أكد وزير الاتصال عمار بلحيمر أن إفريقيا تبحث عن شراكات جديدة أكثر توازنا، كما تحدث عن طبيعة العلاقات الجزائرية التركية، وتوجه الدبلوماسية الجزائرية نحو قارة إفريقيا.
وأوضح وزير الاتصال في مقابلة لمكتب وكالة أنباء الأناضول بتونس، على هامش مشاركته في أشغال مؤتمر الإذاعات والتلفزيونات العربي، أن دول جنوب الصحراء والساحل والغرب الأفريقي أصبحت تشعر أن التواجد الفرنسي "إذلال" بالنسبة لها، مضيفا أن العلاقات التي تهيمن عليها النظرة الاستعمارية في طريقها للزوال، وذلك لصالح علاقات أكثر توازنا يحملها الشركاء الجدد وفي مقدمتهم روسيا والصين وتركيا.
أما بخصوص سؤال حول التقارب الكبير في العلاقات بين الجزائر وبماكو فقد أوضح الوزير بلحيمر أن العمليات العسكرية التي قادها الجيش الفرنسي في برخان بحجة مكافحة الإرهاب، أتت بنتائج عكسية، معتبرا أن الهدف من تواجد القوات الفرنسية كان تأمين مصادر اليورانيوم الذي يحتاجه المجمع النووي الفرنسي، مضيفا أنه لو كان التواجد لغاية نبيلة، لساعدت كل الإمكانات والوسائل المسخرة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية لمالي.
كما تحدث وزير الاتصال أيضا عن الوضع في ليبيا، حيث أكد أن الجزائر فتحت حدودها البرية مع جارتها الشرقية بعد أن استضافت لقاء رجال أعمال البلدين، مضيفا أنه لن يتم ادخار أي جهد للمساهمة في إعادة إعمار ليبيا، والمحافظة على سيادتها ووحدتها الترابية واستقرارها بعيداً عن أي تدخل أجنبي.
أما عن العلاقات الجزائرية التركية، فقد أوضح الوزير بلحيمر أن جذورها تاريخية، على عكس القراءات الخاطئة التي أدلى بها البعض من خلال اعتبارها "استعمارا عثمانيا"، كما عاد الوزير للحديث عن التعاون بين الجزائر وتركيا عبر التاريخ، مضيفا أن هذه العلاقة المميزة التي استمرت طويلة، تطورت كثيرا خلال الفترة الأخيرة إلى أن أصبحت أنقرة الخامسة شريك تجاري للجزائر ومستثمر أجنبي رائد.
وتابع الوزير حديثه، يمكن توسيع التعاون الاقتصادي عبر عنصري التجارة والاستثمار المباشر، بدليل أن التوقعات تشير إلى إمكانية بلوغ المبادلات التجارية بين البلدين إلى 5 مليارات دولار بنهاية العام الجاري، كما تغطي الاستثمارات التركية 400 مشروع استثماري نفذتها 1300 شركة لقوة عاملة قوامها حوالي 30 ألف موظف، مضيفا تركيا، على هذا النحو، هي المستثمر الأجنبي الأول في الجزائر.