* بلماضي: تنتظرنا معركة أخرى وجب كسبها * محرز: موعدنا في البليدة و سليماني يستحق تحطيم رقم دروغبا
قطع سهرة اليوم المنتخب الوطني خطوة عملاقة نحو النسخة 22 من نهائيات كأس العالم المقررة في نوفمبر المقبل بقطر، وذلك بفضل الانتصار الثمين المحقق على حساب المنتخب الكاميروني بهدف دون رد بملعب جابوما في مدينة دوالا، في موقعة الذهاب من الدور الفاصل، وهي النتيجة التي مكنت «الخضر» من وضع القدم الأولى في قطر، قبل لقاء الإياب يوم الثلاثاء القادم، وتكون بذلك الكرة الجزائرية قد قطعت شوطا معتبرا لضمان المشاركة في العرس العالمي لخامس مرة.
نجاح النخبة الوطنية في ترويض «الأسود» الكاميرونية في معقلها جاء بعد ملحمة كروية صنعها «كومندوس» بلماضي، الذي فك عقدة ملعب جابوما التي كانت قد لاحقته في دورة «كان 2021» قبل شهرين، ولو أن محرز ورفاقه ظهروا بوجه مغاير عن ذلك الذي كان في العرس الإفريقي، مما مكنهم من تحقيق انجاز غير مسبوق، وذلك بالفوز على منتخب الكاميرون لأول مرة في مباراة رسمية.
اللقاء كان مغلقا، وكانت مجرياته عبارة عن صراع تكتيكي بين بلماضي ونظيره سونغ، لأن مدرب «الخضر» فضل تغيير طريقة اللعب المعتادة، وذلك باللجوء إلى الخيار الدفاعي، بتعزيز خط وسط الميدان، وترك المناورة الهجومية لرأس الحربة سليماني، وهي الخطة التي جعلت الدفاع الجزائري يتوزع على 3 أروقة، انطلاقا من الدائرة المركزية، مع فرض رقابة لصيقة على حامل الكرة، فضلا عن وضع المهاجمين فانسون أبو بكر وشوبو موتينغ تحت المراقبة المستمرة وسط الدفاع.
خيارات بلماضي أخلطت حسابات المدرب الكاميروني سونغ، الذي حاول التوجه منذ الوهلة الأولى صوب الهجوم، بالاعتماد على الكرات العرضية الطويلة، إلا أن تكتل العناصر الوطنية كان كافيا لسد كل المنافذ المؤدية إلى مرمى مبولحي، مما أجبر مدافعي الكاميرون على التقدم أكثر، الأمر الذي ترك بعض المساحات الشاغرة في الدفاع، وهو ما استغله سليماني لصنع أول لقطة خطيرة في اللقاء، وكانت عند الدقيقة 13، عندما خطف الكرة من المدافع نغادو، وانفرد بالحارس أونانا، غير أن تسديدته وجدت حارسا تألق في إنقاذ مرماه من هدف محقق، حيث أبعد الكرة من الزاوية العلوية اليسرى للمرمى.
تعامل العناصر الوطنية بذكاء مع الاندفاع اللامتناهي للمنافس صوب الهجوم مكنها من امتصاص الضغط مع مرور الدقائق، بدليل أن تحكم المنتخب الكاميروني في الكرة كان عقيما، وانحصر في كرات عرضية طويلة، دون تشكيل خطورة على مرمى مبولحي، لأن كل محاولات «الأسود» تحطمت على الجدار الدفاعي.
غياب الفرص السانحة للتهديف من الجانبين أبقى «السوسبانس» قائما إلى غاية الدقيقة 41، قبل أن تكون إحدى الكرات الثابتة المفتاح الذي بفضله نجحت النخبة الوطنية في مباغثة المنافس، لأن المخالفة التي نفذها بلايلي على الجهة اليسرى استقبلها سليماني برأسية محكمة داخل منطقة العمليات، فأسكنها في عمق الشباك، بعدما فشل الحارس أونانا من التصدي لها، في مشهد «مستنسخ» من ذلك الذي كان سليماني قد صنعه في جوان 2014 بالأراضي البرازيلية في مرمى المنتخب الروسي، وتأهل بفضله «الخضر» إلى ثمن نهائي المونديال.
