التزمت المؤسسات التعليمية بفتح أبوابها في الأسبوع الأول من العطلة الربيعية لاستقبال التلاميذ المقبلين على اجتياز الامتحانات الرسمية، لمتابعة الدروس التدعيمية بتأطير من أساتذة المواد الأساسية، الذين حرصوا على ضمان المرافقة البيداغوجية للتلاميذ.
وتحرص وزارة التربية الوطنية على تمديد نشاط المؤسسات التعليمية خلال الأسبوع الأول من العطل الفصلية، لفائدة التلاميذ المقبلين على اجتياز شهادتي التعليم المتوسط والبكالوريا، بهدف تحسين مستوى هذه الفئة من المتمدرسين ممن واجهوا بعض الصعوبات في المواد الأساسية، وذلك من خلال عملية المراجعة التي يضمنها الأساتذة، وكذا التصحيح البيداغوجي.
وأظهر من جانبهم الكثير من التلاميذ الالتزام بحضور دروس الدعم التي تضمنها المؤسسات التعليمية مجانا لتلاميذ أقسام الامتحانات، رغم اتساع ظاهرة الاقبال على الدروس الخصوصية، لا سيما مع اقتراب موعد تنظيم الامتحانات الرسمية، فقد حرص العديد من المتمدرسين على استغلال النصف الأول من العطلة الربيعية لتدارك ما فاتهم من دروس أو معلومات، مما أثر على مستوى الأداء في الامتحانات الفصلية، التي تعد بدورها محطة تقييمية وتحضيرية.
وأكد في هذا الشأن رئيس النقابة المستقلة لعمال التربية بوعلام عمورة في تصريح «للنصر»، بأن المؤسسات التعليمية واصلت نشاطها العادي خلال العطلة لضمان الدروس التدعيمية، دون أن تتأثر بطبيعة شهر الصيام، كما كان الكثير من التلاميذ في الموعد من أجل المراجعة والتصحيح البيداغوجي، استعدادا لاستئناف الفصل الثالث في ظروف أحسن.
ويضيف المصدر بأن الأساتذة حرصوا على توزيع الحصص التدعيمية على المواد الأساسية بهدف تحقيق الأهداف المرجوة من هذه العملية التي تسهر الوزارة على تأطيرها، بهدف ضمان مبدأ تكافؤ الفرص أمام جميع التلاميذ، وتحسين المستوى التعليمي، على هدف تحقيق نتائج أفضل في الامتحانات الرسمية التي لم يعد يفصلنا عنها الكثير.
وأوضح الأستاذ عمورة بأن اهتمام الممتحنين بالدروس التدعيمية المجانية التي توفرها الثانويات والمتوسطات ما يزال ظاهرا، بفضل تسخير أساتذة المواد لتأطيرها، بما يجعل التلميذ على اتصال مباشر مع الأستاذ لطرح الانشغالات والأسئلة التي تساعده على فهم ما صعب عليه من جزئيات خلال الفصل، استعداد لإجراء المراجعة الشاملة.
وسجل من جهته رئيس نقابة ثانويات الجزائر زبير روينة في حديث معه، إصرار بعض تلاميذ أقسام السنة الثالثة ثانوي على التوجه إلى الدروس الخصوصية بدل الدروس التدعيمية، اعتقادا منهم بأنها السبيل الأنسب لتحقيق النجاح والتفوق، في حين أنها في الواقع تعمل على استنزاف جيوب الأسر في ظل غلاء المعيشة، دون تمكين الطالب من بلوغ الأهداف المسطرة.
وأكد المتدخل بدوره بأن الأساتذة كانوا في الموعد، والتزموا بتسخير الأسبوع الأول من العطلة للتكفل بالتلاميذ الراغبين في تحسين المستوى، سواء تعلق الأمر بطلبة الأقسام النهائية، أو تلاميذ السنة الرابعة متوسط، مؤكدا على أهمية المرافقة البيداغوجية التي يضمنها الأساتذة، لأنها تقوم على أسس علمية مدروسة، وتستهدف نقاط ضعف التلميذ.
وأضاف المصدر بأن الأساتذة حريصون على إتمام البرنامج الدراسي لفائدة الأقسام النهائية، رغم إصرار بعض المترشحين على مغادرة الأقسام مع بداية الثلاثي الأخير لحضور الدروس الخصوصية، قائلا إن المقرر الدراسي سيستمر في ظروف جد عادية، بغض النظر عن عدد التلاميذ الحاضرين.
وقدم الأستاذ روينة تقييما إيجابيا لمستوى تقدم الدروس وتنفيذ المقرر، مرجعا الفضل في ذلك إلى الاستقرار العام الذي تميز به الموسم الدراسي الجاري، الذي تراجعت خلاله الحركات الاحتجاجية بشكل ملموس، فقد ساهمت التدابير المتخذة من قبل الدولة لتحسين الظروف الاجتماعية والمهنية لعمال القطاع، في تكريس حالة الاستقرار والهدوء على مستوى القطاع. لطيفة بلحاج