائيين للحزب على المستوى الوطني التنويه بنجاح الانتخابات التشريعية الأخيرة واعتبرها محطة مفصلية وفاصلة في حياة البلاد وبناء مؤسسة تشريعية قوية منبثقة من الإرادة الشعبية، وقال إن المواطنين فوتوا بذلك الفرصة على المتربصين بالوطن ووحدته خاصة تلك الأطراف التي كانت تنادي بمرحلة انتقالية بما تمثلها من أخطار على استمرار الجمهورية.
كما أشاد المتحدث في نفس السياق بالإرادة السياسية المتوفرة لدى رئيس الجمهورية و بالوجه السياسي الجديد للجزائر من خلال القوانين الجديدة، إلا أنه تحدث عن بعض الأعمال المعزولة التي أثرت على الاقتراع في بعض الولايات، حيث لم تفهم بعض الأوساط الرسالة بأن الجزائر بصدد الانتقال إلى وضع جديد وأنه يجب إعطاء الكلمة للشعب- على حد تعبيره.
و أعاد المتحدث المطالبة بضرورة إدخال بعض التصحيحات على قانون الانتخابات الجديد على مستوى طريقة الترشيح والانتخاب والمادة 200، وإدارة العملية الانتخابية وعملية الاقتراع والفرز وحتى إعلان النتائج، مشيرا أن الخلية القانونية على مستوى المكتب الوطني للحزب بصدد تصحيح هذه النقائص و إرسالها للجهات الوصية .وبخصوص نسبة المشاركة المسجلة في التشريعيات الأخيرة نبه الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي إلى أنه ليس من حق أي طرف تبني هذه النسبة و حسابها لصالحه لأن العزوف المسجل- وليس المقاطعة كما يدعي البعض- له أسباب موضوعية مرتبطة خاصة بالوضع الاجتماعي للمواطن وبضعف أداء بعض القطاعات، وليس مرده نداءات المقاطعة التي أطلقتها بعض الأطراف. ومنه رافع المتحدث من أجل تغيير الوضع الذي يعيشه المواطن والعمل على تحقيق رفاهيته وتحسين مستوى قدرته الشرائية ومعيشته، وأكد أن كتلة الحزب في المجلس الشعبي الوطني الجديد ستعمل على تحقيق هذه الأهداف وتفعيل الرقابة على عمل الحكومة، والعمل من أجل بناء اقتصاد وطني قوي يعيد الاعتبار للمواطن ويساهم في ضمان الانسجام الاجتماعي والحس الوطني.
وبالنسبة للمسؤول الأول عن الأرندي فإن النقاش السياسي انتقل اليوم من الشارع وشبكات التواصل الاجتماعي وبلاطوهات القنوات إلى قبة البرلمان وسيكون مستقبلا منصبا حول كيفية بناء اقتصاد قوي وإعادة أموال الشعب المنهوبة، وشدد على أن البرلمان الجديد سيكون له دور كبير في المستقبل. كما قال إن ملامح قطب وطني بدأت تتشكل وتتضح وهذا القطب موجود بقوة في البرلمان وهو عامل مهم لاستقرار البلاد، وهذا القطب الذي أعيد رسم ملامحه في البرلمان ينسحب على الخارطة السياسية الوطنية عموما.
وجدد التأكيد بالمناسبة بأن التجمع الوطني الديمقراطي سوف يتكتل مع إخوانه من الأحزاب ويمد لهم "يدا بيضاء" سواء الممثلين في المجلس الشعبي الوطني الجديد أو خارجه من أجل بناء الجزائر، وكشف عن نقاشات جمعت الحزب مع جبهة التحرير الوطني وجبهة المستقبل والنواب الأحرار.
ورفض زيتوني المس بالرموز الوطنية والنظر إليهم من زاوية النقائص، وقال إن هؤلاء الرموز من مقاومين وشهداء ورجال الوطن مثل الأمير عبد القادر ومصالي الحاج والزعيم بعد الاستقلال هواري وبومدين وغيرهم نعتبرهم جزءا من تاريخنا الوطني الذي يمتد إلى آلاف السنين قبل الميلاد ولابد أن نثمن ما قاموا به وننظر إليهم بروح ايجابية ولا ننظر إلى النقائص التي تفتت وتشتت البلاد.
إلياس -ب