السبت 23 نوفمبر 2024 الموافق لـ 21 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

نالت إشادة الكاف بفضل الجمهور القياسي: بونة تطوي صفحة "الشان" بامتياز والآمال معلقة على "الكان"

ودعت سهرة الجمعة، ولاية عنابة ضيوفها ونزعت الحلة الإفريقية التي اكتستها على مدار أسبوعين، وذلك مباشرة بعد انتهاء مباراة الدور ربع النهائي التي جمعت المنتخبين السنغالي والموريتاني، وهي آخر مقابلة من دورة "شان 2022" تجرى بملعب 19 ماي 1956، بعد تراجع الكاف عن قرارها بخصوص مكان إجراء اللقاء الترتيبي، وهذا بإعادته مجددا إلى وهران بدلا من عنابة، الأمر الذي أنهى أجواء العرس الإفريقي بمدينة "بونة"، لكن الأهم كان النجاح الكبير في التنظيم، والذي أبهر مسؤولي الاتحاد الإفريقي، على رأسهم باتريس موتسيبي، مما جعل أبناء عنابة يعلقون آمالا عريضة على نيل شرف تنظيم النسخة 15 لكأس إفريقيا للأمم لفئة أقل من 17 سنة، التي ستحتضنها الجزائر أواخر شهر أفريل القادم، والحلم الأكبر يبقى كسب ثقة الكاف، والحصول على تزكية تنظيم "كان 2025".

