أجرى وزير التربية الوطنية عبد الحكيم بلعابد الأسبوع المنصرم زيارات تفقدية فجائية لعدد من المؤسسات التعليمية للاطلاع على ظروف استئناف الدراسة في ظل الوضعية الوبائية، وأمر المفتشين بالنزول إلى الميدان ومرافقة الأساتذة لتدارك التأخر في الدروس والتحضير للامتحانات الفصلية.
قام وزير التربية الوطنية وفق ما كشفت عنه مصادر مطلعة بزيارات فجائية لعدد من المؤسسات التعليمية للاطلاع على الظروف التي أحاطت بعودة التلاميذ إلى الأقسام في ظل الجائحة، وللوقوف على مدى احترام البروتوكول الصحي للوقاية من انتشار العدوى بفيروس كورونا.
كما أمر المسؤول الأول على القطاع المفتشين بالنزول إلى الميدان لمرافقة الأساتذة في تدارك التأخر في تنفيذ المقرر الدراسي جراء غلق المؤسسات التعليمية لمدة 17 يوما بهدف كسر سلسلة العدوى بفيروس كورونا بين التلاميذ، وكذا لتقييم مستوى تقدم البرنامج الدراسي الخاص بالثلاثي الثاني.
وساهمت هذه الإجراءات التي بادرت بها الوصاية في نشر الشعور بالارتياح والطمأنينة وسط الموظفين وكذا التلاميذ، كما ساعدت هذه التدابير الأساتذة على إعادة إقحام التلاميذ في الأجواء الدراسية والانطلاق في التحضير للامتحانات الفصلية، عبر استغلال ال 10 الأيام الإضافية بعد تأجيل تاريخ العطلة الربيعية وتقليص مدتها، في تقديم الدروس المتأخرة.
وتجمع من جهتها جل نقابات القطاع وكذا ممثلي الأولياء على استقرار الوضع الصحي بالوسط التربوي، وعودة الأمور إلى طبيعتها بكافة المؤسسات التعليمية، بعد تسجيل بعض الغيابات بداية الأسبوع الماضي من قبل الأساتذة والتلاميذ بسبب الإصابة بالعدوى، لكنهم سرعان ما التحقوا بالمؤسسات التعليمية فور تماثلهم للشفاء.
وأفاد في هذا السياق رئيس الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين صادق دزيري في تصريح «للنصر» بأنه مع بداية العودة إلى مقاعد الدراسة تم تسجيل بعض الصعوبات بسبب تأخر التحاق أساتذة وتلاميذ بالأقسام جراء الإصابة بالفيروس، لكن الأمور سارت بعد ذلك بوتيرة جد عادية. وسجل المتحدث نقصا في وسائل الوقاية من الفيروس على مستوى بعض المدارس الابتدائية وكذا المتوسطات، يتم تداركها من طرف القائمين عليها، بالتنسيق مع السلطات المحلية، من أجل ضمان السير العادي لما تبقى من الموسم الدراسي.
ويرى من جهته رئيس نقابة الكنابست مسعود بوديبة بأن العودة إلى مقاعد الدراسة لم تكن عادية جراء الظروف الصحية الاستثنائية، وكذا حالة القلق والخوف التي اعترت بعض التلاميذ والأساتذة خشية العدوى بالفيروس، قائلا إن هذا الشعور سرعان ما تلاشى بعد الانطلاق في تنفيذ الدروس، مرجعا الفضل في ذلك للمؤطرين الذين ضمنوا المرافقة النفسية للتلاميذ.
ويعتقد مسعود بوذيبة بأن الشعور بالقلق الذي ظهر على بعض التلاميذ والأساتذة عند استئناف الدراسة، ناجم عن الصدمة التي سببها انتشار الفيروس مع بداية الثلاثي الثاني في عدد من المؤسسات التربوية، وذلك قبل أن تعود الأمور إلى طبيعتها بعد أن تكيف الجميع مع الوضع الصحي.
وبحسب المصدر فإن التجربة التي اكتسبها الأساتذة في التعامل مع الظروف الاستثنائية أكسبتهم خبرة في التكيف مع الوضعية الوبائية التي حتمت على الوصاية الغلق المؤقت للمؤسسات التعليمية إلى غاية تراجع المنحنى الوبائي، قائلا إن تدارك التأخر يندرج ضمن المهام البيداغوجية للأساتذة الذين يبذلون جهودا للإلمام بالدروس الضائعة.
وأثنى من جهته رئيس الجمعية الوطنية لأولياء التلاميذ خالد أحمد على العمل الميداني الذي تقوم به الوزارة، قائلا إن الأوضاع الصحية بالمؤسسات التعليمية مطمئنة ولا تبعث على القلق، ونفى المتحدث تسجيل انتشار جديد للعدوى بين التلاميذ، مؤكدا بأن لجنة المتابعة المكونة من المفتشين ستسهر على استكمال برنامج الفصل الثاني في الوقت المحدد.
لطيفة بلحاج