شدد وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات عبد الحق سايحي أمس على ضرورة إجراء عمليات الختان بالمؤسسات الاستشفائية وبالمراكز الصحية المختصة، مؤكدا التكفل بالأطفال الذين تعرضوا إلى مضاعفات خلال عملية ختان جماعي بولاية باتنة، قائلا إنهم أطفالنا ورعايتهم صحيا من واجبنا.
أدى وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات عبد الحق سايحي صبيحة أمس زيارة تفقدية إلى المؤسسة الاستشفائية المتخصصة سليم زميرلي بالحراش بالعاصمة، لمعاينة ظروف إجراء عمليات الختان التي تتم عادة في أواخر شهر رمضان، وعلى وجه أخص في ليلة 27.
وأكد الوزير في تصريحات إعلامية بأن دائرته الوزارية منعت منعا باتا عمليات الختان التي تجري في بعض المحلات والعيادات التي لا تتوفر على الشروط الأساسية المضمونة في المستشفيات، موضحا بأن الختان هو عمل طبي محض، ولا يمكن أن يتم خارج أطره الملائمة.
واستمع الوزير خلال تواجده بمستشفى زميرلي إلى الشروحات التي قدمها الطاقم الطبي الساهر على استقبال الأطفال لإجراء عمليات الختان، والمتكون من مختصين في الجراحة العامة والإنعاش والتخدير، فضلا عن شبه الطبيين، واستعرض المتدخلون الوسائل والإمكانيات المسخرة للتكفل بالأطفال، ولحمايتهم من المضاعفات الصحية التي تنجم عن نقص الرعاية الصحية.
وأكد عبد الحق سايحي في رده على استفسارات ممثلي وسائل إعلام بشأن ما شهدته ولاية باتنة مع بداية شهر رمضان جراء المضاعفات الخطيرة التي تعرض لها 12 طفلا بعد تنظيم عملية ختان جماعي من قبل إحدى الجمعيات الناشطة بالولاية، بأن ذلك ممنوع ولا ينبغي أن يحدث، لأن عمليات الختان يجب أن تجري في وسط استشفائي مهيئ بمختلف الشروط الصحية، وأن يشرف عليها طبيب مختص في الجراحة لضمان سلامة الأطفال.
ويذكر بأن 12 طفلا تعرضوا لتعقيدات صحية متفاوتة الخطورة بعد خضوعهم لعملية ختان جماعي تمت بإحدى قاعات الحفلات لمدينة مروانة بباتنة، بمبادرة من إحدى الجمعيات الخيرية، واستلزم الوضع إدخالهم إلى مستشفى المنطقة للتكفل بحالتهم، مع إحالة 10 أطفال من بينهم إلى غرفة العمليات، فضلا عن تقديم الإسعافات الطبية للباقين.
وكانت وزارة الصحة أعلنت العام الماضي عن حظر عمليات الختان الجماعي التي تتكفل بها الجمعيات وتتم خارج المستشفيات والمراكز الصحية العمومية والخاصة، وذلك بهدف الحفاظ على صحة الأطفال بعد أن تم تسجيل حوادث مأساوية في سنوات سابقة جراء عدم الالتزام بالتعليمات التي كانت تصدرها الوصاية وكذا المختصين.
كما شددت الوزارة على ضرورة أن يتم إخضاع الأطفال المعنيين للتحاليل الطبية اللازمة قبل عملية الختان، للتأكد من طبيعة الوضع الصحي للطفل، ومدى جاهزيته للخضوع إلى هذه العملية، علما أن التحاليل الطبية المسبقة سمحت وفق مختصين باكتشاف أمراض أصيب بها بعض الأطفال دون أن يتفطن لها الأولياء.
وجندت المؤسسات الاستشفائية والمراكز الصحية العمومية وسائل هامة استعدادا لإجراء عمليات الختان خلال شهر رمضان، إذ تفضل معظم الأسر أن تتزامن العملية مع العشر الأواخر للشهر الفضيل، كما سهرت ذات المصالح على التكفل بالعائلات المعوزة، التي استفادت من إجراء التحاليل الطبية لأطفالها على مستوى المخابر التابعة للمستشفيات
المعنية. لطيفة بلحاج
