سجلت مصالح الحماية المدنية وفاة 13 شخصا غرقا، خلال نهاية الأسبوع الجاري الذي عرف إقبالا كبيرا على الشواطئ من قبل المصطافين جراء ارتفاع درجات الحرارة، في وقت لم يتم بعد افتتاح موسم الاصطياف، وإخضاع مختلف الشواطئ لنظام الحراسة.
شهدت عدة ولايات ساحلية نهاية الأسبوع المنصرم عدة حالات غرق، نجم عنها وفاة 9 أشخاص، جراء السباحة في شواطئ غير محروسة وفي ظل ظروف مناخية غير ملائمة أدت إلى هيجان البحر، وتكوّن تيارات مائية، مما أدى إلى تحوّل عطلة نهاية الأسبوع إلى مأساة حقيقية بالنسبة لعدة أسر بعد أن بلغها وفاة أحد أفرادها غرقا.
وكشف في هذا السياق الملازم الأول نايت إبراهيم مسؤول مكتب الوقاية والإعلام بالمديرية العامة للحماية المدنية "للنصر"، عن تسجيل 13 حالة وفاة غرقا نهاية الأسبوع المنصرم، من بينهم 9 حالات وفاة غرقا بالشواطئ، و4 حالات غرق بالمجمعات المائية على مستوى الولايات الداخلية.
وأرجع الملازم الأول نايت إبراهيم أسباب هذه الحوادث المأساوية التي تزامنت مع عطلة نهاية الأسبوع، وبداية موسم الحر، إلى الإقبال المكثف من قبل الأفراد والعائلات على الشواطئ التي ما تزال جميعها غير خاضعة لنظام الحراسة الذي تطبقه مصالح الحماية المدنية على الشواطئ المسموح السباحة بها خلال كل موسم اصطياف.
وأضاف المتدخل بأن الافتتاح الرسمي لموسم الاصطياف سيكون يوم 17 جوان الجاري، وسيتم في هذا التاريخ الشروع في توزيع أعوان الحماية المدنية المكلفين بحراسة الشواطئ عبر 14 ولاية ساحلية، إلى جانب توظيف غطاسين موسميين لتدعيم عملية الحراسة، لضمان أمن وسلامة المصطافين، مع تدعيم المكلفين بالحراسة بالوسائل الضرورية للقيام بالتدخلات الفورية.
وأوضح المصدر بأن كافة الشواطئ ليست مدعمة إلى غاية الآن بجهاز للحراسة المكون من غطاسين محترفين، وأن تدخلات أعوان الحماية المدنية تتم بعد تلقي إخطار بوقوع حالات غرق، يتم على إثرها إرسال فرق مختصة سواء لإنقاذ وإسعاف الغرقى وتحويلهم إلى المصالح الاستشفائية لتلقي العلاج، أو لانتشال الجثث في حال استحالة عملية الإنقاذ.
ووجه الملازم الأول نايت إبراهيم بهذه المناسبة نداء للمواطنين بضرورة توخي الحيطة والحذر، مؤكدا بأن حالات الغرق تسجل أيضا بالمجمعات المائية على مستوى الولايات الداخلية، إذ تم نهاية الأسبوع المنصرم إحصاء 4 حالة وفاة بسبب السباحة في السدود والمجمعات المائية، رغم أن هذه الفضاءات ليست مخصصة للسباحة بل لأغراض السقي فقط.
وشدد المتحدث على أهمية تكثيف حملات التحسيس والتوعية، موضحا بأن المديرية العامة للحماية المدنية ستشرع في تنظيم حملة واسعة عبر مختلف وسائل الإعلام، من خلال إطلاق ومضات إشهارية تحذر من السباحة في المجمعات المائية والشواطئ غير المحروسة، وكذا السباحة في ظروف مناخية غير ملائمة، التي تؤدي إلى هيجان البحر.
وأرجع المصدر تسجيل حالات غرق بالمجمعات المائية بالولايات الداخلية، رغم تحذيرات مصالح الحماية المدنية، إلى تواجد هذه المجمعات بمناطق بعيدة يصعب على الأسر أو الأهالي مراقبتها، موضحا بأن توجيهات المصالح المختصة تؤكد في كل مرة على أن السباحة في السدود والوديان والمجمعات المائية ممنوعة نظرا لخطورتها.
وقامت مصالح الحماية المدنية بعدة تدخلات نهاية هذا الأسبوع، في كل من ولاية الشلف، بالضبط على مستوى الشاطئ التابع لبلدية سيدي عبد الرحمان، حيث تم تسجيل تعرض 6 شبان إلى الغرق، تم إنقاذ أربعة من بينهم، في حين توفي اثنين غرقا، يبلغان 13 و18 سنة.
وتدخل أعوان الحماية المدنية بولاية بومرداس على مستوى شاطئ الدلفين ببلدية بومرداس، لإنقاذ غريقة تبلغ من 22 سنة، كانت فاقدة للوعي، تم إسعافها ونقلها إلى مصلحة الاستعجالات بمستشفى الولاية، وانتشال جثة ضحية أخرى تبلغ 26 سنة.
وبولاية جيجل سجلت مصالح الحماية المدنية عدة تدخلات، جراء الإقبال الكبير على شواطئ هذه الولاية الساحلية، تم على إثرها إنقاذ 21 شخصا ونقلهم إلى المراكز الصحية المختصة لتلقي العلاج، مع تسجيل 4 حالات وفاة غرقا، كما قامت ذات المصالح بعدة تدخلات لإجلاء عالقين بوسط البحر، في ظل حديث عن وجود مفقودين بسواحل ولاية بجاية لم يتم العثور عليهم لحد الآن.
لطيفة بلحاج