أكد وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، إبراهيم مراد، أول أمس، أن التجربة والكفاءة التي بلغها سلك الحماية المدنية على الصعيد الوطني، أهلته ليحتل مكانة معترف بها على المستوى الدولي، لافتا إلى أن مسيرة سلك الحماية المدنية، غنية بالمكاسب والإنجازات وموسومة بجهود منتسبيه وتضحياتهم في سبيل حماية وأمن المواطن وممتلكاته ومجابهة مختلف المخاطر.
وأعرب وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، أول أمس، في كلمة له خلال مراسم الاحتفال باليوم العالمي للحماية المدنية المصادف للفاتح مارس من كل سنة، نظم بالوحدة الوطنية للتدريب والتدخل بالدار البيضاء، بالعاصمة، عن تقديره لـ «كل الجهود التي ما فتئ جميع منتسبي السلك يبذلونها لتأدية مهامهم وفق أقصى مستويات المسؤولية والاحترافية وتجندهم الدائم واللامشروط لتلبية نداء الواجب متى استدعت الظروف ذلك، جنبا إلى جنب مع زملائهم من مختلف الأسلاك الأمنية وفي طليعتها الجيش الوطني الشعبي بما يعكس تلاحم أبناء هذا الوطن لصون أمنه وحمايته من التهديدات بكل أشكالها»، مجددا التأكيد على عمق التقدير للاحترافية والمهنية التي يتحلى بها منتسبو السلك، مشيرا إلى «تأكيد رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون عن عميق تقديره وعرفانه لمستوى أداء منتسبي سلك الحماية المدنية الذين يبرهنون في كل مرة على احترافيتهم وشهامتهم». . ونوه الوزير بالمشاركة الأخيرة لأفواج الإنقاذ في عمليات الإغاثة بدولتي سوريا وتركيا إثر الزلزال المدمر الذي ضرب هذين البلدين «أين ساهموا بشجاعة واقتدار في إنقاذ العديد من الأرواح وإسعاف الضحايا مشرفين الراية الوطنية ومبرزين القيم السامية للإنسانية والتضامن » -كما أضاف- .
وأكد الوزير، أن «هذه الديناميكية الإيجابية التي تشهدها الحماية المدنية الجزائرية، تجد سندا لها الإرادة السياسية الصادقة على أعلى مستويات الدولة للمضي قدما في تعزيز مكاسب هذا السلك وتطوير قدرات السلك وإمكانياته باستمرار بما يؤهله ليواكب بصفة مثلى التحولات الاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية التي تشهدها بلادنا على جميع الأصعدة على غرار باقي دول العالم».
وأضاف أنه ضمن هذا المسعى «استفاد السلك من عديد البرامج التي سمحت بتكييف منظومته القانونية وتحديث هياكله التكوينية والوقائية، فضلا عن تعزيز وسائل تدخلاته وعصرنتها ، وكذا التبادل المثمر للخبرات مع نظرائه الأجانب، مع إيلاء بالغ العناية للمورد البشري من خلال تأهيل إطاراته ، ضباطه، أعوانه وجل مستخدميه وتحسين قدراتهم والتكفل بالانشغالات المهنية والاجتماعية لمنتسبيه».
وأضاف أن هذه «البرامج المعتمدة كان لها أثرها الإيجابي في رفع جاهزية هذا السلك لمواجهة المخاطر الكبرى كالزلازل والفيضانات و حرائق الغابات وغيرها من الحوادث والحد من مخلفاتها ، لاسيما من خلال تعزيز العمل الاستباقي والوقائي والارتقاء بمستوى التدخلات العملياتية وفق المعايير الدولية، لافتا إلى «الخبرة المكتسبة من خلال تسيير الكوارث الكبرى التي عرفتها الجزائر على غرار فيضانات باب الواد 2001 وزلزال بومرداس 2003 وفيضانات غرداية 2008، وحرائق الغابات خلال سنتي 2021 و2022 وغيرها من الحوادث الصناعية والبحرية» .
وأكد الوزير أن «التجربة والكفاءة التي بلغها سلك الحماية المدنية على الصعيد الوطني، أهلته ليحتل مكانة معترف بها على المستوى الدولي وينال بجدارة شهادة الاعتراف والمطابقة للهيئة الاستشارية الدولية المختصة في البحث والإنقاذ في الأوساط الحضرية التابعة لهيئة الأمم المتحدة والتي تؤهله للمشاركة في عمليات التدخل وتقديم المساعدة في مختلف الكوارث الكبرى في العالم في إطار مبادئ التضامن والتكافل الدولي» .
من جهته، أشار المدير العام للحماية المدنية العقيد بوعلام بوغلاف، إلى «أنه من أجل التكفل الجيد والأمثل بالجانب الوقائي والعملياتي لمواجهة الأخطار والكوارث، تبنت الحماية المدنية ضمن استراتيجيتها المنتهجة الاستعانة بالبحث العلمي والتكنولوجي المبتكر لوسائل تمكن من الحصول على المعلومات الدقيقة حول مخاطر الكوارث في مراحلها المبكرة حتى تتمكن من أخذ الاحتياطات اللازمة ووضع المخططات المناسبة وتوفير الوسائل الكفيلة للتصدي للكارثة والتقليل من وطأتها وآثارها على الأشخاص» ، مبرزا أن إدارة الحماية المدنية «تعكف على رقمنة مختلف مصالحها على المستوى المركزي والمحلي عن طريق تطوير ووضع أرضيات وتطبيقات رقمية في التسيير الإداري والعملياتي».
ومن أجل تقريب الإسعافات من المواطن، -كما أضاف-عملت المديرية العامة على إنجاز الوحدات العملية لغرض تعميم التغطية العملية عبر بلديات القطر الوطني، حيث بلغت نسبة التغطية أكثر من 85 بالمائة مع تجهيز هذه الوحدات بالوسائل البشرية والمادية.
كما أثنى بوغلاف على «مدى الاهتمام والحرص الكبير الذي توليه السلطات العليا للبلاد لهذا القطاع الحساس وعلى رأسهم رئيس الجمهورية من خلال تدعيم القطاع بمختلف الوسائل البشرية والمادية والعمل على عصرنته وتطويره من أجل مواكبة التطورات العملية والتكنولوجية لمواجهة الأخطار والكوارث».
و أضاف أن هذا الدعم قد « أعطى ثماره بحيث أصبح القطاع يحظى بمكانة على الصعيد الوطني والدولي نظير التجربة والاحترافية التي اكتسبها على مدار السنين من خلال تسييره لعدة أخطار وكوارث».
وللإشارة ، شهد الاحتفال باليوم العالمي للحماية المدنية، ترقية عدد من منتسبي السلك و تكريم فوجي الإنقاذ المتدخلين في زلزال تركيا وسوريا مؤخرا، وتوشيح المنظمة الدولية للدفاع المدني، عددا من إطارات الحماية المدنية بوسام الاستحقاق برتبة
«فارس»..
مراد -ح