جندت السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات كل الإمكانيات وعملت على توفير كل الظروف المناسبة لإنجاح الانتخابات المحلية التي جرت أمس على اعتبار أنها آخر محطة في مسار تجديد المؤسسات المنتخبة للدولة، وقد كسبت السلطة الرهان في رابع تجربة انتخابية لها منذ تأسيسها قبل أكثر من عامين.
وكما جرت العادة في مثل هذه المواعيد الوطنية الكبيرة فقد وضعت السلطة الوطنية للانتخابات كل الإمكانيات في متناول مندوبي وسائل الإعلام الوطنية والدولية المكلفة بتغطية هذا الموعد السياسي الهام على مستوى المركز الدولي للمؤتمرات «عبد اللطيف رحال» غرب الجزائر العاصمة، من قاعات خاصة بالنقل التلفزي والإذاعي المباشر مزودة بأحدث الوسائل التقنية والتكنولوجية المعمول بها.
كما خصص المركز الدولي للصحافة قاعة خاصة بالصحافة المكتوبة مزودة بأجهزة الكومبيوتر وخدمة الإنترنيت وقاعات وشاشات لمتابعة تدخلات رئيس السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات محمد شرفي الذي أطل على الصحفيين عدة مرات في اليوم لتقديم آخر المعطيات والأرقام المتعلقة بالعملية الانتخابية عبر كافة ربوع الوطن.
وقد كانت أول إطلالة لرئيس السلطة، محمد شرفي، في منتصف النهار حيث قدم خلالها النتائج الخاصة بالاقتراع المسجلة في حدود العاشرة صباحا، وقال شرفي في تصريحه الأولي إن بداية الاقتراع «كانت إيجابية وهي مبشرة مقارنة بالانتخابات التشريعية التي جرت في 12 جوان الماضي»، وهو يجري في ظروف حسنة.
وعن الإحصائيات ونسبة المشاركة كشف المتحدث أن نسبة المشاركة الوطنية التي سجلت في حدود العاشرة صباحا كانت بحدود 04.12 من المائة بالنسبة للانتخابات البلدية، ونسبة 03.92 من المائة بالنسبة لانتخابات المجالس الشعبية الولائية، وقدم في نفس الوقت بعض الأرقام عن نسبة المشاركة المسجلة في بعض الولايات في ذلك التوقيت.
ثاني إطلالة إعلامية لرئيس السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات كانت في حدود الرابعة بعد الزوال وخلالها قدم أرقاما عن نسبة المشاركة التي سجلتها مختلف مندوبيات السلطة في مختلف ولايات القطر عند الساعة الواحدة زوالا.
وعلى هذا الأساس كشف محمد شرفي أن نسبة المشاركة في الاقتراع وطنيا بالنسبة لانتخابات المجالس البلدية بلغت 13.30 من المائة، بينما بلغت بالنسبة لانتخابات المجالس الولائية 12.70 من المائة.
وفي ذات الساعة، أي الواحدة زوالا، كانت أعلى نسبة مشاركة بولاية عين قزام حيث بلغت 38.15 من المائة بالنسبة لانتخابات المجالس البلدية، و 37.66 من المائة بالنسبة لانتخابات المجالس الولائية.
أما أدنى نسبة مشاركة في الواحدة ظهرا دائما فقد سجلت في ولاية الجزائر العاصمة وكانت في حدود 6.92 من المائة بالنسبة لانتخابات البلديات، أما بالنسبة لانتخابات المجالس الولائية فقد سجلت أدنى نسبة في هذا التوقيت بولاية بجاية وكانت بحدود 6.21 من المائة.
شرفي: قفزة نوعية سجلتها المشاركة في محليات 2021
وفي حدود السادسة والنصف مساء يخرج شرفي للمرة الثالثة ليقدم نتائج الاقتراع المؤقتة ونسبة المشاركة المسجلة في حدود الساعة الرابعة، وكشف أن 5 ملايين و 757346 مواطنا قد أدلوا بأصواتهم في حدود الرابعة مساء على المستوى الوطني في انتخابات تجديد المجالس البلدية وهو ما يمثل نسبة 24.27 من المائة.
