أكد الأمين العام للاتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين عبد اللطيف ديلمي، أمس، بأن الصعوبات التقنية التي واجهت الفلاحين، حالت دون تمكنهم من تحقيق النتائج المرجوة من زراعة السلجم الزيتي، الذي يعول عليه في بلوغ الاكتفاء الذاتي في زيت المائدة.
وأوضح المتدخل في تصريح خص به «النصر» بأن زراعة السلجم الزيتي يعد مجالا جديدا بالنسبة للفلاحين الجزائريين، وهو يتطلب الكثير من الخبرة والوقت للتحكم فيه، من أجل بلوغ النتائج المرجوة، قائلا إن الكثير من الفلاحين بذلوا جهودا كبيرة خلال الموسم الزراعي الأخير، دون أن يحققوا نتائج إيجابية.
وأضاف الأمين العام للاتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين بأن التحكم في زراعة السلجم الزيتي يتطلب تكوين المستثمرين الفلاحيين في هذا المجال، وتبادل الخبرات مع البلدان الرائدة في الميدان، من أجل رفع مستوى الإنتاج، وصولا إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي من حيت إنتاج زيت المائدة، باعتباره من المواد الغذائية الأساسية.
وقامت وزارة الفلاحة والتنمية الريفية مؤخرا بإيفاد لجنة تحقيق ميدانية إلى عدد من المزارع النموذجية ومستثمرات تابعة للخواص على مستوى عدة ولايات بشرق البلاد، للتحري في أسباب الإخفاق في تحقيق النتائج التي كانت مسطرة في مجال إنتاج السلجم الزيتي.
وتهدف لجنة التحقيق إلى الوقوف على النقائص والأخطاء التي كانت سببا في عدم تمكن المنتجين الذين انضموا إلى برنامج السلجم الزيتي للموسم 2021/2022، من بلوغ المردود الذي كان متوقعا، بإنتاج ما لا يقل عن 35 قنطارا في الهكتار الواحد، بفضل الدعم الذي تم تخصيصه من قبل الوزارة الوصية للفلاحين المعنيين. وبحسب مصادر مطلعة، فإن المستثمرين الذين التحقوا ببرنامج إنتاج السلجم الزيتي واجهوا عدة صعوبات، تتعلق أساسا بعدم التحكم في الزراعة الصناعية الاستراتيجية التي تتطلب تقنيات جد عالية، لا سيما ما تعلق بالسلجم الزيتي، فضلا عن عدم انتقاء المناطق التي تتلاءم طبيعتها المناخية مع هذا النوع من الزراعة.
ووفق ما يؤكده خبراء في مجال الزراعة الصناعية فإن السلجم الزيتي يتطلب كميات معتبرة من الأمطار لا تقل عن 600 ملم خلال موسم الشتاء، مما يجعله من النباتات التي لا يمكن زراعتها إلا بالولايات الشمالية للبلاد، التي تتميز عن باقي المناطق بتساقط كميات هامة من الأمطار سنويا، باستثناء في حالات الجفاف.
وتم استحداث عديد المزارع النموذجية بالمناطق الداخلية والهضاب العليا لإنتاج السلجم الزيتي خلال الموسم الفلاحي 2021/2022، غير أن العديد منها واجهت إشكالية شح الأمطار جراء الجفاف الذي طال عديد مناطق البلاد، لا سيما الداخلية منها، مما أثر سلبيا على كميات المحصول بطريقة خالفت التوقعات.
وخصصت وزارة الفلاحة والتنمية الريفية بالتنسيق مع المستثمرين الفلاحيين مساحة إجمالية قوامها 40 ألف هكتار لإنتاج السلجم الزيتي، بهدف تدعيم الزراعة الاستراتيجية الصناعية، لتحقيق الاكتفاء الذاتي بالمواد الغذائية الأساسية وتقليص فاتورة الاستيراد.
وينتظر أن تبادر وزارة الفلاحة إلى تطوير زراعة السلجم الزيتي بالتعاون مع المعاهد المختصة في تطوير الزراعة، بهدف ضمان المرافقة المناسبة للمستثمرين ومعالجة الصعوبات التي واجهت المنتجين خلال هذا الموسم، التي كبدت بعضهم خسائر معتبرة.
وبحسب مصادر مقربة من القطاع، فإن بعض المنتجين حققوا مستويات دنيا من محصول السلجم الزيتي على مساحة 50 هكتارا، جراء عدم التحكم في تقنيات هذه الزراعة التي تعتبر جد دقيقة، مقارنة بإنتاج مواد أخرى، على غرار البطاطا والحبوب.
ويتسم الزيت الذي يتم استخلاصه من السلجم الزيتي بميزاته الصحية، بفضل احتوائه على فيتامين أوميغا 3، كما يعد من الزيوت المخففة التي لا تشكل خطرا على صحة المستهلكين، لذلك تسعى وزارة الفلاحة للنهوض بهذه الشعبة وتحفيز المستثمرين على الانضمام إليها.
لطيفة بلحاج