توجت الزيارة الرسمية التي قام بها رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، الى دولة الكويت منذ أمس الثلاثاء، ببيان ختامي مشترك صدر اليوم الاربعاء، هذا نصه الكامل:
"في إطار العلاقات التاريخية الراسخة والأواصر الأخوية الوثيقة التي تربط بين الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ودولة الكويت الشقيقة، قام السيد الرئيس عبد المجيد تبون بزيارة رسمية إلى الكويت يومي 22 و 23 فيفري 2022، تلبية لدعوة كريمة من أخيه صاحب السمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح.
وبهذه المناسبة تقدم السيد الرئيس عبد المجيد تبون بأحر التهاني وأصدق التبريكات لصاحب السمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح متمنيا له دوام الصحة والعافية وللشعب الكويتي الشقيق المزيد من الرقي والازدهار، بحلول الذكرى المزدوجة للعيد الوطني المجيد ويوم التحرير لدولة الكويت الشقيقة، محييا في ذات السياق المستوى المتميز للثقافة والممارسة الديمقراطية في المجتمع والمؤسسات الكويتية.
وقد تميز اللقاء الذي جمع الرئيس عبد المجيد تبون مع صاحب السمو أمير دولة الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح والمباحثات التي أجراها مع سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، بالتوافق التام في الرؤى والتطابق الكامل في المواقف حول مجمل القضايا التي تهم البلدين الشقيقين في علاقاتهما الثنائية أو فيما يتعلق بالأوضاع الراهنة على الساحة العربية وآفاق تعزيز العمل العربي المشترك على ضوء الالتزام الراسخ للبلدين بقيم التضامن والوحدة وسعيهما الدؤوب لترقية المقاربات المبنية على الحوار والمصالحة لحل الأزمات.
كما أكدت المباحثات اعتزاز الطرفين بالمستوى المتميز الذى حققته علاقات الأخوة والتعاون بين البلدين في ظل المتابعة الدقيقة والدعم الكبير لقيادتيهما التي وجهت بهذه المناسبة بضرورة إعطاء زخم أكبر للتعاون الثنائي في كافة المجالات، أخذا بعين الاعتبار التطور النوعي الذي حققه اقتصاد البلدين وما أفرزه من إمكانيات وفرص هائلة ينبغي استغلالها خدمة لمصلحة البلدين الشقيقين.
وقد أكد الجانبان عزمهما على العمل في كل ما من شأنه تعزيز العلاقات الأخوية بينهما والانتقال بها إلى آفاق جديدة تعكس عمقها ووضع الآليات المناسبة والاتفاقيات التي تعكس هذه الرغبة وترسخ التشاور والتنسيق السياسي وتشجيع الاستثمارات المباشرة للقطاعين العام والخاص، كما تم الاتفاق على حث المتعاملين الاقتصاديين على استغلال الفرص الاستثمارية المتاحة في البلدين، مع توجيه الحكومتين لاتخاذ الاجراءات المناسبة لتوفير الدعم اللازم والمناخ الأنسب لنجاح عمليات الاستثمار.
وفي مجال المحروقات، اتفق الطرفان على تعزيز الفرص الاستثمارية وتبادل الخبرات، كما أعرب الجانب الكويتي عن امتنانه لدعم الجزائر لمرشح دولة الكويت الذي تم انتخابه على رأس الأمانة العامة لمنظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك".
وفيما يخص الروابط الإنسانية، نوه الطرفان بالدور المتميز للجالية الجزائرية المقيمة بالكويت ومساهماتها النوعية في نهضة الكويت وفي تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين.
وعلى صعيد الأوضاع الإقليمية والدولية، استعرض الجانبان بالتشاور والتنسيق الأوضاع السائدة في العالم العربي وما تمليه من ضرورة مضاعفة الجهود لتعزيز العمل العربي المشترك لمواجهة التحديات المشتركة التي تواجه الدول العربية.
وبهذا الصدد، ثمنت القيادة السياسية لدولة الكويت جهود الرئيس عبد المجيد تبون لإنجاح القمة العربية المقبلة بالجزائر، معربة عن دعمها التام واستعدادها الكامل للمساهمة في هذا المسعى النبيل بهدف التوافق على مخرجات تكون في مستوى تطلعات الشعوب العربية.
كما أكد الجانبان على مركزية القضية الفلسطينية وعلى ضرورة إعادة بعث الجهود الرامية لدعم الشعب الفلسطيني الشقيق واسترجاع حقوقه المشروعة، وفي مقدمتها حقه في تجسيد دولته المستقلة ذات السيادة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفق قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية.
وبهذا الخصوص، أطلع الرئيس عبد المجيد تبون أمير دولة الكويت صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح وولي عهده سمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، بالمساعي التي تبذلها الجزائر في سبيل تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية، استكمالا للجهود المخلصة التي بادرت بها عديد الدول العربية.
وفي ظل اهتمامهما المشترك بقضايا السلم والتنمية لاسيما في إفريقيا وحرصهما على تعزيز الشراكة العربية-الافريقية، اتفق الجانبان على التعاون والتنسيق بين الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية والوكالة الجزائرية للتعاون الدولي من أجل التضامن والتنمية، في مجال دعم مشاريع تنموية في الدول الافريقية ولاسيما دول الساحل والصحراء.
وفي ختام الزيارة، عبر الرئيس عبد المجيد تبون عن شكره وتقديره لما لقيه والوفد المرافق له من حسن الاستقبال وكرم الضيافة، ودعا أخاه صاحب السمو أمير دولة الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح للقيام بزيارة إلى الجزائر، وقد رحب صاحب السمو بهذه الدعوة على أن يحدد موعدها لاحقا عبر القنوات الدبلوماسية".
وأج