صالح فرطــاس

وجددت عنابة سهرة أول أمس، إبهار رئيس الاتحاد الإفريقي موتسيبي، الذي سجل حضوره لثاني مرة في ملعب 19 ماي خلال هذه الدورة، فلم يتردد في إبداء إعجابه الكبير بالظروف التنظيمية المميزة التي تشهدها المباريات التي تجرى في هذا الملعب، فضلا عن انبهاره بالإقبال الجماهيري القياسي، على اعتبار أن مقابلة ربع النهائي بين المنتخبين الموريتاني والسنغالي جلبت إليها ما لا يقل عن 30 ألف متفرج، مما ساهم في خلق أجواء استثنائية، مكنت "أوركيسترا" المدرجات من سرقة الأضواء من جديد، في وجود المئات من المشجعين السنغاليين والموريتانيين، إلا أن توافد الجمهور الجزائري من مدينة عنابة والولايات المجاورة بقوة على المدرجات، ساهم بشكل مباشر في نيل تقدير واحترام رئيس الكاف، الذي عايش نفس الأجواء في زيارته الأولى إلى "بونة"، لما تابع مقابلة الدور الأول بين المنتخبين السنغالي والإيفواري.
ولم يخف موتسيبي انبهاره بأجواء ملعب عنابة سواء من حيث التنظيم أو الإقبال الجماهيري، حيث تحدث مع السلطات المحلية، رئيس الفاف جهيد زفيزف وكذا رئيس لجنة تنظيم "الشان" رشيد أوكالي بخصوص هذه النقطة، وأكد على أن مثل هذه الظروف تتماشى وإستراتيجية العمل التي سطرها الاتحاد الإفريقي، والرامية بالأساس إلى إعطاء قيمة أكبر لبطولة "الشان"، والمتابعة الجماهيرية للمنافسة تساهم ـ حسبه ـ في الجانب التسويقي، وهذا يعد من المكاسب الجديدة للكرة الإفريقية.
منسق الكاف : النجاح فاق التوقعات
موقف موتسيبي من أجواء "بونة" خلال فعاليات العرس الإفريقي يبقى عينة "نموذجية" من المواقف التي ما فتئت تشيد بنجاح التنظيم في ولاية عنابة، والدليل على ذلك أن المنسق العام للكاف على مستوى قطب عنابة، النيجيري ناصيرو جبريل نوه كثيرا بالظروف التي جرت فيها المنافسة، وأكد في الاجتماع التقييمي الذي عقده في ساعة متأخرة من سهرة أول أمس، مع لجنة التنظيم المحلية بأن النجاح فاق كل التوقعات، وأن المباريات السبعة التي احتضنها ملعب 19 ماي 1956 سارت ـ حسبه ـ "في ظروف تنظيمية ممتازة، رغم رداءة الأحوال الجوية في بعض الأحيان، لكن حسن التعامل مع مثل هذه الوضعيات الاستثنائية والطارئة مكن المنظمين من كسب نقاط إضافية، بلغت تقدير "الامتياز"، خاصة وأنهم عملوا كل ما في وسعهم لتوفير كافة الشروط والظروف الكفيلة بضمان إجراء اللقاءات دون تسجيل أي تحفظ أو إشكال".
وأوضح ناصيرو جبريل في سياق متصل، بأن ما وقف عليه في عنابة يسمح لهذه الولاية باستضافة تظاهرات كروية أكبر في المستقبل، خاصة ما يتعلق بالملعب، لأنني ـ كما استطرد ـ " كنت ضمن وفد الكاف الذي زار ملعب 19 ماي لما كان ورشة مفتوحة، والحقيقة أننا كنا نجزم بأن الأشغال من المستحيل أن تنتهي قبل موعد دورة "الشان"، إلا أن التحديات التي رفعتها الدولة الجزائرية ساهمت في تحقيق ما كان "معجزة"، لأن الملعب أصبح جاهزا في ظرف قياسي، وبمواصفات عالمية، وقد وقفنا على ذلك قبل شهر من موعد انطلاق العرس الإفريقي، خلال المقابلة التجريبية، وهو ما يجعلنا نرفع قبعة التحية للجزائر على هذا الانجاز".
وخلص المنسق العام للكاف على مستوى قطب عنابة إلى التأكيد على أن أرضية الميدان ساهمت بشكل كبير في سرقة الأضواء، وهذا بعد نجاح تجربة العشب الهجين، لأننا ـ حسب تصريحه ـ " شاهدنا الأرضية لم تتأثر إطلاقا بالأمطار الغزيرة التي تهاطلت على المنطقة، وهذا ما ساعد على إجراء المباريات في ظروف ممتازة، ليزيد الإقبال الجماهيري القياسي في جمال اللوحات المرسومة في المدرجات، ومثل هذه الأجواء لم تعهدها "الكاف" في منافسة "الشان"، لكن دورة "الجزائر 2022" جعلتنا نعيش أجواء استثنائية وغير مسبوقة، وعليه فإنني أتمنى أن أزور عنابة في مناسبات قادمة، مادامت الولاية قد حققت مكاسب ترشحها لاستضافة تظاهرات أكبر".
جمهور عنابة صنع الاستثناء وتصدر المشهد
ولعل ما جعل عنابة تتصدر المشهد في هذه الطبعة من بطولة إفريقيا للأمم ذلك الإقبال القياسي على المدرجات، لأنها المرة الأولى في تاريخ "الشان" التي تجرى المقابلات بحضور نحو 35 ألف متفرج، رغم أن منتخب البلد المضيف لم يكن طرفا في أي مباراة، وهذا "السيناريو" حدث في الجولة الأولى، بمناسبة لقاء منتخبي السنغال وكوت ديفوار، ثم تكرر في ربع النهائي بين "اسود التيرانغا" و"المرابطون"، بينما كان الإقبال الجماهيري أقل في الجولتين الثانية والثالثة من الدور الأول بسبب التقلبات الجوية، لأن الأمطار تهاطلت بغزارة على المنطقة، الأمر الذي كان وراء عزوف الجماهير عن التنقل إلى الملعب لمشاهدها المقابلات، سيما وأن الجزء الأكبر من المدرجات مكشوف، في حين تم تخصيص الجهة المغطاة كمنصة شرفية، مما تسبب في حدوث اكتظاظ كبير على مستوى هذه المنطقة.
وفي نفس الإطار، فإن "أوركيسترا" المدرجات ساهمت في خطف الأضواء، لأن تجاوب الجمهور مع العرس الإفريقي كان كبيرا، سيما وأن كل المقابلات التي جرت بعنابة شهدت حضور مشجعي كل المنتخبات المعنية بتنشيط اللقاءات، وقد كانت أعلى حصة من جانب المناصرين السنغاليين، الذين سجلوا تواجدهم بأكبر عدد من الجالية الأجنبية في مدرجات ملعب 19 ماي 1956، مقارنة مع أنصار موريتانيا، كوت ديفوار، أوغندا، وحتى إثيوبيا وليبيا، ولو أن أنصار منتخب جمهورية الكونغو الديمقراطية كان حضورهم مميز في الدور الأول، بعد وصول دفعتين، بإجمالي 360 مشجعا، إلا أن إقصاء "الفهود" من دور المجموعات لأول مرة في تاريخ "ّالشان" عجل بعودة المناصرين إلى كينشاسا، وهم يجرون أذيال الخيبة، غير أنهم يحتفظون بذكريات جملية وغالية عن عنابة وأجوائها، وقد وقفت النصر على ذلك من خلال الانطباعات التي رصدتها مع بعض الإعلاميين الكونغوليين الذين سجلوا حضورهم بالجزائر لتغطية فعاليات "الشان".

* دونوفان كونكو (صحفي بالتلفزيون الكونغولي)
حضرت نسختين من الكان ولم أعش أجواء مماثلة
"لا أخفي عليكم بأننا تفاجأنا بالأجواء التي عشناها في عنابة، خاصة مع يتعلق بالإقبال الجماهيري، والذي فاق كل التوقعات، لأنني شخصيا حضرت نسختين من كأس أمم إفريقيا، لكنني لم أجد مثل هذه التجاوب من طرف الجمهور، والشيء الذي فاجأنا أكثر أن توافد الأنصار على المدرجات كان في مباريات لم يكن المنتخب الجزائري طرفا فيها، دون أن ننسى حفاوة الاستقبال التي حظينا بها، والتي كانت كافية لتمرير الاسفنجة على نكسة الإقصاء المبكر لمنتخبنا من هذه الدورة، حيث عدنا من عنابة بذكريات غالية، ستبقى راسخة في الذاكرة".