«فيزيونومية» اللعب لم تتغير خلال الشوط الثاني، ولو أن بداية هذه المرحلة شهدت حادثة تعطل للإنارة بالملعب، مما تسبب في توقيف اللقاء لمدة 7 دقائق قبل الاستئناف، رغم أن المدرب الكاميروني سونغ حاول ضخ دماء جديدة في خط الهجوم، بإقحام الثنائي طوامبا وكيفن صوني بدلا من أبو بكر وهونقالا، لكن ذلك لم يكن له أي مفعول أن التنظيم المحكم للنخبة الوطنية، لأن محرز ورفاقه احتفظوا بكامل التركيز، مع النجاح في تغطية كل المساحات انطلاقا من وسط الميدان، وقد كانت أول فرصة تستحق الذكر تلك التي صنعها البديل طوامبا في الدقيقة 70، إلا أن توقع مبولحي أبطل مفعول هذه المحاولة.
ضغط النتيجة ألقى بظلاله على لاعبي المنتخب الكاميروني، الذين رموا بكامل ثقلهم في الهجوم، في محاولة للعودة في النتيجة، غير أن استراتيجية اللعب التي انتهجها بلماضي امتصت اندفاع المنافس، ولو أن الناخب الوطني عمد إلى القيام ببعض التغييرات التكتيكية عند الدقيقة عند الدقيقة 75، بإقحام الثلاثي بلفوضيل، فغولي وبن دبكة بدلا من سليماني، محرز وزروقي، سعيا لتعزيز وسط الميدان الدفاعي، وهي الخيارات التي وضعت مهاجمي الكاميرون تحت مراقبة لصيقة، لتشهد الدقيقة 78 إهدار ماندي فرصة ثمينة لمضاعفة النتيجة، وقتل المقابلة، بعد فتحة عرضية من بلايلي، غير أنه لم يحسن استغلال الكرة التي وصلته، لأنه كان متحررا من المراقبة على مستوى القائم الثاني للمرمى.
الدقائق المتبقية من عمر المقابلة، والتي كانت بعد احتساب 11 دقيقة كوقت بدل ضائع سارت على وقع ضغط متواصل للمنتخب الكاميروني، والذي قابلته استماتة كبيرة للعناصر الوطنية، سيما وأن بلماضي راهن على خبرة قديورة كبديل لبن ناصر، وقد اقتصرت محاولات «الأسود» على تسديدة موتينغ التي انتهت بين أحضان مبولحي، ليطلق الحكم البوتسواني جوشوا باندو صافرة النهاية بفوز المنتخب الجزائري، الذي يكون قد ضمن وبنسبة كبيرة التأهل إلى مونديال قطر.
صالح فرطــاس
هدف «أسطوري» جديد لسليمــــانــــــــــــــي
بصم سهرة اليوم، المهاجم إسلام سليماني على واحد من أغلى الأهداف في مشواره الكروي، وذلك بتسجيله هدفا في مرمى المنتخب الكاميروني، كان وزنه قيادة «الخضر» لتحقيق الفوز على «الأسود غير المروضة» لأول مرة في تاريخ المواجهات الرسمية بين المنتخبين، ولو أن أفضل هداف في تاريخ المنتخب الوطني اعتاد على صنع مثل هذه الانجازات الشخصية.
