تسلم المتحف الوطني للمجاهد بمبادرة من عائلة رائد الإصلاح في الجزائر، أول أمس الخميس، أغراضا ووثائق خاصة بالشيخ العلامة الإمام عبد الحميد بن باديس، التي مر على حفظها 70 عاما، في إطار مسعى الحفاظ على الذاكرة الوطنية وتخليدا لذكرى رحيل هذا العلامة الرمز، بحضور عدد من أعضاء الحكومة.
وتضمنت قائمة الأغراض التي قدمها شقيق الإمام بن باديس، عبد الحق، وابنته عضو مجلس الأمة، السيدة فوزية بن باديس، إجازة في القراءات السبع، و قشابية وعكازا، إضافة إلى كرسي وجلود للافتراش وبطانية وشهادة التطويع ودفتر التلاميذ للشيخ ومذياع من نوع ‹› تي أس أف››.
وخلال حفل التسليم الذي جرى تحت إشراف وزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة، بحضور وزير الاتصال، محمد بوسليماني، ووزير الشؤون الدينية والأوقاف، يوسف بلمهدي، إلى جانب عدد من الشخصيات التاريخية، ثمن السيد ربيقة الإرث التاريخي الخاص بالشيخ عبد الحميد بن باديس الذي أهداه شقيق العلامة للمتحف»، مؤكدا بالقول: «إننا نقف اليوم وقفة تقدير وعرفان للسيد عبد الحق بن باديس وعائلته على مساهمتهم القيمة في إثراء رصيد المتحف بالوثائق التاريخية والأغراض الشخصية للشيخ بن باديس.
ودعا الوزير بالمناسبة كل من يملك رصيدا وثائقيا أو أغراضا أو مقتنيات ذات صلة بتاريخ المقاومة الشعبية والحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر إلى تقديمها للمؤسسات المتحفية للمجاهد على المستوى الوطني، باعتبارها المكان الطبيعي المؤهل لاحتضان هذه الشواهد التاريخية والرافد المثالي لضمان الترابط بين الموروث التاريخي والأجيال الصاعدة.
واغتنم وزير المجاهدين هذه السانحة عشية الاحتفال بيوم العلم المصادف لـ 16 أفريل من كل عام، ليقف وقفة تقدير وعرفان تخليدا لأعمال رائد النهضة الفكرية والإصلاحية في الجزائر، مؤكدا أن هذا الرجل العظيم كان أمة بمفرده واختار سلاح العلم والحق كرسالة ومبدأ لجيل متشبع بقيم الوطنية ومتشبث بمكونات الهوية.
ودعا الوزير في هذا السياق شباب اليوم إلى الأخذ بتلك القيم السامية والمبادئ النبيلة لخدمة الوطن و رقيه وازدهاره».
من جانبه، اعتبر وزير الاتصال، محمد بوسليماني، أن تسلم متحف المجاهد لأغراض و وثائق خاصة بالعلامة عبد الحميد بن باديس يعد بمثابة حدث كبير سيظل راسخا في الذاكرة.
كما أثنى وزير الشؤون الدينية والأوقاف، يوسف بلمهدي، على مسيرة وأعمال الشيخ بن باديس، داعيا إلى تسليط مزيد من الضوء على هذه الشخصية العلمية والفكرية.
وقد خصص المتحف الوطني للمجاهد بالمناسبة، في بهوه الواسع جناحا لأغراض الشيخ بن باديس التي عرضت بطريقة تليق بقامة من قامات الجزائر العلمية والتاريخية والثقافية والدينية على أن يستلم جامع الجزائر قرابة الألف كتاب في مختلف المجالات من مكتبة بن باديس».
وبالمناسبة، قال شقيق العلامة بن باديس الذي يفوق عمره الـ 100 سنة، أن مسؤولية الحفاظ على إرث الشيخ بن باديس وكتبه وأغراضه كبيرة جدا في ظل تبعثر هذا التراث على مستوى أماكن متعددة، مشددا على أن هاجسه الوحيد هو وضع هذه الأمانة بين أياد آمنة.
كما أعربت السيدة فوزية بن باديس عن سعادتها بهذه المبادرة معتبرة أن هذه التركة لعمها العلامة رائد النهضة الفكرية والإصلاحية كانت حملا ثقيلا على والدها، ما دفعه لأن يتخذ قرار تسليمها للمتحف. وأج / ق و