أكد الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية، سي الهاشمي عصاد، اليوم الثلاثاء ببومرداس، بأن "أعظم شيء نرد به الاعتبار لتركة الشهداء يتمثل في مواصلة بناء جزائر واحدة موحدة بكل سيفسائها".
وأضاف عصاد، في تصريح صحفي على هامش فعالية "الجزائر في القلب"، التي ستتواصل على مدار 3 أيام وتتضمن عدة نشاطات فكرية وثقافية، بأن "هذه البلاد الزكية بدماء الشهداء مكانتها في القلب، باعتبارها تركة الشهداء الخالدة، التي يستوجب المحافظة عليها وصون قيمها التي تدعو إلي العيش المشترك والتضامن والتلاحم بين مختلف مكونات الشعب الجزائري، الاجتماعية والثقافية والفنية بامتداداتها الضاربة في عمق التاريخ".
واعتبر، في هذا الإطار، بأن التنوع الثقافي واللغوي الذي تتميز به الجزائر "شكل، منذ القدم، عنصر تلاقي وتآلف وحالة من الانصهار الإيجابي بين كل الجزائريين"، مشيرا إلى أن وسائل الإعلام الوطنية كان لها "الدور الكبير في غرس قيم هذا التنوع وسط المجتمع، على غرار الإذاعة الوطنية التي كانت السباقة في إبراز الأمازيغية كمكون أساسي من مكونات الهوية الوطنية"، كما قال.
ولقد "تعزز" هذا الهدف السامي حاليا، يضيف ذات المسؤول، من خلال الشراكة الفعالة والمثمرة بين مؤسسة الإذاعة الوطنية والمحافظة السامية للأمازيغية في سبيل ترقية وتطوير الأمازيغية، حيث كللت، بتاريخ 19 أفريل 2021، بتوقيع اتفاقية شراكة بين الهيئتين بمحتوى متنوع.
وتعد الجهود المبذولة في مجال ترقية الأمازيغية عبر الأثير وعبر الإصدارات الثرية بكل متغيرات اللسان الأمازيغي، مع إرفاق ذلك بإدراج وسائط سمعية بصرية في تسجيل ونشر الأناشيد الوطنية بالأمازيغية، "كلبنة أساسية أخرى نحو تعزيز وجود هذا البعد الهوياتي في الفضاء العام الوطني"، حسب نفس المصدر.
وتأتي عملية تنظيم هذه الفعالية الموسومة ب "توظيف الأمازيغية في غرس القيم الوطنية عبر الأثير"، استنادا إلى نفس التصريح، "لتجسد أولى خطوات هذه الاتفاقية"، حيث سيتخللها تنظيم دورات تكوينية لفائدة الصحفيين الممارسين باللغة الأمازيغية إلى جانب نشاطات أكاديمية وفكرية متنوعة.
ومن جهة أخرى، وفي معرض رده على أسئلة الصحفيين، ذكر سي الهاشمي عصاد بأنه من بين آخر إنجازات المحافظة السامية في هذا المجال، إعداد ترجمة للغة الأمازيغية، بكل مكوناتها، لبيان أول نوفمبر 54، قرأ على الحضور بالمناسبة، ونصوص ووثائق إدارية متنوعة تخص تأسيس الدولة الجزائرية، بالإضافة إلى تدوين أناشيد وأغاني بالأمازيغية تعود لحقبة الاستعمار.
وفيما يتعلق بتوظيف اللغة الأمازيغية في شتى المؤسسات والهيئات والفضاءات، أوضح السيد عصاد بأن "العملية تتم خطوة بخطوة وبشكل تدريجي وفق مسار محدد في إطار تجسيد بنود الدستور"، مشيرا إلى أن هناك "جهود هامة" بذلت خاصة في مجال "مزغنة المحيط" يجب أن تعزز وتثمن وترافق بأطر واضحة.
ومن جهته ذكر المدير العام للإذاعة الجزائرية، السيد محمد بغالي، في نفس التصريح الصحفي، بأن الإذاعة الوطنية تفتخر بكونها السباقة بين وسائل الإعلام الوطنية إلى استعمال وترقية الأمازيغية بكل متغيراتها وفي بعدها اللغوي والثقافي والفني، من خلال برامجها المتنوعة.
ومع استكمال برنامج الدولة الخاص بفتح إذاعات جهوية عبر كل ولايات الوطن سنة 2021، يضيف المتحدث، اتسعت دائرة استعمال الأمازيغية بكل متغيراتها وحسب لسان كل منطقة، في البرامج العامة لهذه الإذاعات، حيث وإلى جانب القناة الإذاعية الثانية التي تبث كل برامجها باللغة الأمازيغية، وصل عدد الإذاعات التي تخصص مساحات هامة للغرض إلى 26 إذاعة.
ويلاحظ بكل سهولة، يؤكد السيد بغالي، أن "تطور مساحات التعبير الأمازيغي في الإذاعة الجزائرية جاء كنتيجة طبيعية لتدرج المكاسب المحققة هذا الإطار منذ أكثر من 3 عقود من الزمن"، مؤكدا بأن هذه المكاسب "ستتعزز أكثر، خاصة مع تفعيل هيئات ومؤسسات أخرى للغرض من طرف الدولة".