أكدت جبهة القوى الاشتراكية اليوم السبت أن "الوحدة الوطنية واندماج الشعب الجزائري خط أحمر لا ينبغي لأحد التفكير في تجاوزه أو في توظيفه لتحقيق المآرب المشبوهة".
وأوضحت الجبهة في بيان وقعه أمينها الوطني الأول, يوسف أوشيش، أن الوحدة الوطنية "سقيت بالدماء وترعرعت بدموع الجزائريات والجزائريين" وأنه "من الوهم المساس بها"، مؤكدة أن "الشخصية الجزائرية الشاملة لكل الثوابت الوطنية، صهرتها الأزمات والمحن وسقتها دماء هذا الشعب العظيم عبر العصور" وأنه لا يمكن لـ"مخططات شيطانية أن تنال منها".
واعتبرت أن "أي مشروع خارج التصور الوطني الديمقراطي وأي مناورة تهدف لضرب وزعزعة الاستقلال والسيادة والوحدة الوطنية والمساس بالتماسك المجتمعي لأمتنا تعد عداء للشعب وللوطن من الواجب التصدي لها بكل حزم".
وأضافت بأنه "لا مكان في جزائر 2021 لدعاة الفتنة ولمروجي الشقاق بين أبناء الوطن الواحد ولا لمناولي المشاريع الرامية لتفكيك الدول وضرب استقرارها".
وذكرت جبهة القوى الاشتراكية أن "التنوع الفكري والثقافي واللغوي الذي تزخر به بلادنا هو عامل وثبة حضارية ولن يكون أبدا عامل شقاق مهما فعل ومهما افتعل أصحاب المصالح الضيقة والنظرة القصيرة لجعله أتون فتنة لا تنطفئ نيرانها".
وفيما يخص الحرائق التي شهدتها العديد من المناطق مؤخرا، اعتبرت الجبهة أن "كل المؤشرات والقرائن تشير بأن هذه الحرائق مفتعلة ويبدو أنها تخفي مؤامرة، خلفياتها وأبعادها تستهدف تخريب النسيج الاجتماعي الوطني وضرب وحدة الشعب الجزائري".
من جهة أخرى، نوه الحزب بـ"صور التآزر والتضامن التي صنعها الجزائريون في كل أرجاء الوطن إثر الموجة الثالثة لكوفيد-19 والحرائق المهولة التي مست العديد من ولايات الوطن"، مبرزا أن "المد التضامني الهائل وصور التلاحم البهية التي رسمها الشعب الجزائري وكل الأسلاك المشاركة في عملية إخماد الحرائق أثارت إعجاب العالم بأسره وأفزعت المراهنين على انقسام الشعب وتفتيت أرضه وتذكرنا بأن الجزائريين شعب قادر علي صنع المعجزات".
وأكد في هذا الشأن أن "أولوية الجميع يجب أن ترمي للم الشمل ورص الصف الداخلي ونبذ الخلافات بين أبناء الوطن الواحد والعمل، كما تجسد في مؤتمر الصومام، بالأمس، على بناء أكبر إجماع ممكن لصيانة وتعزيز الاستقلال والسيادة الوطنية وإقامة دولة القانون والديمقراطية التي ستكون صائنة لحقوق الجزائريات والجزائريين، حامية للسيادة والوحدة الوطنيتين وضامنة للتقدم والازدهار".
كما جدد الحزب "المطالبة بالإسراع في إحصاء الخسائر وتعويض أصحابها، ومرافقتهم حتى استعادة حياتهم العادية وإجراء تحقيق معمق يكشف للرأي العام الوطني الأسباب الحقيقة الكامنة وراء هذه المحنة ويفضح مفتعليها ويكشف مخططاتهم".
ولم يفوت الحزب هذه المناسبة "للترحم مرة أخرى على ضحايا الحرائق من المدنيين ومن أبناء الجيش الوطني الشعبي والنظر إلى تضحياتهم الجليلة بعين العرفان والتبجيل مع تجديد عزائنا ومواساتنا لأهلهم ولذويهم والمطالبة بفتح تحقيق معمق وفوري لتحديد الأسباب والأشخاص الذين كانوا وراء هذه المحنة".
وفي السياق الاقليمي، أوضحت جبهة القوى الاشتراكية انها "تتابع بأسف شديد الاستمرار في تهيئة الأرضية لشبكات النيو-ليبرالية المتوحشة وللحركة الصهيونية العالمية داخل المنطقة المغاربية وتمكينها من موطأ قدم بها يمهد لتدمير أوطاننا بما فيها الحاضنة له".