هدف سليماني (صاحب ال40 هدفا مع المنتخب)، في ملعب جابوما بالأراضي الكاميرونية، أعاد إلى الأذهان الانجاز التاريخي الذي كان ببصمة نفس اللاعب ذات 26 جوان 2014 في الأراضي البرازيلية، لما أسكن الكرة في شباك حارس المنتخب الروسي أكنفيف برأسية محكمة، فكانت نتيجة ذلك الهدف تأهل تاريخي للنخبة الوطنية إلى ثمن نهائي المونديال، لتكون رأسية المهاجم السابق لشباب بلوزداد حاسمة في موقعة ذهاب الدور الفاصل من التصفيات المؤهلة إلى مونديال 2022، لأنها أخرجت «الخضر» من أزمة نتائج بعد «النكسة» التي كانت قبل شهرين في نفس المكان بملعب جابوما، وأعادت البطل السابق للقارة إلى السكة في أهم منعرج، بعد التنازل عن تاجه الإفريقي. ص / فرطــاس
توبة مرشح لتعويضه
بن سبعيني يضيع موعد الثلاثاء
سيغيب الظهير الأيسر للمنتخب رامي بن سبعيني عن المواجهة سهرة الثلاثاء، بعد تلقيه إنذارا في لقاء سهرة اليوم. المنتخب الوطني الذي دخل لقاء أمس، ولديه أربعة لاعبين مهددين بالغياب عن موقعة العودة، خرج بأقل الأضرار، بعد أن اكتفى الحكم جوشوا بإشهار البطاقة في وجه بن سبعيني فقط، فيما تجنبها كل من زروقي وبلعمري، في وقت نجا عطال بسبب تواجده في دكة الاحتياط.
وتلقى لاعب بوريسيا مونشنغلادباخ إنذارا ساذجا في لقاء سهرة اليوم، بعد أن تردد في لعب كرة التماس لبعض ثواني، ما جعل الحكم يتدخل فورا لمنحه البطاقة الصفراء.
وأدى لاعب رين السابق، لقاء مقبولا على الجهة اليسرى من الدفاع، وانسجم جيدا مع خطة 5 / 4/1، حيث غطى اللاعب جهته جيدا ما حال دون تقدم الظهير الأيمن، والذي يعد أخطر عنصر في تشكيلة الكاميرون بفضل توزيعاته القوية مباشرة نحو منطقة الـ18، وهي نقطة قوة منتخب «الأسود غير المروضة»، في الكان الأخير الذي لعب في الكاميرون.
ومن الممكن أن يشارك المدافع الأيسر أحمد طوبة، في لقاء الإياب بعد الغياب الآلي لبن سبعيني، حيث ستمنح الفرصة لمدافع فالفيك الهولندي في مباراة مصيرية وهامة في تاريخ المنتخب، هذا وألمح الناخب الوطني لإمكانية إشراك طوبة في مركز ظهير أيسر خلال الندوة الصحفية، التي عقدها بالجزائر قبل السفر إلى غينيا الاستوائية، لما راح يمدح أحمد، ويقول عنه إن تكوينه كان في منصب ظهير أيسر وتحول قبل 3 سنوات فقط، للعب في محور الدفاع عند انتقاله اللعب في بطولات أوروبا الشرقية.
ويملك الناخب الوطني خيارا ثانيا، يتمثل في ظهير أيسر نادي النجم الساحلي لعوافي، والذي استدعاه المدرب كعنصر إضافي،ـ يدعم به الجهة اليسرى من الدفاع، خاصة وأنه متميز من الناحية الهجومية، وممكن أن يستنجد به المدرب في لقاء الإياب.
هذا، ولم يتقبل بلماضي تلقي بن سبعيني البطاقة الصفراء بتلك الطريقة، خاصة وأنه كان قادرا على تجنبها.
يذكر أن جمال بلماضي، يمكن أن يستنجد بظهير أيسر آخر يتواجد في القائمة الموسعة، لتدعيم هذه الجهة، ويبقى مدافع الترجي التونسي إلياس شتي، المرشح الأول للالتحاق بزملائه في مركز سيدي موسى.