* كوبانكش ياديبو (رئيس جمعية المصورين الصحفيين بالكونغو)
تجربة عنابة ذكرى جميلة في مشواري
"الحقيقة التي لا يمكن إنكارها أن الأجواء التي عشناها بعنابة تبقى من أعز الذكريات في مشوارنا المهني، لأنني شخصيا متعود على التنقل مع المنتخب الكونغولي، ولم يسبق لي وأن شاهدت مثل هذا التجاوب، لأن الجمهور الجزائري تفاعل مع الحدث الكروي بعفوية كبيرة، وهذا دليل على تعلقه الكبير بكرة القدم، وما تم تسجيله في مباريات الجولة الأولى من الدور الأول، جعل السلطات الكونغولية تسارع إلى تنظيم رحلة خاصة لدفعة جديدة من المناصرين، وهذا بغية مواكبة العرس الإفريقي، ولو أن آمالنا كانت كبيرة للنجاح في العودة من الجزائر باللقب القاري، لأن منتخبنا كان من بين المرشحين للتنافس على التاج، غير أن الأمور الميدانية خذلتنا، والمنتخب أقصي من الدور الأول، وهي نتيجة لم نكن نتوقعها، وخلفت صدمة كبيرة لنا، لكننا بالموازاة مع ذلك نعتبر هذه الطبعة الأنجح، لأن الجمهور تفاعل مع كل المباريات بحضوره القوي، و هذا أهم مكسب للكرة الإفريقية".

* مدرب السنغال باب ثياو يؤكد
محظوظون بخوض 4 لقاءات بملعب 19 ماي
ساهمت تجربة العشب الهجين بشكل مباشر في كسب ولاية عنابة رهان التنظيم، وهو أمر وقف عنده مدرب المنتخب السنغالي باب ثياو، الذي نوه كثيرا بالظروف التنظيمية التي جرت فيها كل المقابلات على مستوى "بونة"، وأكد على أن ملعب 19 ماي، يستوفي كل الشروط التي تكفي لاحتضان أكبر المنافسات الكروية، وصرح في هذا الصدد قائلا: " لقد كنا محظوظين بلعب 4 مقابلات في نفس الملعب، وقد شاءت الصدف أن تضعنا عملية القرعة في فوج عنابة، وهي المدينة التي تبقى فأل خير على الكرة السنغالية، وقد سبق لي وأن أشرت إلى ذلك، لأنني من الجيل الذي يحتفظ بأغلى الذكريات في هذا الملعب، بعد تأهلنا إلى مونديال 2002، بهدية جزائرية وصلتنا من عنابة، وعودتي إلى "بونة" هذه المرة كانت في تجربة التدريب، وقد تواصلت نجاحاتنا في الملعب الذي نبقى نتفاءل به، وهذا بالتأهل إلى المربع الذهبي، رغم أن المنتخب السنغالي غاب عن دورات "الشان" منذ 2011، إلا أنه تمكن من صنع المفاجأة، والتواجد في نصف النهائي، وقد ساعدتنا على ذلك أجواء عنابة، خاصة الملعب الذي يبقى تحفة عالمية، وأرضيته ممتازة، وقد وقفنا على ذلك خلال اللقاءات التي جرت تحت أمطار غزيرة، ومع ذلك فإن الأرضية لم تتأثر إطلاقا، وهذا مكسب كبير للجزائر".
طبعة الجزائر أخرجت "الشان" من دائرة الظل
ذهب المدرب باب ثياو في معرض حديثه، عن أجواء عنابة إلى التأكيد على أن الإقبال الجماهيري القياسي على المدرجات زاد في تحفيز اللاعبين، وأردف بالقول: "لقد تفاجأ الجميع بتوافد الأنصار بأعداد غفيرة جدا، وهذا الأمر لم نشهده من قبل في مثل هذه المنافسات، لكن تجاوب الجمهور مع المنافسة ساهم في الرفع من قيمة الرهان لدى اللاعبين، لأن بطولة "الشان" خرجت من دائرة الظل إلى الأضواء، وأصبحت محل متابعة جماهيرية انطلاقا من هذه الطبعة، وبالتالي فإننا ننتظر مستوى أفضل في قادم الطبعات، ولو أن النجاح الكبير الذي حققته الجزائر في الجانب التنظيمي يصعب على باقي البلدان استنساخه، خاصة في الشق المقترن بالجماهير وتوافدها على المدرجات، وقد وجدنا أنفسنا مرغمين على توديع عنابة، ونحن نذرف الدموع، التي امتزجت بين الاحتفال بالتأهل والتحسر على مغادرة المدينة التي احتضنتنا بحفاوة كبيرة، وكانت مرة أخرى فأل خير علينا، ونحن مجبرون على التنقل إلى ملعب براقي لخوض نصف النهائي، وبعدما حققنا الهدف المسطر، ولو أن باب الطموحات يبقى مفتوحا على مصراعيه، لأننا لا بد أن نراهن على بلوغ النهائي".                                                                                  

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com