•بولنوار: اضطرابات تموين أسواق الجملة وغياب اليد العاملة هي السبب
•زبدي: يجب أخلقة الممارسات التجارية بقوة القانون
ما تزال الندرة في تموين الأسواق بالخضر واللحوم البيضاء سيدة الموقف في المدن الكبرى للبلاد وما زالت أغلب المطاعم ومحلات الأكل السريع مغلقة في وجوه الزبائن، رغم مرور خمسة أيام كاملة على الاحتفال بعيد الأضحى، ما تسبب في معاناة شديدة للعمال الذين عادوا إلى مناصب عملهم بدء ا من يوم الخميس الماضي.
فقد اشتكى الملتحقون بمناصب عملهم بعد إجازة العيد القصيرة منذ عودتهم إلى المدن التي يعملون بها، وحتى المقيمون من تكبدهم لرحلة بحث شاقة عن مطعم أو "فاست فود" أو بيزيريا، لسد الرمق سيما خلال فترة الغذاء ما جعل الكثير منهم يصومون لساعات طويلة، بعدما قابلتهم محلات تقديم خدمات الإطعام بأبواب مغلقة دون أي اعتبار لحاجة المواطنين لها.
وقد انفجر كثير من العمال الذين التقينا بهم، سخطا وغضبا للغلق الطويل وغير المبرر لأغلب المطاعم الصغيرة والكبيرة في المدن الكبرى، أين أصبح من الصعب والحال هذه إيجاد "فاست فود" أو "بيتزيريا" أو مطعم، يتناولون فيه وجبة الغذاء، ما جعلهم يعتمدون على بعض الفواكه والحلويات ومنهم من أرغم على الصيام والجوع، أما الأكثر حظا منهم سيما العمال المقيمون فقد اهتدوا إلى جلب وجبة الغذاء من البيوت، فيما تستمر المعاناة ليلا بالنسبة لقاطني الفنادق والمراقد ما يضطرهم لتناول وجبات باردة.
كما اشتكى المواطنون عامة من الندرة في الخضر واللحوم الحمراء وغلاء بعض هذه المواد كالبطاطا التي ارتفعت أسعارها مجددا إلى ما فوق 80 دينار للكيلوغرام الواحد واستمرار أسعار القرعة " الجريوات " أيضا في الارتفاع في أسواق العاصمة رغم تراجعها عن السقف الذي بلغته عشية العيد أين وصل سعر الكيلو سقف 250 دينار بسبب استهلاكها الواسع في عاصمة البلاد.
كما حطمت أسعار اللحوم البيضاء على ندرتها أمس بأسواق العاصمة أرقاما قياسية حيث وصل سعر الكيلو من شرائح لحم الدجاج سقف 1200 دينار.
وخلال نقلنا لهذه الانشغالات إلى رئيس الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين الجزائريين الحاج الطاهر بولنوار، أكد أن المشكل يخص عملية تموين المحلات بسبب تزامن عيد الأضحى مع عطلة نهاية الأسبوع.
وقال " إن صعوبة التموين من جهة وعدم عودة العمال الذين تنقلوا إلى ولاياتهم لقضاء مناسبة العيد من جهة أخرى، دفع بالتجار إلى غلق محلاتهم هذه الأيام، خاصة المطاعم التي لم تجد مصادر للتموين بالخضر واللحوم بنوعيها الحمراء والبيضاء»، مسجلا بأن حوالي 60 إلى 70 بالمائة من عمال المطاعم بالجزائر العاصمة ينحدرون من ولايات البويرة وتيزي وزو وجيجل لذلك فإن خدمات الإطعام مرهونة بعودتهم وبعودة أسواق الجملة إلى النشاط بشكل عادي بعد عودة عمال القطاع الفلاحي بدورهم – كما قال – إلى عملهم لجني المحاصيل.
وتوقع رئيس الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين، أن يعود نشاط أسواق الجملة والتجزئة إلى الانتعاش ابتداء من اليوم الأحد أو يوم غد الاثنين على أقصى تقدير، بعد أن يكون عمال القطاع الفلاحي قد عادوا بدورهم من ولايات إقاماتهم لممارسة نشاطهم في الحقول التي يتم من خلالها تموين أسواق المدن الكبرى.
أما رئيس المنظمة الجزائرية لحماية وإرشاد المستهلك ومحيطه مصطفى زبدي، فاعتبر أن استمرار غرق المحلات سيما تلك التي تقدم خدمات الإطعام للمواطن " غير مبرر " وقال في تصريح للنصر " إن امتناع المطاعم ومحلات الأكل الخفيف و"البيتزيريات" عن تقديم خدماتها إلى غاية اليوم بعد مورور 5 أيام كاملة على العيد، لا يوجد له أي مبرر، وهو أمر غير مقبول ولا يجب السكوت عليه، خاصة وأن ألاف العمال وغيرهم من الذين يزاولون نشاطات مختلفة وأعمال حرة، وجدوا أنفسهم بلا طعام طيلة هذه الفترة.
وبعد أن أعرب عن قناعته بأن الحجة التي تقدمها المطاعم لتبرير توقيف نشاطها وهي أن عمالها يقطنون في ولايات بعيدة، حجة باطلة وغير مقبولة ولا تعني المستهلك ولا تقنعه، دعا مصطفى زبدي بالمناسبة إلى ضرورة إعادة النظر في المنظومة التجارية وفي القوانين والنصوص التطبيقية التي تسيرها، بما يؤدي إلى أخلقة الممارسات التجارية بقوة القانون.
ع.أسابع