حاتم - ب/ سمير - ك
قائد الخضر رياض محرز
لم نضمن التأهل بعد والشوط الثاني في تشاكر
أكد القائد رياض محرز، أن المنتخب الوطني لم يضمن تأشيرة التأهل لمونديال قطر، رغم العودة بالفوز من جابوما، مؤكدا أن عليهم الحذر في موقعة الإياب، كون المنافس لديه ما يخسره، وسيقدم كل شيء في سبيل تدارك تأخره في لقاء الذهاب، وقال محرز في هذا الصدد خلال الندوة الصحفية التي نشطها بعد نهاية اللقاء رفقة الناخب الوطني جمال بلماضي:» منتشون بالفوز وسعداء لأننا حسمنا موقعة الذهاب لصالحنا، ولكن هذا لا يعني أننا ضمنا التأهل، فلا تزال أمامنا مباراة في تشاكر، والمنتخب الكاميروني سيحاول تقديم كل شيء في سبيل التدارك، ولكن لن ينجحوا في ذلك، كوننا لن نضيع مثل هذه الفرصة الذهبية». وواصل الجناح الطائر لنادي مانشيستر سيتي الانجليزي تصريحاته بخصوص لقاء جابوما، وتوقعاته لموقعة الإياب المرتقبة هذا الثلاثاء بالجزائر:» كل المعطيات صب في صالحنا الآن، ولكن علينا أن لا نغتر، ومطالبون بالتركيز بالشكل المطلوب، كون الكاميرونيين سيأتون إلى البليدة بعقلية مغايرة، وسيرمون بكل ثقلهم نحو الهجوم، سنحاول أن نسترجع بشكل جيد، وبحول الله سنحسم الشوط الثاني بملعبنا وأمام أنظار جماهيرنا التي ستكون بقوة خلفنا، كما كانت اليوم في جابوما، حيث منحتنا الدعم المطلوب، كما قدمت لنا الحافز لمضاعفة المجهودات». سمير. ك
محرز يمدح سليماني
إسلام يستحق كسر رقم دروغبا
مدح قائد المنتخب الوطني رياض محرز، زميله في المنتخب إسلام سليماني، بعد تسجيله لهدف الفوز أمام المنتخب الكاميروني بملعب جابوما، وقال: «إسلام وصل لهدفه 17 في التصفيات المؤهلة لكأس العالم، تبقى له تسجيل هدف واحد لمعادلة رغم الايفواري ديديي دروغبا صاحب 18 هدفا، سليماني يستحق تحطيم هذا الرقم، نظرا للصعوبات التي واجهته خلال مسيرته الكروية، هو من أفضل المهاجمين في القارة السمراء، هو يستحق هذه الحصيلة»، وأضاف: «لحسن حظنا أن إسلام لاعب في منتخبنا، وصل لتوه للهدف رقم 40، يستحق هذه المسيرة ونتمنى أن يواصل على هذا المنوال في قادم المباريات». حاتم / ب
فك عقدة الكاميرون
تمكن رفقاء الهداف إسلام سليماني من فك عقدة منتخب الكاميرون، بعد الإطاحة به في عقر داره بهدف نظيف، وبهذا الانتصار يكون أشبال الناخب الوطني جمال بلماضي، قد حققوا أول فوز في مباراة رسمية على منتخب «الأسود غير المروضة» في تاريخ المواجهات المباشرة بين الطرفين.
وأطاح المنتخب الوطني بنظيره الكاميروني في إطار المباراة الفاصلة المؤهلة لمونديال قطر 2022، بعد أن فشل في الفوز عليه في نفس التصفيات مرتين سنة 2017، لما فرض رفقاء القائد فينست أبوبكر التعادل على أشبال المدرب راييفاتس في ملعب تشاكر، قبل أن يحققوا الفوز بثنائية في لقاء العودة، في مجموعة ضمنت أيضا منتخبي نيجيريا وزامبيا.
وينتظر أن يحقق رفقاء القائد رياض محرز، الفوز الثاني على منتخب الكاميرون وترجيح الكفة لصالحهم في المواجهات المؤهلة لكأس العالم، خاصة وأن لاعبي الخضر، أثبتوا أن لكل عقدة حل، بعد أن فازوا في ملعب جابوما بدوالا الكاميرونية في لقاء الذهاب الذي أجري أمس.
