حذر البروفيسور كمال جنوحات أمس من تداول معلومات مغلوطة حول المتحور المحتمل لفيروس كورونا، قائلا إن التهويل يؤدي إلى رفع مستوى القلق والخوف وإضعاف الجهاز المناعي للأشخاص، ويسهل انتشار العدوى، نافيا صحة ما يثار حول المتحور «دلتا +» بشأن درجة خطورته وسرعة انتشاره.
أكد المختص في علم المناعة البروفيسور كمال جنوحات في تصريح «للنصر» بأن مرضى النفوس يعمدون في كل مرة إلى الترويج لمعلومات غير صحيحة بخصوص التحورات التي قد تطرأ على فيروس كوفيد 19، بهدف نشر الخوف والهلع والإضرار بالجهاز المناعي للأفراد، وإضعاف القدرة على مقاومة النسخ الجديدة المحتملة للفيروس.
وأوضح المتحدث بأن المتحور « دلتا+» الذي يجري الحديث عنه هذه الأيام، والمنتشر بمناطق جد محدودة ببعض الدول من بينها الهند، يحمل نفس خصوصيات المتحور «دلتا» من ناحية مستوى الخطورة وسرعة الانتشار، غير أن الفارق بينهما يكمن في قدرة «دلتا+» على إصابة من اكتسبوا مناعة طبيعية بعد الإصابة بالعدوى أو تلقي اللقاح، دون أن يسبب أعراضا خطيرة عكس ما يروج له.
وأضاف رئيس جمعية علم المناعة بأن «دلتا+» هو نفسه دلتا الهندي المنتشر حاليا بالجزائر، غير أن التحولات التي شهدها مؤخرا جعلته أكثر قدرة على مقاومة المناعة التي يوفرها اللقاح أو الإصابة بالمرض، وبحسبه فإن مستوى مقاومة اللقاح للفيروس المتحور «دلتا +» تقدر ب 52 بالمائة.
ويرى البروفيسور كمال جنوحات بأن اتساع حملة التلقيح التي مست 3 ملايين شخص لحد الآن، فضلا عن إصابة أعداد كبيرة بالفيروس بنسخه المختلفة، سيساعد على التصدي لأي طارئ محتمل، داعيا المواطنين إلى استقاء المعلومة من الأخصائيين وعدم الانسياق وراء ما ينشر في مواقع التواصل بهدف الترويع، لأن القلق والخوف سيضعف مناعة الشخص ويجعله عرضة للمرض.
وأكد المصدر وقوفه على عدة حالات كانت الأعراض التي يشعر بها المصابون بالفيروس في البداية جد خفيفة، لكن مع الخوف والقلق من المجهول، تحولت الأعراض البسيطة إلى حالات خطيرة بسبب تلاشي الجهاز المناعي، وفقدانه القدرة والسيطرة على الفيروس.
ويؤكد البروفيسور جنوحات بأن الوضع الصحي العام الذي تمر به البلاد هذه الأيام يتسم بالاستقرار والهدوء، مما يدل حسبه على بلوغ الذروة بالنسبة لمستوى انتشار الفيروس، مرجعا الفضل في ذلك إلى فعالية إجراءات الحجر الصحي، وارتفاع مستوى الوعي لدى المواطنين واتساع حملة التلقيح التي أطلقتها وزارة الصحة.
وأدت هذه التطورات الإيجابية فيما يخص الوضع الوبائي إلى تراجع الضغط على المصالح الاستشفائية، لا سيما غرف الإنعاش، بعد أن تقلصت نسبة خطورة الفيروس، وانخفاض عدد الأشخاص الذين يتطلب وضعهم الصحي ربطهم بأجهزة تكثيف الأوكسجين، متوقعا بأن تتراجع الإصابات اليومية إلى 300 حالة خلال سبتمبر القادم في حال التقيد بالتدابير الوقائية.
ويؤكد البروفيسور كمال جنوحات بأن الجزائر عاشت في الأيام الأخيرة الموجتين الثالثة والرابعة لفيروس كورونا في نفس الوقت، بسبب المتحورين البريطاني «ألفا» ودلتا» الهندي، مما يفسر ارتفاع أعداد الإصابات اليومية، وحالة الضغط التي عاشتها المؤسسات الاستشفائية.
ويضيف من جهته المختص في الصحة العمومية الدكتور امحمد كواش بأن المتحورات هي مراحل تمر بها الفيروسات لا يجب أخذها باستهتار ولا بالتهويل، قائلا إن ما عشناه مؤخرا أعطانا درسا جديدا وغير المفاهيم حول خطورة الفيروسات، وبين حجم الضريبة التي يدفعها المجتمع نتيجة التغاضي عن الإجراءات الوقائية، خاصة ما يتعلق بارتداء الكمامة واحترام مسافة التباعد الاجتماعي.
وحث المصدر المواطنين على التوجه الفوري إلى الطبيب عند الشعور بأعراض المرض، مع تفادي التطبيب الذاتي لأنه يساهم في نشر العدوى وتحول الإصابة إلى حالة جد خطيرة، كما يساعد الفيروس الذي تطول مدة حياته داخل الجسم على التحور إلى نسخ جديدة.
وأيد الدكتور كواش تشديد تدابير الحجر الصحي والإجراءات العقابية في حق من لا يحترمون الإجراءات الوقائية، لا سيما ما تعلق بإقامة الأعراس والمناسبات العائلية.
لطيفة بلحاج