كشف المدير العام لمعهد باستور فوزي درار في تصريح خص به «النصر» أمس عن ارتفاع عدد الحالات الاستشفائية بسبب الإصابة بفيروس كورونا إلى 16 ألف حالة، معتبرا هذا الرقم مؤشرا مهما على دخول الموجة الرابعة للوباء، التي قد تزيدها تعقيدا طبيعة الوضعية المناخية المتسمة بارتفاع نسبة الرطوبة.
أفاد فوزي درار المدير العام لمعهد باستور بأن ارتفاع عدد الأشخاص المتواجدين بالمؤسسات الاستشفائية بسبب تداعيات الإصابة بفيروس كورونا، بلغ هذه الأيام 16 ألف حالة على المستوى الوطني، قائلا إننا في بداية منعرج صاعد للموجة الرابعة لكوفيد 19، مما يتطلب ضرورة التحلي بالحيطة والحذر من قبل جميع المواطنين، تجنبا لأي أزمة صحية جديدة.
وأوضح المصدر بأن عدد الحالات الاستشفائية هي التي تؤشر على طبيعة الوضعية الصحية، وليس عدد الإصابات اليومية بفيروس كورونا، التي لا يمكن ضبطها بشكل دقيق لأن كثيرا من الحالات يتماثل أصحابها إلى الشفاء دون الدخول إلى المستشفيات من أجل المتابعة الصحية، إذا كانت الإصابة خفيفة ولا تمثل خطرا على المريض.
وانتقد فوزي درار بشدة الأشخاص الذين لا يكترثون لخطورة الوباء، ويعتقدون بأن الإحصاءات اليومية الخاصة بالإصابات الجديدة لا تبعث على القلق لأنها لا توحي بالدخول في موجة جديدة للجائحة، داعيا إلى الأخذ بعين الاعتبار الحالات الاستشفائية المتواجدة بالمصالح المختصة بسبب التعقيدات الصحية التي يسببها الفيروس على الفئات الهشة، في تقييم الوضع الصحي والحكم عليه بالاستقرار أو التدهور، وفي التنبؤ بما قد يحدث مستقبلا.
وأكد عضو اللجنة العلمية لرصد انتشار فيروس كورونا بأن الكثير من المواطنين لا يصدقون بأننا دخلنا فعلا في الموجة الرابعة لكوفيد 19، وكأنهم ينتظرون اكتظاظ المستشفيات بالمصابين ليقتنعوا بتحذيرات الأخصائيين ويسارعوا إلى تطبيق إجراءات البروتوكول الصحي وتلقي اللقاح، مجددا التأكيد على أننا نعيش بدايات موجة جديدة، وهي نفسها المراحل التي مهدت للموجات السابقة، وما شهدته من تراخ في احترام التدابير الوقائية.
وتساهم الظروف المناخية الحالية المتسمة بارتفاع في نسبة الرطوبة في انتشار الفيروس، وفق ما يؤكده المختصون، ويضيف في هذا السياق المدير العام لمعهد باستور بأن الرطوبة المرتفعة تعد عاملا مساعدا على انتقال العدوى، كما أن انخفاض درجات الحرارة التي تدفع بالأشخاص إلى الاحتماء بالأماكن المغلقة بحثا عن الدفء، على غرار المقاهي، يساعد بدوره على اتساع رقعة الوباء، بسبب عدم احترام مسافة التباعد الاجتماعي.
كميات معتبرة من اللقاح معرضة للتلف بداية 2022
وأوضح البروفيسور فوزي درار بشأن المخزون الخاص باللقاح المضاد لفيروس كورونا، وما إذا كان بالفعل معرضا للتلف بسبب انتهاء مدة الصلاحية، قائلا إن كميات المخزون حاليا تقدر ب 13 مليون جرعة، وعدم الإقبال عليها سيؤدي إلى تلفها تدريجيا وليس دفعة واحدة.
وأعطى المتحدث على سبيل المثال إحصاء 70 ألف جرعة من لقاح أسترازينيكا ستنتهي مدة صلاحيتها يوم 31 ديسمبر القادم، مضيفا بأنه مع بداية العام 2022 سيتم إدراج كميات جديدة ضمن الجرعات التي ستنقضي فترة صلاحياتها، من بينها 190 ألف جرعة من لقاح سبوتنيك، إلى جانب أنواع أخرى.
ودافع المتحدث على إقرار الجواز الصحي لدفع المواطنين للتلقيح ضد الفيروس، مقترحا تعميم الإجراء على الموظفين بالمؤسسات المختلفة، عملا بما قامت به وزارة الشباب والرياضة التي أجبرت مرتادي الملاعب على إظهار شهادة التلقيح لحضور المقابلات الرياضية، إلى جانب الإجراءات الصارمة التي فرضت على مسيري قاعات الحفلات.
وبشأن حالة التراخي المسجلة بوسائل النقل والأسواق والفضاءات التجارية المختلفة، أوضح المتدخل بأن الحل الوحيد يكمن في تطبيق الجواز الصحي، على غرار ما قامت به عديد البلدان المتقدمة التي دخلت في مرحلة من العزوف عن اللقاح بعد أن تمكنت من تلقيح 40 بالمائة من الفئات المعنية، ما دفعها إلى تطبيق إجبارية التلقيح لتحقيق المناعة الجماعية.
لطيفة بلحاج