عبّر وزير الصحة عبد الرحمان بوزيد، أمس، عن أسفه للوضعية الكارثية التي وقف عليها بمستشفى ابن باديس بقسنطينة، جراء تآكل الأجهزة الطبية وتدهور وضعية قاعة الاستقبال، مؤكدا أنه سيتخذ الإجراءات اللازمة بصفته مسؤولا عن قطاع الصحة لمعالجة هذه النقائص.
أفاد وزير الصحة على هامش زيارة تفقدية قادته إلى عدد من المرافق الصحية بالعاصمة، بأنه يبشر مواطني ولاية قسنطينة بإيجاد حل قريب لمستشفى قسنطينة، بما يتلاءم مع مكانة هذه الولاية العريقة، موضحا بأن مستشفى ابن باديس يعود تشييده إلى القرن 19، وكل بناياته أصبحت قديمة هشة، فضلا عن تآكل الأجهزة الطبية.
وأضاف الوزير بأنه يجري أسبوعيا ندوات عبر تقنية التحاضر المرئي بمشاركة مدراء الصحة الولائيين، للاطلاع على وضعية هياكل القطاع، ومستوى الخدمات الصحية لا سيما بأقسام الاستعجالات الطبية، بهدف العمل على تحسينها بما يستجيب لتطلعات المواطنين.
وكشف عبد الرحمان بن بوزيد عن وجود تفاوت في مستوى تسيير المؤسسات الاستشفائية التي تفقدها مؤخرا، في كل من الخروب وقسنطينة وشلغوم العيد وسطيف والعاصمة، قائلا إنه لا يشعر بالرضا إزاء الأوضاع التي آلت إليها بعض المستشفيات، لا سيما المؤسسات الاستشفائية الجامعية.
وأضاف الوزير بأن ما وقف عليه خلال الزيارة الميدانية لمرافق القطاع لا يقتصر على السلبيات فقط، بفضل الجهود القائمة لتحسين الخدمات الصحية، وتقريب الطبيب المعالج من المواطن في عدة تخصصات، عبر إنشاء عيادات متعددة التخصصات، على غرار عيادة الدار البيضاء بالعاصمة التي زارها أمس، وعبر لطاقمها عن ارتياحه لمستوى التسيير والتنظيم وظروف التكفل بالمرضى.
وكشف الوزير بالمناسبة عن الانطلاق في إنشاء ثلاثة مستشفيات بالعاصمة، وهي مستشفى 120 سريرا ببلدية الرغاية شرق الولاية، ومستشفى آخر بنفس عدد الأسرة ببلدية براقي، إلى جانب مؤسسة مماثلة ببلدية بعين البنيان، وكذا مستشفى المعالمة الذي سيخصص لأمراض القلب.
كما يجري العمل على اتمام أشغال انجاز مستشفى قطب للاستعجالات الطبية بزرالدة، من المزمع أن يدشن قريبا، وكذا مستشفى خاص بالحروق الكبرى بمنطقة بابا أحسن، سيتم تجهيزه بمحطة للطيران لاستقبال المروحيات التي تنقل المصابين من الولايات الداخلية والجنوبية.
وأضاف المصدر بأن المؤسسات الاستشفائية موجودة بكافة الولايات، وحان الوقت لإنشاء مستشفيات أقطاب، على غرار مستشفى البوني بعنابة المخصص للاستعجالات الطبية الذي سيتم تدشينه قريبا، لتدعيم مهام العيادة متعددة الخدمات المستحدثة في عدة ولايات، التي تعمل بنظام المداومة الكامل، أي 24 على 24 ساعة.
وقال الوزير إنه مع نجاح تجربة العيادات متعدد الخدمات باعتبارها مؤسسات صحية جوارية، سيصبح القطاع متماشيا تماما مع قانون الصحة الأخير، ومع مطالب المواطنين وتوصيات رئيس الجمهورية، لا سيما وأن توزيعها على كافة مناطق الوطن، سيساهم في تخفيف الضغط على المستشفيات الجامعية، لأن هذه العيادات ستستقطب نسبة 70 بالمائة من المرضى الذين يحتاجون الفحص الطبي فقط، ولا تتطلب حالتهم التنقل إلى المستشفيات الكبرى.وتعهد الوزير بمواصلة جولاته الميدانية للسهر على النهوض بالقطاع، مؤكدا بأن تركيزه منصب خاصة على إنشاء مؤسسات للاستعجالات الطبية تنفيذا لتعليمات رئيس الجمهورية، وتزويدها بمختلف الأجهزة والوسائل لضمان التكفل الأمثل بالمرضى، خاصة ما تعلق بظروف الاستقبال. وأفاد بن بوزيد بخصوص الملف المتعلق بتوظيف أطباء مساعدين، بأنه قام بمراسلة إلى رؤساء المصالح الصحية عبر الولايات لمعرفة احتياجات القطاع في مختلف التخصصات، وتم على إثر ذلك ضبط القوائم لإجراء مسابقة لتوظيف أطباء مساعدين العام المقبل.
لطيفة بلحاج