أجمع مشاركون، أمس، في افتتاح فعاليات المؤتمر السنوي للمجلس الإسلامي الأعلى بوهران، و الذي يناقش محور السلوك الحضاري، على مدار ثلاثة أيام، أن معاني السلوك الحضاري اليوم بحاجة لعدة نشاطات لمواكبتها مع التحولات الحالية عبر العالم وفي جميع النواحي، معتبرين أن مؤتمر الجزائر مبادرة راقية وفرصة لهم لطرح ومناقشة هذا الموضوع الذي يؤرق علماء الإسلام في كل القارات، مشيدين برعاية رئيس الجمهورية للمؤتمر وبمواقف الجزائر التي يشهد لها الجميع.
أشاد الدكتور أبو بوكر والار، رئيس رابطة دعاة علماء وأئمة دول الساحل، بوقوف الجزائر مع دول الساحل في محنها ومصائبها، وباحتضانها ووقوفها مع الرابطة ودعمها ووفائها اللامحدود لهذه المؤسسة التي تقدم الكثير لدول الساحل، مضيفا أن دول الساحل بحاجة لمثل هذه المؤتمرات بسبب معاناة شعوب المنطقة من انعدام السلوك الحضاري الذي نتج عنه الرشوة والبطالة وكل الأمراض التي تعاني منها المنطقة وأدى لظهور الغلو والتطرف الذي من أسبابه أيضا غياب التعليم والتكفل الصحي، وبصفته من علماء تشاد قدم أبكر ولرد الشكر والامتنان للجزائر.
ومن جهته، قدم مصطفى ابراهيم تيسيرتش، المفتي العام للبوسنة، سابقا، شكره للشعب الجزائري، الذي "ساند ودعم الشعب البوسني في أكبر محنة أصابته خلال سنوات سابقة"، ودعا الشباب الجزائري أن يفتخر بتلك المساعدة التي جسدت الوعي والفعل والتعايش ، مضيفا أن ذلك العمل "يستحق كل الشكر والتقدير باسم كل الشعب البوسني"، مضيفا أنها ليست أول مرة يزور الجزائر التي يحبها بل سبق له ذلك في مناسبات سابقة ومنها التي قادته إلى ولاية معسكر، مبرزا أن الأمير عبد القادر حول الأعداء إلى أصدقاء بسلوكه الحضاري في سوريا، وبفضل ذلك لازالت منظمة اليونسكو تمنح جائزة السلام باسم الأمير عبد القادر، مؤكدا أن مثل هذه الشخصية يحتاج العالم الإسلامي لها اليوم، وبخصوص المؤتمر اعتبره مبادرة من شأنها إحداث التغيير على العقول و يضيف لنظرية نقد العقل الألمانية، نقد الفعل.
وقال شوقي علام مفتي الديار المصرية، أن الجميع يعتز بالجزائر بلد الشهداء والإنسان الكريم، مثمنا في الوقت نفسه ما قام به رئيس المجلس الإسلامي الأعلى على ما يقدمه من خدمات جليلة للإسلام محليا ودوليا.
وفي كلمته، أوضح رئيس المجلس الإسلامي الأعلى، بوعبد الله غلام الله، أن مؤتمر السلوك الحضاري يأتي ضمن الفعاليات الدورية التي ينظمها المجلس الإسلامي الأعلى، وأن السلوكات الحضارية تساعد النشء على الانسجام مع مجتمعها، وأن ليس كل سلوك إنساني هو سلوك حضاري، فهذا الأخير يكون منشأه الدين والأخلاق وهي تتجلى في علاقات الفرد في المجتمع.
للتذكير، يتواصل المؤتمر اليوم بتقديم عشرات المحاضرات الدينية والأكاديمية التي تصب في المحور الأساسي وهو السلوك الحضاري "وعي، فعل، تعايش".بن ودان خيرة