حاتم / ب
تعهد بالنهوض من مكان السقوط
بلماضي يغير «جغرافية» دوالا في تاريخ الخضر
كان الناخب الوطني جمال وفيا للوعد، الذي قطعه قبل التنقل إلى غينيا الاستوائية، لإجراء التربص التحضيري الذي سبق مواجهة سهرة اليوم، حينما قال :» سنعود إلى مدينة دوالا وملعب جابوما الذي عرف سقوطنا بعد المشاركة غير الموفقة في نهائيات كأس أمم إفريقيا، ومن فوق أرضيته سننهض ونؤرخ لعهد جديد في تاريخ المنتخب الوطني».
وبالفعل نجح الناخب الوطني وكتيبه، في النهوض من بملعب جابوما، لما استطاع الحارس رفقاء مبولحي، الذي عادل رقم الأسطورة لخضر بلومي، في جزئية عدد المشاركات في المباريات الرسمية (27 لقاء)، في هزم منتخب الكاميرون بهدف دون رد، ومن ثمة تعبيد طريق الوصول إلى مونديال قطر، في انتظار ترسيمه هذا الثلاثاء، بمناسبة مباراة العودة المقررة بملعب مصطفى تشاكر.
نجاح الخضر في التألق بمدينة دوالا، وتحقيق انتصار يتمنى المحبين وعشاق النخبة الوطنية أن يكون بادرة مشوار جديد، يحاكي أو يفوق ما تم تحقيقه في الفترة الماضية، يعود الفضل فيه إلى عدة عوامل أبرزها خيارات المدرب جمال بلماضي، الذي درس جيدا الكاميرونيين ودخل ملعب جابوما بخطة، حذرة كبحت جماح «الأسود غير المروضة» وعطلت نقاط قوتهم، غير أن مكاسبه كبيرة ومنها بينها مسح نهائيا عقدة تفوق الكاميرونيين وكذا مصطلح نكسة دوالا أو جابوما، لأن الملعب والمدينة التي كانت شاهدة على سقوط بطل إفريقيا وفشله في الدفاع عن تاجه، وكذا توقف سلسلته الذهبية بمجانبة الهزيمة قبل تحطيم الرقم القياسي العالمي (35 مباراة متتالية)، سيتحول بعد سهرة الثلاثاء إلى مرادف لنجاحات الخضر، وإحدى محطات تألق الكرة الجزائرية، على غرار بطولات جيل الثمانينات في لاغوس عام 1981، التي مهدت الطريق لانتزاع أول تأشيرة للمشاركة في نهائيات كأس العالم، وكذا ملحمة أم درمان التاريخية، وصولا إلى ما تحقق في القاهرة صيف 2019، لما أحرزت الجزائر لقبا قاريا هو الثاني في التاريخ والأول دون احتضان المنافسة.
كريم - ك
الأرقام وجدت لتحطم وسعداء بالفوز
بلماضي: تنتظرنــــــا معركـــــة أخرى وجب كسبهـــــا
أكد الناخب الوطني جمال بلماضي، خلال الندوة الصحفية التي أعقبت ذهاب المباراة الفاصلة أمام منتخب الكاميرون، أن المنتخب لم يضمن بعد التأهل، بل تنتظره معركة ثانية في ملعب تشاكر، وجب الفوز بها من أجل ضمان التواجد في مونديال قطر، وقال: «اللاعبون أظهورا أمام الكاميرون أنهم قادرون على رفع التحدي، حققنا فوزا جميلا ولكن لم نضمن بعد التأهل، كسبنا معركة ولا تزال ثانية، نرغب في الفوز بها بملعب تشاكر، الفوز كفيل بتأهلنا للمونديال».
وأكد بلماضي أن اللاعبين من تمكنوا من إنهاء عقدة منتخب الكاميرون، هم من كانوا في أرضية الميدان هذه الليلة، مثل القائد رياض محرز، بلايلي والأسطورة سليماني، كما وجب التنويه بالمستوى الكبير الذي قدمه المدافع جمال بلعمري، دون نسيان المجهودات المبذولة من طرف إسماعيل بن ناصر، وبقية اللاعبين.
