توقع الأمين العام للاتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين عبد اللطيف ديلمي أمس، تحقيق محصول وفير من الحبوب خلال هذا الموسم، لن يقل عن 30 مليون قنطار، مما يؤهل الجزائر لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الحبوب، وضمان الأمن الغذائي.
أبدى عبد اللطيف ديلمي الأمين العام للاتحاد العام للفلاحين الجزائريين ارتياحه للمعطيات الأولية لحملة الحصاد والدرس التي انطلقت مؤخرا عبر مناطق إنتاج الحبوب، مؤكدا «للنصر» بأن التقديرات الأولية تشير إلى بلوغ 30 مليون قنطار من الحبوب المتمثلة أساسا في القمح بنوعيه الصلب واللين والشعير والذرة.
وأكد المتدخل بأن موسم الحصاد والدرس سيحقق نتائج جد مشرفة بالنسبة للجزائر وذلك لأول مرة منذ بضع سنوات، بفضل الجهود الكبيرة التي بذلها الفلاحون، وكذا وفرة الأمطار التي تساقطت بغزارة خلال شهري مارس وأفريل على الولايات المعروفة بإنتاج الحبوب، والتي كانت كافية لإنقاذ الموسم بعد مخاوف من تراجع كميات المحاصيل بسبب الجفاف الذي طبع بداية فصل الشتاء.
وأوضح السيد ديلمي بأن الأمطار الأخيرة كانت جد مفيدة على المنتوجات الفلاحية بصفة عامة، خاصة ما تعلق بشعبة الحبوب التي يعول عليها في تحقيق الأمن الغذائي، والتخلص من التبعية للاستيراد، خاصة في ظل الأوضاع الدولية غير المستقرة التي تنذر بارتفاع في أسعار المواد الغذائية الاستراتيجية.
وحققت عدة ولايات بالهضاب العليا والجنوب كميات معتبرة من محاصيل الحبوب، وهي نفسها المناطق التي شهدت تهاطل كميات هامة من الأمطار خلال شهري مارس وأفريل، من ضمنها خنشلة والمسيلة والمنيعة، التي ينتظر منها مساهمة فعالة في تدعيم الإنتاج الوطني من هذا المنتوج الفلاحي الاستراتيجي.
وأثنى الأمين العام للاتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين عبد اللطيف ديلمي على الجهود التي بذلها الفلاحون منذ بداية الموسم من أجل تحقيق هذه النتائج المرضية لأول مرة منذ سنوات، بعد أن سيطرت ظاهرة الجفاف على مختلف أنحاء البلاد، كما أشاد بتعاون السلطات العمومية مع المنتجين للنهوض بهذا القطاع الهام.
وأكد المصدر بأن منتجي الحبوب أصبحوا يعتمدون أكثر على الوسائل المتطورة في تحسين المحاصيل كما ونوعا، ويتابعون ما يتم إحرازه من تقدم في الدول الرائدة في مجال إنتاج الحبوب، من خلال تتبع آخر التقنيات التي يتم تداولها عبر الانترنت.
وأوضح السيد ديلمي بأن الكثير من المستثمرين الفلاحيين هم من الشباب المتعلم، من بينهم المهندسون والتقنيون والجامعيون الذين اختاروا هذا المجال للمساهمة في تحقيق الثروة وضمان الأمن الغذائي، ويجتهدون لإدخال آخر التقنيات في المجال الزراعي، خاصة ما تعلق بتحسين نوعية البذور بالتنسيق مع المعاهد المختصة.ويرى المتدخل بأن تحقيق الأمن الغذائي ليس بالأمر الصعب، بل يمكن بلوغه بفضل توفر الإرادة والعزيمة لدى السلطات المعنية والمنتجين، قائلا إن الجزائر لديها ما يكفي من الإمكانيات لتبلغ هذا الهدف، فهي تزخر بكميات هائلة من المياه الجوفية والأراضي الخصبة، إلى جانب سهر القائمين على القطاع على توفير الكهرباء ووسائل الإنتاج، وتقديم الدعم للمستثمرين.
ويعتقد المتدخل بأن الجزائر محكوم عليها بالتوجه إلى القطاع الفلاحي لتحقيق أمنها الغذائي، موضحا بالنسبة لموسم الحصاد والدرس الحالي، بأن النتائج النهائية فيما يخص كميات الإنتاج ستكون بداية شهر أوت المقبل، وهي لن تخالف توقعات المنتجين.
وكانت الجزائر سجلت تراجعا كبيرا في إنتاج الحبوب السنة الماضية بنسبة قدرت ب 40 بالمائة بسبب شح الأمطار، لا سيما بالمناطق الغربية التي تضررت كثيرا من الجفاف، ويتم تغطية النقص باستيراد ما لا يقل عن7 مليون طن من الحبوب، خاصة القمح بنوعيه الصلب واللين لتغطية الاحتياجات.
لطيفة بلحاج