أعلنت اللجنة الوزارية للفتوى أمس عن رفع التباعد أثناء أداء الصلوات الخمس وصلاة التراويح في رمضان، مع استئناف كافة الأنشطة بالمساجد، وكذا فتح مصليات النساء في ظل الالتزام ببعض التدابير الوقائية، من بينها وضع القناع الواقي، واستمرار الأئمة في تخفيف الصلوات والخطب والدروس.
أكدت اللجنة الوزارية للفتوى في بيان لها، بأن قرار تخفيف الإجراءات الوقائية بالمساجد تم بناء على مشاورات مستمرة مع اللجنة العلمية لرصد فيروس كورونا، بهدف التكيف مع التحسن الملحوظ للوضعية الوبائية، وتراجع حالات الإصابة بفيروس كورونا وكذا عدد الوفيات.
ودعت ذات اللجنة مؤطري المساجد للإبقاء على القدر المطلوب من الاحتياطات الوقائية، بما يتناسب مع المعطيات الصحية الحالية، منبهة إلى إمكانية العودة مجددا إلى تطبيق كافة الإجراءات الصحية الوقائية، في حال تسجيل تطورات جديدة في الحالة الوبائية، عملا بقاعدتي « إذا ضاق اتسع، وإذا اتسع ضاق»، و»الحكم يدور مع العلة وجودا وعدما».
وتتضمن الإجراءات التخفيفية المتخذة بناء على توجيهات من اللجنة العلمية، رفع التباعد أثناء الصلاة، والعودة إلى هيئة الصلاة العادية، وفتح مصليات النساء والمكتبات المسجدية، واستئناف الدروس الأسبوعية والحلقات التعليمية، وكذا النشاط العلمي والتربوي للمرشدات الدينيات وأستاذات التعليم القرآني.
كما نبهت ذات الهيئة الأئمة إلى ضرورة الاستمرار في تخفيف الصلوات والخطب والدروس وتجنب التطويل، والالتزام ببعض الإجراءات الوقائية، على غرار وضع القناع الواقي والحرص على نظافة المساجد وتعقيمها، مع الإقبال على التلقيح لإحراز مكتسبات إضافية في مجال مكافحة الوباء، وصولا إلى المناعة الجماعية. ودعت اللجنة الوزارية للفتوى في ذات البيان إلى التحلي باليقظة وروح التضامن بين أفراد المجتمع، والتعاون مع الجهات المختصة المسؤولة على الوضع الصحي، حفاظا على الصحة العامة، في إشارة إلى عدم زوال الوباء بشكل تام، واحتمال عودة انتشار العدوى من جديد في حال التراخي. وأوضح من جانبه وزير الشؤون الدينية والأوقاف يوسف بلمهدي الوزير في تصريح له أمس على هامش زيارة تفقدية قادته إلى ولاية أولاد جلال، بأن تخفيف الإجراءات الوقائية بالمساجد اتخذ بعد استشارة اللجنة العلمية وكذا اللجنة الوزارية للفتوى، واستنادا إلى المعطيات الإيجابية الخاصة بالوضعية الوبائية المسجلة مؤخرا.وأكد بلمهدي بأن تطبيق قرار رفع التباعد عن المساجد، سيتم في ظل احترام التدابير الوقائية التي تمنع انتشار العدوى بالفيروس، خاصة ما تعلق بوضع القناع الواقي من قبل المصلين وكذا مؤطري المساجد. وسيؤدي المواطنون بموجب قرار اللجنة الوزارية للفتوى الصلوات الخمس وصلاة التراويح دون تباعد جسدي، وذلك لأول مرة منذ مارس 2020، تاريخ صدور قرار تعليق صلاة الجمعة وصلوات الجماعة وغلق المساجد ودور العبادة، مع المحافظة على شعيرة رفع الأذان، ومراعاة صيغة «الصلاة في بيوتكم»، بسبب الانتشار المقلق لفيروس كورونا وما سببه من ضغط كبير على المستشفيات.كما شملت الإجراءات الوقائية التي خصت قطاع الشؤون الدينية آنذاك، تعليق التعليم القرآني بجميع الفضاءات، وغلق فروع المركز الثقافي الإسلامي بكافة الولايات، لكن مع تسجيل تحسن في الوضع الوبائي بعد تجاوز الموجتين الأولى والثانية تقرر تخفيف التدابير الوقائية، بالفتح التدريجي والمراقب للمساجد في ظل التقيد الصارم بالتدابير الاحترازية، من بينها وضع القناع الواقي واحترام مسافة التباعد الجسدي.ويتزامن تخفيف الإجراءات الوقائية بالمساجد، مع قرارات مماثلة تم اتخاذها على مستوى قطاعات عدة استعدادا للعودة التامة إلى الحياة الطبيعية، من بينها قطاع النقل وكذا قطاع الصحة الذي استأنف بدوره مختلف الأنشطة الصحية للتكفل بجميع المرضى خارج كوفيد 19، فضلا عن القطاع الاقتصادي الذي استعاد بدوره حيويته عبر إطلاق المشاريع والبرامج الاستثمارية المؤجلة.
لطيفة بلحاج
