ليزوطو (1) --- الجزائر (3)
مد أمس المنتخب الوطني خطوة عملاقة باتجاه الغابون، بفضل انتصار ثمين بماسيرو عاصمة ليزوطو، على حساب صاحب الأرض الذي لعب بإمكاناته باعتماده على خطة دفاعية مكنته من الصمود إلى غاية الخمس دقائق الأخيرة، أين بصم الهداف العربي هلال سوداني على فوز مستحق رفع رصيد الخضر إلى ست نقاط، وخول لهم تسيد المجموعة العاشرة في أعقاب سقوط الورقة الثانية من رزنامة تصفيات كأس أمم إفريقيا 2017، حيث أبحرت سفينة المنتخب على بعد ميلين عن أخطر منافس في التصفيات منتخب إثيوبيا المتعادل قبل مساء السبت أمام مضيفه منتخب السيشل.
على أرضية ملعب سيتسوتو المعشوشب اصطناعيا، دخل الخضر اللقاء في ثوب أفضل منتخب إفريقي و عربي، و بأفضلية التكهنات و الفوارق الفنية و بكثير من الصبر و الاحترافية تجنبوا «كمين» ليزوطو بذكاء ، في ظل رفض المنافس اللعب و اعتماده التكتل في الوراء بأكبر عدد من اللاعبين، لإيمانه باختلال موازين القوى، و خطورة منح لاعبين بإمكاناته و مهارات محرز و براهيمي و سليماني كرات بإمكانهم تجسيدها من أنصاف فرص، حيث نهل أشبال غوركوف من مخزونهم الذهني للبقاء في أجواء المباراة و خطف نقاط الفوز في الوقت المناسب، ليعودوا إلى الديار بفوز يعني الكثير في حسابات التأهل إلى نهائيات «الكان» القادمة.
وبعيدا عن النقائص والسلبيات التي تم رصدها على مستوى حراسة المرمى، أين لم يمنح دوخة زملائه الثقة اللازمة، و كذا الخط الخلفي الذي ظهر مرتبكا و مفتقدا إلى الانسجام والتكامل في محوره، في غياب الدعم اللازم من لاعبي الارتكاز مسلوب و تايدر اللذين لعبا لأول مرة جنبا إلى جنب، يمكن القول بأن منتخبنا حقق الأهم في منعرج هام و حاسم على درب التصفيات، حيث يحسب لغلام و رفاقه عدم الوقوع في فخ المنافس ولعبهم طيلة التسعين دقيقة بعيدا عن النرفزة والتسرع، من خلال حفاظهم على الهدوء والتركيز مع التنفيذ الصارم للتعليمات و التوجيهات، وتنويعهم في المحاولات الهجومية في محاولة لفك شفرة المنافس المتكتل على مشارف منطقة عملياته بطريقة مدروسة ضيقت المساحات و أغلقت جميع المنافذ، كما أن الناخب الوطني وفق في قراءة ليزوطو ونجح في «الكوتشينغ»، حيث أن دخول الثنائي بونجاح والعربي هلال سوداني أنعش القاطرة الأمامية وأفقد صاحب الأرض توازنه، ليخطف منتخبنا بفضل ثنائية سوداني في آخر خمس دقائق انتصارا جد مهم قبل مواجهة إثيوبيا شهر مارس المقبل. و أمام منتخب مغمور أطاح بالكاميرون وتعادل مع غانا على نفس الأرضية الاصطناعية، دخل الخضر في صلب الموضوع مباشرة، من خلال نقل الكرة و الخطر صوب معسكر المضيف، فجاءت أخطر فرصة في الدقيقة السابعة، بعمل ثنائي بين بودبوز و براهيمي الذي أنهى فاصل مهاري داخل المنطقة بتوزيعة على طبق لمسلوب المتواجد على خط الستة أمتار، غير أن كرة الوافد الجديد على التشكيلة اصطدمت بساق أحد المدافعين وعلت الإطار، وهو الإنذار الذي وخز شعور المحليين فردوا بلقطة حبست الأنفاس عند الدقيقة الثانية عشر، إثر تراخي من لاعبي المحور والارتكاز وسوء تمركز من الحارس دوخة، الذي من حسن حظه أن قذفة المهاجم نكوتو جانبت القائم الأيمن بقليل، ليرد براهيمي بنفس الكيفية غير أن كرته مرت جانبا، وفيما أهدر سليماني فرصة ثمينة (د26) بعد تحضير من الثنائي محرز و براهيمي حرر غلام الجميع بهدف ثمين، بعد تمريرة ساحرة من محرز خولت لغلام الانفراد بالحارس وهز شباكه بطريقة فنية رائعة، غير أن فرحة الخضر بالتقدم لم تدم سوى خمس دقائق، حيث حملت الدقيقة 38 الجديد لأصحاب الأرض، الذين استغلوا سوء تمركز وغياب رقابة لاعبي محور الدفاع و تقدم الحارس دوخة ليتمكن الخطير موكاهلان من هز الشباك بكرة ساقطة من على بعد 20 مترا، لينتهي الشوط الأول على تعادل أرضى منتخب ليزوطو، الذي عاد إلى غرف حفظ الملابس بمعنويات مرتفعة، ساعدته على استئناف اللعب بأكثر ثقة في النفس فكادوا يضاعفون النتيجة (د50) لولا التصدي الناجح لدوخة، وفيما أهدر سليماني كرة سهلة جاءته من البديل النشط سوداني، كاد منتخب ليزوطو أن يتلقى هدفا بنيران صديقة (د57) بعد عمل جيد من سوادني وكرة باتجاه سلماني قطع مسارها مدافع وصدها القائم، ليهدأ بعدها اللعب، و ينجح لاعبو ليزوطو في استدراج لاعبينا إلى اللعب بريتم بطيء وسلبي إلى غاية دخول بونجاح الذي تحرك وأربك المنافس بتحركاته وطلبه الكرات في العمق وفي ظهر المدافعين، فتسبب أولا في إصابة الحارس (د73) بعد كرة عرضية من سوداني، وبعد تصدي ناجح من ذات الحارس (د81) لمخالفة مباشرة من غلام، جاء الفرج من المتألق سوداني (د86) بعد عرضية مليمترية من زفان، وبرأسية جميلة يمنح منتخبنا التقدم بهدف قضى على معنويات المنافس و أخرجه من قوقعته في وقت حساس، وهو ما استثمر فيه جيدا براهيمي عند الدقيقة (90+2) أين تلاعب بمدافعين على الجهة اليمنى ومنح سوداني كرة الهدف الثالث التي أنهت اللقاء، الذي أهم ما فيه نقاط الفوز، و إيمان لاعبينا بإمكاناتهم حتى آخر لحظة رغم تراجع المنافس وضغط النتيجة.
نورالدين - ت