تزايدت الأعمال العدائية لنظام المخزن، ضد دول الجوار بشكل لافت في المدة الأخيرة، مع توالي النكسات الدبلوماسية والإخفاقات، على الصعيدين الداخلي والخارجي، حيث سارعت المملكة المغربية لخلق العداوات مع الجيران و التعويل على تجنيد بعض النخب المغربية للترويج للسياسات العدوانية للمخزن، وآخرها العاصفة التي يحاول إثارتها مع تونس.
تعيش الدبلوماسية المغربية، على وقع حالة من التيهان والتخبط والفشل في التعامل مع مختلف المستجدات، حيث يواصل المخزن سياسة الهروب إلى الأمام و إثارة القلاقل والتوترات والعداوات في المنطقة .
ولاشك أن التصرفات المغربية الخطيرة غير المسؤولة، تجاه دول الجوار، ستزيد من معاناة وعزلة نظام المخزن على المستوى الإقليمي والدولي، سيما مع الرفض الواسع للسياسة المغربية والتي تنتهك الأعراف و القوانين الدولية .و الواقع أن الانحراف والتحامل والمغالطات المغربية أصبحت مكشوفة وتلقى استنكارا ، من قبل دول الجوار والتي سئمت هذه الممارسات العدوانية والتي طالتها لعدة مرات وآخرها التصعيد ضد تونس.ويبدو أن نظام المخزن، قد فقد البوصلة مفضلا الاستمرار في أعماله العدائية ولعب أدوار وظيفية في المنطقة، سيما بعد جلبه للكيان الصهيوني للمنطقة وتطبيعه معه ومحاولة الاستقواء به لإطالة عمره، بعد رفض الشعب المغربي للسياسات التي ينتهجها في الداخل وكذا في علاقاته الخارجية مع مختلف الدول، حيث انعكس ذلك سلبا على الوضع الاجتماعي و الاقتصادي في المملكة ، الأمر الذي حرك الجبهة الاجتماعية المغربية التي تعيش على صفيح ساخن، منذ عدة أشهر احتجاجا على التطبيع مع الكيان الصهيوني ورفض السياسات الحكومية الفاشلة في مختلف القطاعات.ورغم تفاقم هذه الأوضاع المضطربة والتي تهدد بانفجار اجتماعي، يعمل المخزن من أجل توجيه الأنظار إلى الخارج و افتعال عداوات جديدة مع مختلف الدول، معطيا الضوء الأخضر لنخبه للتهجم والتطاول على دول ذات سيادة في المنطقة.
ونذكر في هذا الإطار، التصريحات التي أطلقها مؤخرا رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، المغربي أحمد الريسوني والتي لقيت استنكارا كبيرا ، بعد تهجمه وتطاوله على الجزائر و موريتانيا .
وليس التحرش بتونس ومحاولة التدخل في قراراتها السيادية ودبلوماسيتها، سوى فصل جديد في هذا التوجه، بل في هذا الجنون الذي بلغ حد ربط ملك المغرب للشراكة والعلاقات مع الدول بتغيير موقفها من قضية مطروحة على الأمم المتحدة، مستقويا بتطبيع مع الكيان الصهيوني يرى فيه خلاصه.
و اعتبر المحلل السياسي والباحث في العلاقات الدولية الدكتور بشير شايب في تصريح للنصر، أمس، أن الملك المغربي، ذهب مؤخرا في خطابه إلى ما يشبه الإملاء في علاقاته الخارجية مع المجتمع الدولي، وذلك من خلال اعتبار قضية الصحراء الغربية هي منظار تلك العلاقات وهذا سيجعل المغرب في عزلة أكثر، لأنه لا يملك من القوة والنفوذ ما يؤهله لهكذا اشتراط، مضيفا في السياق ذاته، أن المغرب، سيضيق الخناق عليه أكثر بهذا التوجه والذي يدفع الدولة المغربية إلى خسائر على كل الأصعدة .
ومن جهة أخرى، يرى الباحث في العلاقات الدولية، أن توتر العلاقات بين المملكة المغربية وتونس، ليس فقط بسبب القرار السيادي للرئيس التونسي قيس سعيد باستقبال رئيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية وهو ضيف يحل على تونس وذلك لا يخرج عن البروتوكول السياسي أو العرف الدبلوماسي -كما أضاف- موضحا أن ما وراء الأكمة هو علاقات تونس مع الجزائر وصرامة قيس سعيد في ضرورة احترام سيادة الدولة التونسية في قراراتها .
واعتبر المحلل السياسي، أن الأزمة قد تتدحرج بين تونس والمغرب ، لأن السلوك السياسي المغربي مؤخرا هو سلوك خبط عشواء وخاصة بعدما خسر الكثير من المحطات الصراعية مع الجزائر ومنها خط الغاز العابر للصحراء والعلاقات مع موريتانيا واستغلال منجم غار جبيلات واكتشافات البترول.
وأضاف أن النظام المغربي، في حالة يأس وصدمة، لافتا إلى أن هذا النظام له هوس الخرائط، ومازال يهندس علاقاته الخارجية بمنطق القرون الوسطى، مؤكدا في نفس السياق، أن هذا النظام ليس له مساحة ليتوسع فيها.
ومن جهة أخرى، اعتبر الدكتور بشير شايب، الخرجات الأخيرة لبعض رجال الدين في المغرب مثل الريسوني، تحريفا للكلام عن مواضعه، مضيفا أن توزيع خطاب رجال الدين خطوة بائسة جدا، لأن هذا الخطاب سيجد في الجهة المقابلة، خطابا أقوى وله حجة، مشيرا إلى ردود العلماء في موريتانيا والجزائر.
مراد - ح