كما عرج بلماضي في حديثه عن أداء الظهير الأيسر بن سبعيني، والذي سيغيب عن مواجهة الإياب، وقال بشأنه: «رامي أدى لقاء في القمة، ولكن للأسف لن يكون حاضرا في لقاء العودة، متأسف جدا لغيابه، خاصة وأنه لم يكن مستحقا وبقرار من الحكم»، وأضاف: «حتى ظهير أيمن منتخب الكاميرون فايي كان يستحق الإنذار، رامي قدم كل ما لديه وتحدى ألم الإصابة وكان يرغب في لعب لقاء الإياب».
وعاد الناخب الوطني إلى أربع سنوات خلت، مؤكدا أن الفوز أمام منتخب الكاميرون، كان ثمرة عمل 4 سنوات، وقال: «هذا المنتخب بطل، اللاعبون يقاتلون منذ سنة 2018، رجعنا أكثر قوة وحضرنا جيدا لهذا الموعد المصيري والهام، الأرقام وجدت من أجل أن تحطم، لا أنكر أننا سعداء بالفوز في ملعب جابوما، أظن أنها سابقة وهو ما يرفع معنوياتنا أكثر ولكن الهدف الحقيقي والأكثر أهمية بالنسبية لي وللاعبين هو التأهل للمونديال، من الرائع ألا تذهب كل مجهوداتنا سدى». حاتم / ب
كبحت جماح الأسود
خطـــــــة ناجحـــــــــــــــــــــة !
كسب الناخب الوطني جمال بلماضي، الرهان بعد أن عاد بالفوز من جابوما، وهو الذي فضل الدخول بخطة غير معتادة بالنسبة للتشكيلة الوطنية، ولئن كانت قد أتت أكلها، بدليل أن الخضر قد اقتطعوا نصف التأشيرة إلى المونديال، في انتظار موقعة الحسم بملعب مصطفى تشاكر بالبليدة هذا الثلاثاء، في لقاء ستكون كل الأنظار مصوبة إليه، كيف ولا المنتخب الوطني، على موعد مع التأهل لخامس مرة في تاريخ الكرة الجزائرية إلى نهائيات كأس العالم.
بلماضي، الذي انتقد بشدة بعد نهائيات كأس أمم إفريقيا، بسبب خياراته في اللقاءات الثلاثة أمام سيراليون وغينيا الاستوائية وكوت ديفوار، تدارك أخطاءه بامتياز في ذهاب الدور الفاصل المؤهل لمونديال قطر، بعد أن زج بتشكيلة لعبت بخطة حذرة ترتكز على الهجمات المرتدة فقط، مع استغلال أبسط الفرص. وكان الجميع أمس، في انتظار كيف سيلعب المنتخب الوطني، بعد انتكاسة الكان الأخيرة، فالجميع اتفق على انتهاج خطة حذرة، لتفادي النتائج السلبية المسجلة في ملعب جابوما، غير أن لا أحد كان يتوقع أن يرى بدران وماندي وبلعمري جنبا إلى جنب، ولئن كانت قراءة بلماضي في آخر المطاف صائبة، بعد أن درس الأسود الجموحة جيدا، حيث قطع كل الكرات الهوائية على الهداف فينسنت أبو بكر، ما أجبر المدرب الجديد ريغوبار سونغ على تغييره في فترة ما بين الشوطين، كما شل تحركات الأروقة بفضل التموقع الجيد لبن عيادة وبن سبعيني، ولو أن الخضر كانوا قادرين على تسجيل أكثر من هدف، في ظل المردود الباهت الذي ظهر به الأسود، حيث كانوا بعيدين كل البعد عن مستواهم، إلى درجة أنهم لم يخلقوا أي فرصة خطيرة.
