أفرزت نتائج الانتخابات البلدية والولائية بولاية عنابة وجها جديدا للهيئة المنتخبة، حيث برزت أحزاب بشكل لافت في صورة حزب جبهة المستقبل و حركة مجتمع السلم، وتقلص هيمنة أحزاب تقليدية على غرار جبهة التحرير الوطني بعد عشرات السنين من الهيمنة على المشهد بمختلف المجالس بولاية عنابة.
وبالنتائج المحصلة تقدم حزب حركة مجتمع السلم بفارق لا بأس به في أكبر بلديتين بالولاية و هما عنابة والبوني إلى جانب برحال، أين احتل الصدارة، كما تقاسم المقاعد مع أحزاب أخرى في باقي البلديات التي شارك فيها على غرار سيدي عمار الذي حصد فيها 5 مقاعد من أصل 23 حيث سجل حمس حضورا قويا في الانتخابات المحلية، فيما احتل حزب جبهة المستقبل المرتبة الثانية في بلدية عاصمة الولاية عنابة بـ 12 مقعدا، وظفر بالصدارة في بلدية سيدي عمار بـ 6 مقاعد، إلى جانب حضوره اللافت في جميع البلديات بمقاعد لصالح مرشحيه.
و بلغت نسبة المشاركة في الانتخابات بالبلديات 28.95 بالمائة، و المجلس الولائي 28.88 بالمائة، بارتفاع طفيف مقارنة بالانتخابات البرلمانية التي تم تحقيق فيها نسبة مشاركة قدرت بـ 21.92 بالمائة.
تجدر الإشارة إلى تأخر الفصل في نتائج المجلس الولائي بسبب تقارب عدد الأصوات بين مترشحي الأحزاب، للكشف عن هوية الفائزين بتشكيلة المجلس الولائي المكونة من 39 مقعدا. وعرفت الانتخابات المحلية بعنابة مشاركة 10 قوائم في المجلس الولائي منها 9 أحزاب وقائمة حرة، أما على مستوى البلديات فأحصت السلطة 56 قائمة على مستوى 12 بلدية بعنابة، كما تم تسجيل مشاركة 3 قوائم أحزاب فقط ببلدية عنابة، وتميزت هذه الانتخابات بعنابة، بترشح عدد كبير من الشباب من خريجي الجامعات، رغبة في دخول المعترك السياسي بعد سنوات من العزوف ورفض المشاركة في العمل الحزبي، وهو ما أفرز فوز منتخبين شباب بمعدل عمر تقريبي لا يتجاوز 50 سنة، ضمنهم شباب في الثلاثينات من العمر .