أكدت مجلة "الجيش" في عددها الأخير أن "التكالب المفضوح" للمخزن ضد الجزائر، يعود إلى "الفشل الذريع" الذي منيت به حملته الدعائية المغرضة والأعمال العدائية ضدها، من محاولات لإغراقها بالمخدرات والجوسسة وغيرها.
وجاء في افتتاحية مجلة "الجيش" لشهر أكتوبر، أنه "اتضح الآن، أن التكالب المفضوح للمخزن مرده الفشل الذريع الذي منيت به كل الأعمال العدائية التي قام بها ضد وطننا، بعدما تأكد له أن الجزائر التي تتخذ من ماضيها الثوري مرجعية أساسية لها وخلفية تستنير بها".
ولفتت في ذات الإطار إلى أنه، وفي الوقت الذي يواصل فيه الجيش الوطني الشعبي جهده لتعزيز مكامن قوته واكتساب الجاهزية المطلوبة، تزامنا مع انطلاق سنة التدريب والتحضير القتالي الجديدة، "تتواصل الأعمال العدائية الخطيرة والحملة الدعائية المغرضة التي يشنها المخزن على الجزائر عموما وعلى الجيش الوطني الشعبي تحديدا باتخاذها شكل حرب معلنة".
وتتم هذه المحاولات، يضيف الإصدار، "عبر بروباغاندا مضللة، تحاول عبثا النيل من بلادنا واستهداف سيادتها ووحدتها الشعبية والترابية"، مع "استحداث وضع من شأنه أن يزعزع استقرار منطقة المغرب العربي برمته".
كما ذكرت أيضا بأن هذه الأعمال العدائية، "العديدة والمتكررة"، التي تكون أحيانا "مكشوفة" و أخرى "مستترة"، واجهتها الجزائر ولا تزال "بصبر وبأقصى درجات ضبط النفس"، وذلك "وفقا لمبدأ حسن الجوار الذي تتعامل وفقه مع محيطها المباشر".
ونبهت الافتتاحية كذلك إلى أن هذه الأعمال العدائية وغيرها، على غرار ''السعي لإغراق بلادنا بالمخدرات والجوسسة والدعاية الهدامة والتصريحات المناوئةالصادرة عن رسميين مغاربة وكذا السماح للصهاينة بإطلاق تهديدات ضد بلادنا من التراب المغربي"، إنما تأتي على خلفية "تمسك الجزائر المبدئي والراسخ بضرورة إيجاد حل عادل للقضية الصحراوية".
فقد ''اعتقد المخزن المغربي واهما أن مضاعفته للأعمال العدائية ضد بلادنا في الآونة الأخيرة كفيل بأن يجعلها تتخلى عن واحدة من أهم المبادئ التي تقوم عليها سياستها الخارجية"، يؤكد ذات الإصدار، الذي ذكر بأن مبدأ الجزائر يبقى نفسه بالنسبة للقضية الفلسطينية.
وفي ذات المنحى، توقفت مجلة "الجيش" عند "الخطأ في التقدير" الذي وقع فيه المخزن، حينما "اعتقد بأن تطبيعه مع الكيان الصهيوني وتحالفه معه سيقلب الموازين" لصالحه، مشيرة إلى أنه وبالإضافة إلى تصرفاته "المتهورة" السابقة، مارس الهروب إلى الأمام، "في محاولة يائسة لفرض سياسة الواقع"، لكن "غاب عنه أن الجزائر القوية بشعبها وجيشها لا يمكنها أن تتنازل قيد أنملة عن مبادئها المتجذرة".
ويستنتج من كل ما يحدث، حسب الافتتاحية، أنه "تأكد بما لا يدع مجالا للشك، أن الجزائر ما كان لها لتكون محل هجمات عدائية مركزة لو لم تملك مكامن القوة"، لتردف في السياق ذاته: "القول أن الجزائر قوة ضاربة ليس مجرد كلام موجه للاستهلاك الإعلامي أو ذر للرماد في العيون، مثلما تحاول بعض الأطراف المتربصة ببلادنا تسويه للرأي العام".
وقد أصبح هذا الواقع، يضيف المصدر ذاته، "حقيقة ماثلة للعيان" على المستويين الداخلي والخارجي، لتؤكد المجلة من جديد على أن "الجزائر قوة ضاربة بمبادئها الراسخة ومواقفها الثابتة وقراراتها السيادية وشعبها الأبي وجيشها العتيد، أرقت مضاجع المخزن وأدخلت الرعب واليأس في نفوس الخونة".
كما عرجت الافتتاحية، في سياق ذي صلة، على التمرين التكتيكي المركب "الردع 2021" الذي أشرف عليه رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق السعيد شنقريحة، بإقليم الناحية العسكرية الثانية والذي ينم عن "إرادة راسخة لتطوير قوام المعركة و ضمان الانسجام العملياتي بين مختلف القوات"، وبالتالي "جاهزيتها المطلقة للتعامل مع أي طارئ أو تهديد، مهما كان نوعه أو طبيعته".
فتزامنا مع افتتاح سنة التدريب والتحضير القتالي، "يواصل الجيش الوطني الشعبي العمل بكل جدية وإصرار ودون هوادة، للرقي بمستوى التحضير القتالي لكافة مكوناته ووحداته عبر التراب الوطني، بما في ذلك تلك المتواجدة على حدودنا المديدة"، وهذا تنفيذا لتوجيهات رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، السيد عبد المجيد تبون.
ويخضع ضمان الجاهزية الدائمة للقوات المسلحة الجزائرية، وفقا للمصدر ذاته، لمقاربة "شاملة و متكاملة، وضعتها القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي".