وصلت طائرتا «كانادير» متخصصتان في إطفاء الحرائق، زوال أمس، إلى مطار رابح بيطاط الدولي بعنابة، لمباشرة مهامهما في إطفاء 4 حرائق بالطارف، و واحد بكل من عنابة و قالمة.
واستنادا لمصالح الحماية المدنية، ستبقى الطائرتان مناوبتان بالولايات الشرقية لإطفاء جميع الحرائق التي لا تزال مشتعلة، قبل الانتقال لولايات أخرى، وسيساعد تواجد الشريط الساحلي بولايتي عنابة والطارف في تزودهما بالمياه في ظرف وجيز، خاصة وأن أغلب الحرائق مسجلة قبالة البحر، كما يمكنهما التزود من البحيرات الطبيعية بالطارف.
وشرعت الطائرتان، أمس ، في إخماد حريق جبال بني صالح ببوشقوف بقالمة وذلك بعد 5 أيام من محاولة السيطرة عليه.
وحلّقت الطائرتان في سماء المناطق الغابية المشتعلة وشرع طاقمهما في إخماد النيران على مستوى جبال بني صالح الواقعة بنحو 50 كلم من الناحية الشرقية لولاية قالمة.
ويأتي قرار توجيه وسائل الدعم الجوية بعد 48 ساعة فقط من وصول الرتل المتحرك لمكافحة حرائق الغابات التابع لولاية قسنطينة، لدعم مجهودات الفرق العاملة لإطفاء الحرائق بقالمة وخاصة حريق جبال بني صالح ببوشقوف شرق الولاية، لكن قوة الحرائق التي تتزايد بفعل الرياح والغطاء الغابي الكثيف صعبت من مهمة فرق الإطفاء.
كما لقي المشاركون في إخماد الحرائق مساندة تضامنية واسعة من سكان بلديات الجهة الشرقية للولاية على غرار بوشقوف وعين بن بيضاء و وادي فراغة ومجاز الصفاء وصولا إلى بومهرة أحمد وبلخير وعاصمة الولاية، حيث تكفل ناشطون جمعويون بإيصال كميات كبيرة من المساعدات تتمثل في الأغذية ومياه الشرب لفائدة فرق الإطفاء ليلا ونهارا، استنادا لما نشره نشطاء جمعويون على صفحاتهم على شبكات التواصل الاجتماعي فايسبوك.
وذكرت المديرية العامة للحماية المدنية، أمس، بأن طائرتي (كانادير) قامت مند بدء عمليات إخماد الحرائق بالجزائر، بـ 172 عملية قذف للمياه عبر الجو بولايات تيزي وزو، بجاية وجيجل. وفي سياق متصل نفذت مروحيات الجيش الوطني الشعبي مئات الطلعات مند بداية الحرائق على مستوى ولايتي تيزي وزو وبجاية، وساهمت في إخماد النيران بعدة نقاط و مواقع، لدعم جهود الإطفاء التي تقوم بها مصالح الحماية المدنية ومحافظة الغابات وأفراد الجيش، وكذا متطوعين على الأرض.
من جهة أخرى، وفي إطار التحقيقات التي باشرتها مصالح الدرك الوطني لتوقيف المشتبه فيهم في إشعال الحرائق بعنابة، كشف المجموعة الإقليمية للدرك بعنابة، في بيان صدر أمس، حيثيات توقيف شيخ يبلغ من العمر 80 سنة بتهم إشعال النيران بأحراش غابية، على إثر الحريق الذي شب بغابة الرندة ببلدية سرايدي، والذي أدى إلى إتلاف أكثر من نصف هكتار من أشجار البلوط.
وأسفرت تحريات فرقة الدرك بسرایدي إلى أن الشيخ (ك.ع) تسبب بغير قصد في حريق بإضرامه النار مما أدى إلى إتلاف أشجار غابية. و وفقا لذات البيان فإن الشخص المشكوك فيه تم تقديمه أمام السلطات القضائية بعد إنجاز ملف قضائي ضده، وتأسس إدارة الغابات كطرف مدني، حيث حُول ملف القضية إلى المثول الفوري وتم تأجيل الجلسة مع الإيداع الحبس المؤقت.
كما دعت مصالح الدرك الوطني المواطنين إلى توخي الحيطة والحذر والتبليغ عن كل التحركات المشبوهة في المحيط الغابي. من جهتها قامت مصالح الغابات بمرافقة المؤسسات المتخصصة في استغلال الفلين للإسراع في عملية إخراجه من داخل الغابات، خاصة بالمناطق القريبة من أماكن الحرائق، حتى لا يتعرض للتلف بفعل النيران، سيما أن جزءا كبيرا من جبال الإيدوغ بسرايدي، يتكون من أشجار البلوط التي تنتج سنويا محصولا معتبرا من مادة الفلين المستخدمة في عدة صناعات، كما يُصدر جزء منها إلى الخارج. و تعرضت رقعة كبيرة من أشجار البلوط بمنطقة بوزيزي للحرق، ما يعد خسارة للغطاء النباتي والاقتصاد الوطني، كون هذا النوع من الأشجار معمر، ويتطلب عشرات السنين كي ينمو.
حسين دريدح
