•الشروع في إحصاء المتضررين بداية من اليوم
أكد الوزير الأول، أيمن بن عبد الرحمان، أول أمس الخميس، تكفل الدولة بكل المتضررين من الحرائق والوقوف إلى جانب المواطنين في مثل هذه الظروف العصيبة، مشيرا إلى الشروع بداية من اليوم السبت في عملية إحصاء الخسائر والأضرار لتعويض المتضررين، مشددا أن الدولة ستتخذ كل الإجراءات من أجل إزالة مخلفات الحرائق، كما أوضح أن سرعة الرياح التي تجاوزت 91 كلم وطبيعة الغطاء النباتي والغابي الكثيف ساعدت على سرعة انتشار الحرائق التي أتت على مساحات شاسعة من الغابات، و أدت إلى وقوع هذا العدد من الضحايا، مشيرا أنه مهما كانت الوسائل المستعملة في إخماد النيران فإنه لا يمكن التصدي لها في مثل هذه الظروف المناخية الصعبة.
قام، الوزير الأول، أول أمس ، وبأمر من رئيس الجمهورية بمعاينة مخلفات الحرائق التي شهدتها ولاية الطارف يوم الأربعاء، وقدم واجب العزاء لعائلات الضحايا، كما وقف عن كثب على حجم الأضرار التي مست بعض مناطق الولاية من جراء نشوب سلسلة من الحرائق المهولة والجهود المبذولة والوسائل المسخرة من قبل مختلف الأجهزة في إخماد النيران.
و أكد بن عبد الرحمان تكفل الدولة بكل المتضررين من الحرائق والوقوف إلى جانب المواطنين في مثل هذه الظروف والأحوال العصيبة، مشيرا إلى الشروع بداية من اليوم السبت في عملية إحصاء الخسائر والأضرار لتعويض المتضررين وأن تعليمات أعطيت للوالي من أجل الإسراع في عملية الإحصاء والتعويض، موضحا أن كل الإجراءات سوف تتخذ للتكفل بكل الخسائر بالشكل اللازم.
و شدد بن عبد الرحمان في هذا السياق أن الدولة ستتخذ كل الإجراءات وتسخر كل الوسائل من أجل إزالة مخلفات الحرائق والتكفل بالعائلات المتضررة بداية من عملية الإحصاء من قبل الفرق المختصة التي ستكون لها خرجات ميدانية للمعاينة وضبط حجم الأضرار سواء كانت مباني، أملاك، مواشي وغيرها، و طمأن كل من له ملك تعرض للضرر بفعل الحرائق أنه سوف يتم تعويضه.
قوة الرياح و طبيعة الغطاء النباتي حالت دون التصدي للنيران
وقال الوزير الأول أن سرعة الرياح القوية التي تجاوزت 91 كيلومترا وطبيعة الغطاء النباتي والغابي الكثيف الذي تتميز به ولاية الطارف ساعد على سرعة انتشار الحرائق التي أتت على مساحات شاسعة من الغابات وأصناف الأشجار والأشجار المثمرة، و أدت إلى وقوع هذا العدد من الضحايا وجلهم من المصطافين الذين حاصرتهم النيران على الطريق بالمواقع المشتعلة، مردفا أنه مهما كانت الوسائل المستعملة في إخماد النيران فإنه لا يمكن التصدي لقوة الرياح الجبارة في مثل هذه الظروف المناخية الصعبة، ورغم ذلك، يضيف الوزير الأول، كانت هناك سرعة في التدخل للسيطرة على بؤر الحرائق ومنع وصولها إلى المناطق الأهلة للسكان ..
و أكد أن قوة الرياح لم تسمح باستعمال المروحيات بطريقة مثلى ورغم ذلك غامر، مثلما قال، أعوان الحماية والغابات وأفراد الجيش بأنفسهم لتطويق ألسنة اللهب، مضيفا أن طبيعة الغطاء الغابي والنباتي الطبيعي و الكثيف للولاية صعبت من مأمورية فرق التدخل في تطويق النيران .