ومما لا شك فيه، أن مدرب الخضر قد درس جيدا المنتخب الكاميروني، وهو ما جعله لا يغامر في الهجوم، ويفضل تحسين الخطوط الخلفية، مع المطالبة باستغلال أبسط الفرص، وهو ما حصل بعد أن نجح الهداف إسلام سليماني في تسجيل هدف ثمين برأسية رائعة قد يكون كافي لقيادة الكرة الجزائرية للمحفل العالمي المرتقب بقطر شهر نوفمبر المقبل، ولو أن رفاق القائد رياض محرز مطالبين بالتأكيد خلال موقعة الإياب المرتقبة بتاريخ 29 مارس الجاري.
هذا، وتعامل بلماضي مع اللقاء ببرودة كبيرة رغم أهميته، على عكس ما لاحظناه في الكان الأخيرة، أين كان عصبيا إلى درجة كبيرة ما أثر على مردود عناصره الميدان، ويبدو أن الهدوء الذي أظهره الكوتش أتى أكله، بدليل أن تغييراته كانت ناجحة أيضا، وكادت تأتي بالجديد لو نجح البديل بن دبكة في استغلال كرة بلايلي في آخر دقائق اللقاء.
وسيكون بلماضي أمام مأمورية صعبة في لقاء الإياب لتأكيد التفوق على الأسود، وضمان تأشيرة التأهل للمونديال، حيث سيلعب دون شك بخطة مغايرة، ولئن كانت ستكون حذرة، كون المنتخب الوطني يكفيه التعادل للعبور.
سمير. ك
كبير مع الكبار
المنتخب يستعيد شخصيته
استعاد سهرة اليوم، المنتخب الوطني شخصيته التي فقدها في ذات المكان، بعد أن تخطى الأسود الجموحة بالأداء والنتيجة، في لقاء سيره رفاق رياض محرز كما ينبغي، رغم الضغوطات الكبيرة التي سبقت هذا الموعد الهام.
المنتخب الوطني الذي كان محل انتقاد الجماهير الجزائرية، عقب «الكان»، بسبب سقوطه المدوي أمام غينيا الاستوائية وعدم نجاحه في تخطي منتخب متواضع في شاكلة سيراليون، رد الاعتبار لنفسه بسرعة، بعد أن نجح في الإطاحة بمنتخب الكاميرون على أرضه وأمام أنظار جماهيره، وهو ما من شأنه أن يعيد الثقة لأشبال بلماضي الذين مروا بفترات عصيبة في الأشهر الأخيرة، إلى درجة أن الشك تسرب إلى نفسية الجميع دون استثناء.
ويبدو أن كتيبة جمال بلماضي لا يزال لديها ما تقوله، حيث كانت نكسة الكاميرون، مجرد سحابة عابرة، في انتظار التأكيد في موقعة الإياب هذا الثلاثاء، على اعتبار أن تخطي الأسود واقتطاع تذكرة التأهل للمونديال، ستعيد الثقة لهذا الجيل، الذي ينتظر منه الجميع التأهل في كأس العالم المقبلة، وهو الذي أدخل البسمة والسرور في قلوب الجماهير العاشقة على مدار ثلاث سنوات كاملة، بعد أن ظفر بالكأس القارية، مع تحقيق سلسلة لا هزيمة وصلت إلى 35 لقاء.
وأكد بلماضي من جابوما أن منتخبه كبير مع الكبار، ويكفيه أنه قد ضم منتخبا بحجم الكاميرون إلى قائمة ضحاياه، بعد أن أطاح بمنتخب السنغال في مناسبتين إضافة إلى نيجيريا في مناسبتين أيضا، دون نسيان كوت ديفوار ومالي وتونس وغانا، وكلها منتخبات الصف الأول، في وقت سجل فيه الخضر تعثـرات مع منتخبات متواضعة، وهذا ربما لاستصغار المنافس، بدليل أن بلماضي يمتلك خسارتين مع البنين وغينيا الاستوائية، ناهيك عن تعادلات مع غامبيا وزيمبابوي بورندي.
وتأمل الجماهير الجزائرية أن يعيد الانتصار في جابوما الثقة للتشكيلة، ويجعلها تستعيد شخصيتها السابقة، حيث كانت لا تهتم بنوعية المنافس، بقدر ما تركز على نفسها.
سمير. ك