أكد مدير التعليم الابتدائي بوزارة التربية الوطنية ضيف الله امحمد أمس بأن نظام التقويم السابق لنهاية المرحلة الابتدائية لم يكن يقدم معطيات صحيحة حول مستوى كل تلميذ، كاشفا بأن حوالي 48 بالمائة من التلاميذ المنتقلين إلى السنة الأولى متوسط، كانوا يغادرون مقاعد الدراسة في نهاية الطور الإكمالي بسبب نظام التقويم القديم.
وأكد مدير التعليم الابتدائي بوزارة التربية لدى نزوله ضيفا على القناة الإذاعية الأولى، بأن المرجعية العامة للمناهج لسنة 2009 تحدد بدقة طبيعة التقويم الذي يجب أن يرافق التلاميذ في المراحل التعليمية الثلاثة، والقائم أساسا على جمع معطيات حول التعلمات التي يكتسبها التلميذ وتحليلها.
وأضاف المتدخل بأن تقييم المكتسبات لنهاية التعليم الابتدائي كان يعتمد سابقا على كشف نقاط يتضمن ثلاث مواد فقط، وكان يهدف إلى ترتيب التلاميذ بناء على المعدل العام المحصل عليه في الشهادة، و كذا على نسبة النجاح في كل منطقة، وهي المعطيات الوحيدة التي كان يوفرها التقويم السابق.
وكانت كشوف النقاط تنتهي بتعبيرات لغوية، دون أن تعكس المستوى الحقيقي للتلميذ، يضيف المصدر، وكان النظام القديم يساعد الجميع، لأنه كان يضمن نتائج جيدة لأغلب الممتحنين، وكانت نسبة الانتقال إلى السنة الأولى متوسط لا تقل عن 93 بالمائة.
وأكد مدير التعليم الابتدائي بأن استقرار نسبة الانتقال إلى الطور الثانوي عند نفس المستوى خلال الجائحة رغم إلغاء امتحان شهادة الابتدائي سنتي 2019 و2020 جعل الوصاية تتساءل عن الجدوى منه، قبل أن يتبين بأن نظام التقويم السابق لم يكن يسمح بجمع المعطيات الخاصة بكل تلميذ لتحليلها، عدا نسب النجاح التي تستعمل في ترتيب التلاميذ، وفي مقارنة النتائج المحققة مع سنوات ماضية.
وأكد المصدر بأن حوالي 48 بالمائة من التلاميذ الناجحين في شهادة التعليم الابتدائي كانوا يخفقون في المرور إلى الطور الثانوي، ويغادرون مقاعد الدراسة كل سنة مع نهاية المرحلة الإكمالية بسبب ضعف نظام التقويم الذي كان معتمدا.
ويرى الإطار بالوزارة بأن حصر التقويم في ثلاث مواد فقط، قلل من أهمية باقي المواد لدى الأساتذة، فأضحت لا تدرس بالشكل المناسب، وصار التلاميذ ينتقلون إلى المتوسط بتعلمات لا يمكن الاعتماد عليها، زيادة على إهمال الجانب الشفهي في امتحانات شهادة التعليم الابتدائي، التي كانت تقوم على الحفظ واسترجاع المعلومات كما هي، مع أن عديد التلاميذ يواجهون صعوبات في المشافهة.
ويرتكز تقويم المكتسبات الجديد على 9 عناصر أساسية، وفق المسؤول بوزارة التربية الوطنية، من أهمها التقييم الشامل لكل المواد بدل ثلاث مواد فقط، والتماس كل الكفاءات داخل المواد نفسها، بإدراج لأول مرة التقييم الشفهي والأداء في القراءة وترتيل القرآن، كما أنه يعد نظاما مدمجا لا يفصل بين فترات الدراسة و الامتحانات.
وأضاف المتدخل بأنه بدل القيام بفرز الأطفال وترتيبهم وفق النتائج المحققة، سيتم تشخيص الصعوبات والنقائص التي تواجه كل تلميذ، قصد تصحيحها بفضل النظام الجديد، الذي سيسمح بالتخلي على نظام النقطة المجحف الذي تجاوزته العديد من الأنظمة التعليمية في العالم.
وبرر المتحدث طول فترة الامتحان الخاصة بتقييم المتكسبات، بالأهداف المتوخاة من العملية، والمتمثلة أساسا في معالجة الاختلالات التي قد تظهر على المتعلم أثناء فترة التقويم، وعند بلوغ المستوى المتوسط، عن طريق البطاقة التي سترافق كل تلميذ وما ستتضمنه من ملاحظات، على أن يتم احتساب معدلات الفصول الثلاثة للانتقال إلى الطور المتوسط.
وقامت وزارة التربية الوطنية وفق المصدر، بتكوين حوالي 80 ألف متدخل لتنظيم هذه الامتحانات، التي ستتوج بتسليم شهادة تتضمن توصيفات لمستوى التلميذ في كل مادة، زائد دفتر يتضمن معطيات حول مستوى تملك الكفاءات في جميع المواد المقررة، مع تحديد الخلل المسجل بدقة. لطيفة بلحاج