تفتح المؤسسات التعليمية أبوابها بداية من اليوم وإلى غاية الخميس لتنظيم دروس الدعم لفائدة التلاميذ المقبلين على اجتياز الامتحانات الرسمية، التي يستغلها أساتذة المواد الأساسية في المعالجة البيداغوجية، وهي تهدف إلى الحد من انتشار ظاهرة الدروس الخصوصية التي استنزفت جيوب الأسر.
أحاطت وزارة التربية الوطنية الدروس التدعيمية بإجراءات خاصة لضمان حسن سيرها، ولاستقطاب تلاميذ أقسام الرابعة متوسط والثالثة ثانوي خلال العطلة الشتوية، للاستفادة من المعالجة البيداغوجية تحت إشراف الأساتذة المدرسين، الذين يحرصون بدورهم على استغلال هذه الفرصة لتمكين التلميذ من الإلمام بالمقرر الدراسي الخاص بالثلاثي الأول. وتم في هذا الصدد إعداد قوائم اسمية للأساتذة المعنيين بتأطير الدروس التدعيمية، إضافة إلى ضبط جدول توقيت للمواد المعنية بهذه الحصص الإضافية التي تندرج ضمن المعالجة البيداغوجية، بهدف تمكين الأولياء والتلاميذ من الاطلاع عليها مسبقا، وضمان سير العملية التي يشرف عليها مدراء المؤسسات التربوية المعنية.
وتوجه حصص الدعم البيداغوجي لكل تلميذ يرغب في مزاولتها خلال العطل الفصلية، وتشمل أنشطة المعالجة البيداغوجية وأنشطة دعم التعلمات وتعزيزها وإثراء مكتسبات التلميذ، وتحرص الوصاية لأجل تحقيق هذه الأهداف على تذكير الأساتذة في كل مرة بعدم استغلال الحصص التدعيمية لتدارك التأخر في تنفيذ الدروس، أو في الحل الآلي للتمارين.
ويتم تنظيم الدروس التدعيمية من قبل الأساتذة المدرسين عن طريق حصص المذاكرة المحروسة والمراجعة ضمن الأفواج، التي تتيح للتلاميذ فرصة تصحيح الخلل، وتجاوز العقبات التي تمت مواجهتها في الفصل الأول، تحسبا لاستكمال المقرر الدراسي فيما تبقى من الموسم الدراسي. وتعد الحصص التدعيمية بديلا عن الدروس الخصوصية التي تستنزف جيوب الأسر، بسبب ارتفاع تكاليفها لتصل إلى مستويات قياسية في السنوات الأخيرة، لا سيما خلال الجائحة التي شهدت تفشي الظاهرة، بسبب تسابق المؤسسات المختصة في تقديم هذه الدروس على استقطاب التلاميذ، واستغلال أوقات الفراغ التي كان يوفرها النظام الاستثنائي للتدريس. وتسعى الوصاية إلى القضاء التدريجي على انتشار الدروس الخصوصية، بواسطة المعالجة البيداغوجية التي تجري طيلة الموسم الدراسي وفي العطل الفصلية، وكذا عبر المتابعة المستمرة للسير الحسن لتنفيذ البرنامج، في إطار العمليات التفتيشية الدورية، وكذا التنسيق مع مديريات التربية التي تحرص بدورها على التتبع الميداني لمجريات السنة الدراسية.
وتكتسي هذه السنة الدراسية أهمية خاصة بالنسبة للوصاية وللأولياء أيضا، لأنها تأتي بعد تجاوز جائحة كورونا التي فرضت على القطاع اتخاذ عدة تدابير احترازية، من بينها تقليص الحجم الساعي للدروس، ومع العودة إلى النظام العادي يجري الحرص على توفير كل الظروف الملائمة لإنجاح الموسم، وإتمام البرنامج الدراسي في الموعد لتحقيق نتائج مرضية في الامتحانات الرسمية.
وتعمل من جهتها جمعيات أولياء التلاميذ على مرافقة الأساتذة والتلاميذ لإنجاح الدروس التدعيمية خلال العطلة، بالمساهمة في ضمان حسن سيرها والتشجيع على الإقبال عليها للقضاء التدريجي على الدروس الخصوصية، وفق ما أكده «للنصر» رئيس الاتحاد الوطني لأولياء التلاميذ سعدي حميد.
وأفاد من جهته العضو القيادي بالاتحاد العام لعمال التربية والتكوين مبارك بلعيدي بأنه من أهم مبادئ دروس الدعم تحقيق تكافؤ الفرص عبر إتاحة الفرصة للتلاميذ المعوزين من حصص إضافية للإلمام بالمقرر الدراسي، تحت إشراف الأساتذة المدرسين، بدل الدروس الخاصة التي تجري في ظروف كارثية.
كما تسعى جمعيات أولياء التلاميذ، من بينها الاتحاد الوطني لأولياء التلاميذ إلى العودة مجددا لتنظيم الدروس المسائية بالمؤسسات التعليمية لفائدة المقبلين على اجتياز الامتحانات الرسمية، بالتنسيق مع مديريات التربية، بهدف القضاء التام على الدروس الخصوصية.
لطيفة بلحاج