أما بالنسبة لانتخابات المجالس الولائية قد أدلى 5 ملايين و 526462 مليون ناخب بأصواتهم حتى الرابعة مساء وهو ما يساوي نسبة 23.30 من المائة وطنيا.
ولفت شرفي أن نسبة المشاركة المسجلة في الانتخابات في الساعة الرابعة تمثل «قفزة نوعية» بدليل فارق الـ 10 من المائة المسجلة مقارنة بنسبة المشاركة في التشريعيات الأخيرة في نفس التوقيت والتي بلغت 14.47 من المائة.
وفي ذات اللقاء الصحفي أعلن رئيس سلطة الانتخابات عن قرار بالترخيص لمنسقي السلطة على مستوى الولايات بتمديد مدة الاقتراع بساعة واحدة حسب الحاجة وحسب وقائع الاقتراع وتقدير المنسقين الولائيين.
و لفت شرفي إلى أن المقارنة بين الأرقام ونسب المشاركة المسجلة في محليات 2017 وتلك المسجلة في محليات 2021 لا يجدي نفعا لأن طريقة ونمط الانتخابات ليس نفسه في الاقتراعين، ولا يمكن مقارنة النمط الجديد للانتخاب المعتمد اليوم بذلك النمط البائد الذي جرت في كنفه انتخابات 2017.
كما تحدث رئيس السلطة عن «بشائر لجزائر جديدة» تتمثل حسبه في احتكام الناخبين والمترشحين للقانون، لذلك لم تسجل السلطة أي تجاوزات تذكر طيلة النهار عدا ما قام به أحد مؤطري الانتخابات في ولاية وهران الذي حاول الفرار بمحاضر الفرز، لكن قبض عليه وسلم للعدالة، مشددا على أن القانون سيفرض وسيطبق على الجميع.
وكما جرت العادة فقد سجل ممثلو وسائل الإعلام والصحافة الوطنية حضورا كبيرا ومميزا في المركز الدولي للمؤتمرات أمس لمتابعة مجريات العملية الانتخابية مباشرة من هناك، ومتابعة الأرقام والإحصائيات والملاحظات التي يقدمها رئيس السلطة الوطنية للانتخابات مباشرة على الهواء لنلقها للمشاهدين والمستمعين وكل القراء والمواطنين في حينها.
وعلى العموم تبقى الانتخابات المحلية وبالنظر لطابعها الخاص لا تستقطب عادة اهتمام الصحافة الدولية كثيرا لأنها تتعلق بتسيير الشأن المحلي اليومي للمواطن وبالتالي لا تعتبر مادة إعلامية ذات أهمية كبيرة أو ذات رهان سياسي كبير بالنسبة لوسائل الإعلام الأجنبية، لذلك لم يسجل حضور كثيف لممثلي الصحافة الدولية أمس في المركز الدولي للمؤتمرات رغم حضور بعض ممثلي هذه الصحافة في عين المكان، لكن كل ممثلي الصحافة الدولية كانوا معتمدين من أجل تغطية الحدث.
من جهته سخر المركز الدولي للصحافة ما يقارب 70 فردا للوقوف على العملية وتوفير كل الظروف والوسائل لضمان تغطية مريحة لكل ممثلي وسائل الإعلام الحاضرة بالمركز الدولي للمؤتمرات.
وما يمكن تسجيله في هذا الشأن أن الانتخابات المحلية التي جرت أمس قد تجاوزت كل الاستحقاقات التي عرفتها الجزائر منذ عامين بداية بالانتخابات الرئاسية التي جرت في 12 ديسمبر 2019، ثم الاستفتاء حول تعديل الدستور في الفاتح نوفمبر 2020 وصولا إلى الانتخابات التشريعية التي جرت في 12 جوان الماضي، من حيث نسبة المشاركة والإقبال على الاقتراع.
ومرة أخرى تكسب السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات الرهان في رابع استحقاق انتخابي تشرف عليه منذ تأسيسها من حيث التنظيم والمراقبة والسهر على توفير كل الظروف والأجواء لضمان اقتراع شفاف ونزيه.
إلياس. ب