أبدى رئيس الوفد رفيع المستوى من المعهد السياسي الاستراتيجي بنيجيريا، إيمانويل مامان، انبهاره وإعجابه الكبير بالمنشآت البترولية بالقاعدة الصناعية بسكيكدة، بما يعكس ما حققته الجزائر من تطور في هذا المجال، متمنيا أن ينعكس ذلك على آفاق الشراكة والتعاون بين البلدين.
الوفد الذي حل يوم الخميس بسكيكدة، زار عددا من المنشآت الصناعية بالقاعدة البترولية، بداية من مركب تكرير البترول سكيكدة RA1/K، أين أبرزت والية الولاية، حورية مداحي، قدرات وكفاءات الإطارات الجزائرية في تحقيق الأهداف الصناعية المنشودة من خلال خلق مجالات التطوير والتنوع الصناعي وتحقيق الإقلاع الاقتصادي .
وبقاعة المؤتمرات استمع الوفد إلى عرض قدمته إطارات المركب حول مصفاة البترول وطريقة عمل مختلف الوحدات التابعة له، مع تقديم الشروحات الكافية لأعضاء الوفد وتعريفهم بجملة المواد المصنعة به من وقود بمختلف أنواعه، وطرق إنتاجها وتوزيعها و كذا تسويقها محليا وتصديرها إلى الخارج .
كما تم تقديم شروحات حول التساؤلات المطروحة بخصوص عملية التوزيع التي تتم بطرق مختلفة سواء عبر الأنابيب أو البواخر .ويعد مركب تكرير البترول بسكيكدة المساهم الأكبر في السوق الوطنية في مجال المحروقات بنسبة 67 بالمئة، بطاقة إنتاج تقدر بـ 16.5 مليون طن سنويا من مختلف المنتوجات، بتسيير من إطارات جزائرية 100 بالمئة .
كما قام الوفد بزيارة ميدانية لجميع الوحدات التابعة للمركب قبل الوقوف بقاعة التحكم المركزية، أين قدمت له شروحات حول كيفية تسيير ومراقبة عمل هذه الوحدات وتأمينها، وفي ختام المحطة الأولى من الزيارة تم القيام بعملية غرس فسيلات بعض الأشجار بساحة المركب في موقف رمزي بحضور جميع أعضاء الوفد من الجانبين الجزائري والنيجيري .
كما كان مركب البتروكيمياء CP2/K الذي دخل الإنتاج في 2005، المحطة الثانية من الزيارة، حيث يختص هذا المركب الحيوي في إنتاج البولي ايتيلين ذات الكثافة العالية بطاقة تقدر بـ 130 ألف طن سنويا، حيث يضمن تلبية ثلثي احتياجات السوق المحلية في مجال تحويل البلاستيك لاستعماله في مختلف الصناعات على غرار صناعة البيوت البلاستيكية الفلاحية، وصناعة الأنابيب الموجهة للري والغاز ذات الكثافة العالية، وإنتاج الأكياس البلاستيكية، وقارورات وخزانات المياه، بالإضافة إلى قطع غيار السيارات .
واستمع الوفد خلال جلسة دامت حوالي 30 دقيقة، إلى عرض كامل عن المركب وشروحات حول طريقة عمل مختلف الوحدات الإنتاجية التابعة للمركب، الذي يسير منذ سنة 2007 بكفاءات جزائرية محضة باعتباره الوحيد في الجزائر المختص في مجال الصناعة البيتروكيماوية.
وكان المعهد الجزائري للبترول ببلدية فلفلة آخر محطة في زيارة الوفد، حيث استمع إلى عرض عن هذا المعهد الذي دخل الخدمة سنة 1981 وهو واحد من أصل 4 متواجدة بالتراب الوطني، مختصة في مجال المحروقات وتعمل على تكوين وتطوير عمال شركة سوناطراك.
وتم تقديم الشروحات اللازمة حول مجالات التكوين المتاحة بالمعهد على غرار تكرير البيتروكيمياء، تمييع الغاز، نقل المحروقات، الصيانة الصناعية، الكهرباء الصناعية، التجهيزات الصناعية، الميكانيك والأمن الصناعي، كما تم الوقوف على المخابر التابعة للمعهد الذي يضمن استيعاب 400 ممتهن يؤطرون بكفاءات جزائرية ذات خبرة عالية .
وفي ختام الزيارة، استحسن أعضاء الوفد النيجيري الجهود المبذولة من أجل ضمان وتعزيز الصناعات البترولية، مثمنين الاعتماد التام على الكفاءات الجزائرية في التسيير والتأطير، كما عبروا عن تطلعهم لآفاق أرقى وأحسن لقطاع المحروقات.
كمال واسطة