أكدت مجلة الجيش، في عددها الأخير، أن الاستمرار على نهج التغيير وإنجاح المسيرة التنموية الشاملة، يقتضي قطع الطريق أمام المشوشين ومجابهة التطرف بشتى أنواعه من خلال تجند ومشاركة جميع الفاعلين وعلى مستويات مختلفة، بدءا بالأسرة والمدرسة، مضيفة أن محاولات الترويج لمظاهر التطرف ستبوء حتما بالفشل.
وجاء في افتتاحية مجلة الجيش في عددها لشهر ماي تحت عنوان» الشعب الجزائري لا يلدغ من جحر مرتين»، أنه «في وقت خطت فيه بلادنا أشواطا معتبرة على نهج التغيير المنشود، تحاول دوائر معادية استهداف أمن واستقرار الوطن، عبر نشاطات علنية مشبوهة ومغرضة لأصوليين يريدون عبثا استنساخ الأساليب الخبيثة ذاتها التي كانت سببا في المأساة الوطنية خلال تسعينيات القرن الماضي، منها نشر خطاب متطرف».
وأكدت مجلة الجيش، أن «الدولة لن تتسامح أبدا أمام هذه المحاولات البائسة وستقف لها بالمرصاد، مثلما أكده السيد الفريق أول رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، قائلا: «... ليعلم هؤلاء المتطرفون أن ذلك الزمان قد ولى إلى غير رجعة وأن مؤسسات الدولة الراسخة لن تسمح بأي حال من الأحوال بعودة هؤلاء المغامرين الذين كادوا أن يدفعوا بالبلاد إلى الهاوية وأن يتسببوا في انهيار أركان الدولة الوطنية، التي ضحى من أجلها الملايين من الشهداء الأبرار».
وأكدت افتتاحية مجلة الجيش، أنه «مهما يكن من أمر، فإن الجزائريين لن يلدغوا من جحر مرتين ولن تنطلي الخديعة مرة أخرى على شعبنا بحكم أنه أصبح أكثر وعيا وإدراكا لنوايا المغامرين ولمخططات دوائر لم تستسغ أبدا التوجه الوطني الجديد الذي تسلكه بلادنا، والذي مكنها في ظرف زمني قصير من تحقيق إنجازات معتبرة على الصعيد الداخلي، سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وعلى الصعيد الخارجي حيث استعادت دورها المحوري قاريا ودوليا».
ومن ثم فإن الاستمرار على نهج التغيير وإنجاح المسيرة التنموية الشاملة-كما أضافت-،» يقتضي قطع الطريق أمام المشوشين ومجابهة التطرف بشتى أنواعه من خلال تجند ومشاركة جميع الفاعلين وعلى مستويات مختلفة، بدء بالأسرة والمدرسة».
وأكدت المجلة أن» محاولات الترويج لمظاهر التطرف ستبوء حتما بالفشل، طالما أن شعبنا الأبي قد طوى صفحة الماضي الأليم إلى الأبد ولا يمكنه بأي حال من الأحوال أن يعود مرة أخرى إلى سنوات الدم و النار».
وذكرت افتتاحية مجلة الجيش أن «التطرف العنيف ظاهرة خطيرة تغذي الإرهاب في أحيان كثيرة، كما تقوض السلام والأمن والتنمية المستدامة وحقوق الانسان ولا يمكن أن يكون أي بلد بمنأى عن آثارها الوخيمة، فقد سبق أن شهدت بلادنا خلال تسعينيات القرن الماضي تنامي هذه الظاهرة الغريبة عن مجتمعنا المعروف بوسطيته وتسامحه وتحول هذا التطرف العنيف إلى إرهاب».
وذكرت أن «الجزائر خاضت لوحدها على مر عشرية من الزمن حربا ضروسا على الإرهاب، وواجهت استراتيجية خبيثة استهدفت تفكيك الدولة، إلى أن تمكنت من القضاء عليه بفضل تضحيات جسام قدمها الجيش الوطني الشعبي والأسلاك الأمنية الأخرى مسنودا بالشعب، فأضحت بلادنا رائدة في المجال ومثالا يحتذى به على المستوى القاري والدولي أيضا، حيث اكتسبت اعترافا وتحولت إلى مقصد للعديد من الوفود الأجنبية التي سعت للاستفادة من هذه التجربة في إطار التعاون الدولي في مجال مكافحة الإرهاب».
وأكدت المجلة أن «الجزائر أدركت مبكرا أخطار الظاهرة الإرهابية وخلفياتها وأبعادها، مثلما أكده رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، السيد عبد المجيد تبون قائلا «إن الجزائر تمكنت في تسعينيات القرن الماضي من مواجهة ودحر شرور الإرهاب وسط غياب شبه كلي للدعم المادي والمعنوي المنتظر من المجتمع الدولي، تواصل اليوم بنفس الروح جهودها الرامية لمساندة أشقائها في جوارها المباشر على الصعيد القاري في حربهم ضد التطرف العنيف والإرهاب، مسترشدة في ذلك بتجربتها المريرة والناجحة في ذات الوقت».
و أشارت المجلة إلى أنه «أمام تراجع اهتمام المجموعة الدولية بظاهرة الإرهاب رغم طابعها العالمي المتجدد والمتغير، تغتنم الجزائر كل مناسبة في المنابر الدولية المختلفة لتنبه المجتمع الدولي بالتهديدات المتزايدة وبخطورة الظاهرة على السلم والأمن العالميين، سيما في منطقة الساحل وجنوب الصحراء، وتدعو إلى تكثيف التعاون عبر الآليات المتوفرة، سواء على المستوى القاري أو الأممي واعتماد مقاربة شاملة قائمة على ثنائية الأمن والتنمية».
وعلى هذا الأساس، -تضيف المجلة-» وكما أكده السيد الفريق أول السعيد شنقريحة رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، فإن الجزائر واجهت ظاهرة الإرهاب بحزم وحذرت العالم برمته من نتائجها المدمرة والوخيمة وتمكنت باعتراف الجميع، من دحر الإرهاب وقبر مشروعه الظلامي بفضل الاستغلال العقلاني لمقوماتها وإمكانياتها وتجارب شعبها المكتسبة خلال الثورة التحريرية المظفرة».
مراد - ح