و قال الوزير الأول أن الضحايا كان جلهم من المصطافين دون تسجيل أي حالة وفاة وسط السكان رغم وصول النيران لمنازلهم ولمحيطهم السكني.
و أكد من جانب أخر أن كل الحرائق متحكم فيها بفضل سرعة التدخل لمختلف الأجهزة، بما في ذلك الهبة الشعبية للمواطنين الذين ساهموا في إخماد الحرائق، كما نوه الوزير الأول بجهود الجيش الوطني الشعبي في مثل هذه الظروف وتجنده لإخماد الحرائق وانقاذ الممتلكات والأرواح بالاستعانة بالإمكانيات الجوية مجسدا المعنى الحقيقي لشعار جيش- أمة .
وأفاد بن عبد الرحمان أن كل الآليات سوف تفعل أكثر في الميدان، مؤكدا تسجيل سلسلة من الحرائق عبر مناطق الوطن لكنها أقل من العام الماضي حيث تبقى المناطق التي مستها النيران، حسب الوزير الأول هي ولايات الطارف ، سوق أهراس وسطيف ومناطق أخرى تعرضت إلى خسائر على مستوى الغطاء الغابي والنباتي ، وستقوم لجان بهذه الولايات بإحصاء و اقتراح إجراءات التعويض ولو أن الخسائر التي سجلتها الولايات الأخرى تبقى قليلة مقارنة بالحجم الذي عرفته ولاية الطارف، يؤكد بن عبد الرحمان.
برنامج خاص لولاية الطارف لمعالجة الاختلالات
و خلال زيارته للولاية عاين الوزير الأول مخلفات الحرائق بقرية المالحة التي شهدت نشوب حرائق مهولة تسببت في سقوط عدد من الضحايا وبعين المكان قدم بن عبد الرحمان باسم رئيس الجمهورية العزاء لعائلات إحدى ضحايا النيران، كما وقف عن قرب على أثار دمار اللهب والخسائر التي تكبدتها بعض العائلات في ممتلكاتها، وكانت للمواطنين وضحايا الحرائق لقاءات مع الوزير الأول استمع خلالها لمختلف انشغالاتهم المتعلقة بظروف الحرائق والنقائص التنموية التي يعانون منها والتي وعد بالتكفل بها بتخصيص زيارة عمل للولاية.
علاوة على ذلك، تفقد الوزير الأول بمستشفى الشهيد بوزيد عمر بالقالة، ضحايا الفاجعة و عاين الظروف والإمكانيات المجندة للتكفل بالمصابين كما قدم تعازي الحكومة ورئيس الجمهورية لبعض عائلات الضحايا، قبل أن يتلقى بالوحدة الرئيسية للحماية المدنية عرضا مفصلا حول وضعية الحرائق بالولاية وربوع الوطن بصفة عامة والإمكانيات والوسائل المسخرة في الميدان.
ليعقد بعد ذلك اجتماعا مغلقا بمقر الولاية وكذا لقاء مع أعضاء من المجلس الشعبي الولائي وبعض الجمعيات تم خلالها التطرق لبعض الإنشغالات المتعلقة بالحرائق والنقائص التنموية التي تعاني منها الولاية وتوج اللقاء بقرار الوزير الأول إيفاد بداية من هذا الأسبوع وزير الصحة للولاية للوقوف على وضعية القطاع، خاصة مستشفى البسباس، وتخصيص جهاز سكانير لمستشفى القالة وتسريع إعادة بعث مشروع القطب الجامعي الجديد.
وأشار بن عبد الرحمان أن زيارته للولاية سمحت له عن قرب الاستماع لانشغالات المواطنين والوقوف على بعض النقائص التنموية التي سوف تتكفل بها الدولة، معلنا عن تخصيص زيارة رسمية للولاية بداية العام المقبل والتي ستتوج بتخصيص برنامج خاص للولاية لمعالجة بعض الاختلالات التنموية في مختلف المجالات.
نوري.ح