دعا وزير الصحة عبد الرحمان بن بوزيد أمس المدراء الولائيين لمواجهة الموجة الرابعة للجائحة، بتجنيد الوسائل البشرية والمادية، وتجهيز المستشفيات بالأجهزة الطبية للتكفل بالمرضى، قائلا إن القطاع في حالة حرب فعلية ضد الفيروس، ولا مجال للوقوع في نفس أخطاء الموجة الأخيرة.
وجه وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات خطابا شديد اللهجة لمسؤولي القطاع على المستوى المحلي، دعاهم من خلاله للاستعداد للموجة الرابعة لكوفيد 19، وتفادي الأخطاء التي فرضتها الظروف خلال الموجة الثالثة، قائلا إنه من غير المسموح أن يعيش القطاع نفس المشاكل والصعوبات.
وحث الوزير في لقاء تقييمي أجراه عبر تقنية التحاضر عن بعد، بمشاركة مدراء الصحة الولائيين، على ضرورة توفير كافة الوسائل والأجهزة الطبية التي تضمن التكفل التام بالمتضررين من الفيروس، لا سيما وأن القطاع حرص على جلب مولدات ومكثفات الأكسجين، يبقى فقط تنظيم العمل على مستوى المستشفيات، وفق المتحدث.
كما أمر بن بوزيد بتجهيز مصالح الإنعاش بالوسائل الطبية، وتزويد الأسرة بمكثفات الأكسجين، لاستقبال الحالات الطارئة، محذرا من عدم التكفل بالمرضى الذين يقصدون المستشفيات لأسباب مختلفة، وتحويلهم إلى مصالح أخرى، بحجة عدم توفر أماكن شاغرة، قائلا إن هذا التصرف ليس مقبولا.
وكشف المصدر عن تلقيه شكاوى من مواطنين تتعلق بعدم استقبالهم من قبل مصالح استشفائية بعضها تقع بالعاصمة، وتحويلهم إلى مؤسسات أخرى، بحجة عدم توفر أسرة شاغرة، في حين أن الأماكن موجودة وهو ما تأكد منه شخصيا بعد اتصالات قام بها، متسائلا عن أسباب تكرار نفس الممارسات في جزائر الاستقلال، رغم التوجيهات الصارمة التي قدمها للقائمين على القطاع.
ونبه الوزير أيضا إلى ضرورة تخصيص مخزون كاف من مادة الأكسجين استعدادا للظروف الاستثنائية، مع الحرص على ضمان النوعية وقوة الضغط، مذكرا بأن الإنتاج في الموجة الثالثة لم يتجاوز 330 ألف لتر يوميا، في حين أن الطلب فاق 450 ألف لتر، بسبب تزايد عدد الحالات الاستشفائية التي ارتفعت من 9 آلاف إلى 16 ألف حالة.
وخاطب المتحدث مدراء الصحة قائلا إنه يتحدث مع خبراء وتقنيين هم أدرى بمجال عملهم وتخصصهم، لأن مرحلة الشدة التي عشناها في الموجة الأخيرة كانت كافية لأخذ العبر والدروس، ليصبح الخطأ أمرا غير مسموح به بتاتا، من خلال تنظيم العمل استعدادا لما قد يحدثه الفيروس المتحور من طوارئ.
واقترح عبد الرحمان بن بوزيد كحلول ناجعة وفعالة لضمان الاستقبال الأمثل للمرضى، تخصيص مستشفيات لكوفيد 19، اقتداء بما تم القيام به في الموجة الثالثة، لا سيما المستشفيات التي لا تتوفر على مصالح للاستعجالات الطبية، دون حرمان باقي المرضى من العلاج، أو تأجيل العمليات الجراحية بالمستشفيات الكبرى.
وحذر المتدخل من التطورات التي يشهدها الوضع الصحي، جراء تضاعف حجم استغلال الأسرة بالمستشفيات منذ شهر نوفمبر الماضي، بسبب ارتفاع أعداد الإصابات اليومية بالفيروس، الأمر الذي يستدعي تسخير الوسائل اللازمة للتكفل بالمرضى واستقبالهم في أحسن الظروف، وضمان سرير لكافة الحالات المعقدة.
وحمل عبد الرحمان بوزيد المستشفيات مسؤولية التكفل التام بالمرضى، قائلا إن القطاع يتوفر على الكفاءات والوسائل المادية والبشرية لمواجهة الظروف الصعبة، مقترحا تنصيب مداومات عبر كل مديريات الصحة للرد على انشغالات المواطنين، تحسبا لمستجدات محتملة، لا سيما وأن ما تعيشه باقي الدول ليس ببعيد عن بلادنا، وفق المصدر. لطيفة بلحاج
