الأحد 10 نوفمبر 2024 الموافق لـ 8 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

عبد المجيد شيخي من جامعة البرج: الحديث عن بنود سريّة في اتفاقيات إيفيان مجرد تهويل

قال، أمس الثلاثاء، عبد المجيد شيخي مستشار رئيس الجمهورية المكلف بملف الذاكرة، إنه من الواجب استغلال الأرشيف والتوثيق في كتابة التاريخ، و الاستعانة بالذاكرة للإحاطة والاقتراب من حقيقة الأحداث في الثورة التحريرية، مضيفا أن الجزائر بحاجة إلى تاريخ مستقر، يبتعد عن المغالطات، نافيا أن تكون هناك بنود سرية في اتفاقية إيفيان مثلما يتم الترويج له.
و أكد شيخي، في تصريحات إعلامية، على هامش فعاليات الملتقى الوطني حول مجازر الثامن ماي 1945 في الذاكرة الوطنية، المنظم بجامعة البشير الابراهيمي بولاية برج بوعريريج، أن ما أثير حول اتفاقيات إيفيان من وجود بنود سرية هو مجرد تهويل، مؤكدا على عدم وجودها إطلاقا، مضيفا أن الفرق والاختلاف في القراءات، فكل يحاول تطويع القراءات لما يتناسب مع مصالحه، مشيرا إلى أن تعدد القراءات قد يقع حتى في النص القانوني، من خلال محاولة تغليب الكفة لفكرة معينة، مضيفا أن وضع الاتفاقية في إطارها القانوني والأخلاقي دون تحوير يعود إلى الدقة والإخلاص في البحث.
وأضاف أنه من أخلاقيات البحث في التاريخ، ومن قواعده أن ليس كل الأرشيف متاح للباحثين لأن جزءا منه يمس بحياة الأشخاص وكرامتهم وقد يستغل لتشويه سمعتهم، مضيفا أنه ليس له الحق و لا للقائمين على حفظ الأرشيف، إفشاء أسرار العائلات، كما أن في الجانب الثاني وهو الأهم مسألة الرسائل التي تمس بالوحدة والمصلحة الوطنية، لذا وجب التحفظ في مثل هذه الحالات، لكن تبقى مصلحة التأريخ للأحداث والبحث عن الحقيقة في بعض الأحداث ضرورة يمكن أن يتم تجاوز بعض التحفظات تقديرا للمصلحة البحثية و حسب الموضوع، و ما يقدمه من إضافة ومن فائدة البحث في التاريخ، فيسمح للباحثين بحق الاطلاع و أخذ أقلام عن بعض الوقائع.
و قال شيخي بخصوص موضوع الملتقى، إنه بحاجة إلى أن يوسع في ملتقيات أخرى تتناول الجرائم الفرنسية في الجزائر وهي ليست هينة، داعيا إلى تحقيق مطلب كتابة التاريخ في صلب الصناعة التاريخية، التي تعتمد على الوثائق والأرشيف وما علق في  الذاكرة وأذهان الناس، لأن الذاكرة في الكثير من الأحيان تفسر التاريخ، ويحتاج المؤرخ كما أضاف ليعرف الأجواء المحيطة والمناخ الذي وقعت فيه الأحداث، وبالتالي هناك ارتباط وثيق بين التاريخ والذاكرة، كما أن الأخيرة أوسع لأنها تشمل كل شيء فالمؤرخ يتبع مناهج ومرتبط بالموضوع محل البحث بينما الذاكرة لا موضوع لها، وهي مواضيع مختلطة ومخزنة يتم استذكارها متى دعت الضرورة لذلك.
و أكد على أن جعل رئيس الجمهورية من هذه المناسبة موضوعا مقترنا بالذاكرة وكتابة التاريخ، نابع عن دراية تامة وفهم للواقع وحاجة المجتمع إلى تاريخ مستقر لأن البحث عن الحقيقة المطلقة من الصعب الوصول إليه، لكن على الباحثين السعي للاقتراب منها، لأن الحقيقة من المثل العليا نقترب منها لكن من الصعب الاحاطة بجميع تفاصيلها الدقيقة، بما في ذلك إعادة تشكيل الواقعة التاريخية، ففي هذه الحالة وجب، كما قال، الاستعانة والاستنجاد بمن عايشوا تلك الحقب والأحداث التاريخية، وتشغيل مكسب الذاكرة التي تساعد على استذكار أجزاء هامة من الأحداث، والهدف في النهاية هو إطلاع المواطن على ما وقع في بلاده ومن ساهم في هذه الأحداث.
و أضاف أن المكان الأنسب للبحث في التاريخ هو الجامعة، وهي المكان المفضل لإطلاق البحث التاريخي، من خلال الاستعانة بالأرشيف، معبرا عن رجائه وأمله في أن يهتم الباحثون بهذا الجانب، و يطرقوا باب الأرشيف، متعهدا بتقديم يد المساعدة للراغبين في إثراء مكتبة التاريخ والبحث في مختلف الأحداث والجرائم خلال الحقبة الاستعمارية، كما دعا إلى الكف عن خطاب التيئيس والقول إن ما هو متوفر من أرشيف في الجزائر لا يكفي  ويفتقر للمعلومة والرصيد للبحث في مختلف المواضيع والأحداث، مستدركا أنه ومهما استولت السلطات الاستعمارية على جزء هام من أرشيف الثورة ونضال الشعب، فإن هناك ما هو باق وموجود و قد يكفي للكثير من الدراسات، كما يمكن البحث في بلدان أخرى لا تزال تحتفظ بأرشيف الثورة الجزائرية، على غرار بريطانيا و أمريكا وألمانيا، مشيرا إلى أن تاريخ الجزائر منثور في كل مكان وهذا دليل على أنها ليست بلد هين، و "ما اهتمام الدول الكبرى بتاريخها إلا دليل على أنها بلد مهم، و وجودها ضارب منذ القدم" و"هذا ما يجب أن يصل لأبنائنا والباحثين، وهو ما أقره و دعا إليه بيان أول نوفمبر لاسترجاع مقومات السيادة الوطنية، خاصة و أن الاستعمار الفرنسي حاول أن يحطم هذه الشخصية"،  لكن بصلابة الرجال و إخلاصهم حافظت الجزائر على مقوماتها.
و دعا شيخي الباحثين في التاريخ، إلى ضرورة ضبط المصطلحات وعدم التلاعب بها بوضعها في غير موقعها و بمفاهيم خاطئة، مستدلا بمفهوم كل من الاستقلال وتقرير المصير، مضيفا أن لكل منهما مدلول، كما أن في مسار الكفاح الجزائري ونضال الشعب ظهرت الكثير من المفاهيم و الخلط الذي لا بد أن يوضح وأن يستند إلى بيان أول نوفمبر باعتباره الأساس.      ع/  بوعبدالله

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com