طوّرت الهيئة الوطنية للرقابة التقنية للبناء منصة رقمية خاصة تسمح بتدخل فوري وسريع لتقييم وتحليل أثار الزلازل ونقل النتائج مباشرة للسلطات المعنية من أجل التدخل في أسرع وقت ممكن واتخاذ القرار المناسب.
المنصة الرقمية التي تحمل اسم " ديما" والتي طورتها الهيئة الوطنية للرقابة التقنية للبناء بالتعاون مع البروفيسور، أحمد مباركي، من فرنسا عرضت أمس من طرف ممثلة الهيئة نبيلة طاهرات ، عبر مداخلة لها في اليوم الثاني من الملتقى الدولي حول " الحد من مخاطر الزلازل" المنظم من طرف وزارة السكن والعمران والمدينة بالمركز الدولي للمؤتمرات عبد اللطيف رحال.
وحسب السيدة طاهرات، فإن هذه المنصة الرقمية تسمح بتقييم الأضرار الناجمة عن الزلازل عن طريق مهندسي الهيئة الوطنية للرقابة التقنية للبناء الذين يخرجون إلى الميدان عند وقوع آي زلزال حيث يقومون بتفقد المباني المتضررة وما إذا كانت صالحة لإعادة الإسكان بشكل مباشر أم لا؟.
وتضيف المتحدثة بأن هذا التقييم كان يجرى عن طريق البطاقات الورقية حيث تجمع الفرق المكلفة بذلك كافة المعلومات وعندما تعود في نهاية اليوم إلى مركز القيادة تعمل على تقييم وتحليل هذه المعلومات لمعرفة كم عدد البنايات التي أشر عليها باللون الأخضر واللون البرتقالي و اللون الأحمر.
أما عبر المنصة الرقمية الجديدة اليوم فإن هذا التقييم يجرى مباشرة عبر الانترنيت حيث تزود الفرق التقنية بلوحات رقمية وتقوم من الأماكن المتضررة بنقل المعلومات وصور وأرقام البنايات ومواقعها مباشرة إلى مركز القيادة، هذا الأخير يحللها ويقيمها في الحين ويعطي المعلومات الضرورية للسلطات المسؤولة في ظرف قياسي، ما يسمح لها باتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب بخصوص إعادة إسكان القاطنين بها أم لا، قبل رجوع الفرق التقنية في المساء.
وتضيف ممثلة الهيئة الوطنية للرقابة التقنية بأن البروفيسور مباركي أدخل خاصية جديدة حيث أنشأ "محركا حسابيا" يسمح للمهندس بالتقييم الإجمالي للبناية محل المعاينة، هذا المحرك يؤطر عمل المهندس بشكل كلي في جميع جوانبها، وعلى المهندس المقارنة بين ما أعطاه المحرك الرقمي من نتائج وما لاحظه عند المعاينة الميدانية.
وحسب المتحدثة فقد أدخل عاملا جديدا على المنصة يسمى بـ" محاكي التدريب" الذي يساعد المهندسين حتى يتعلموا بشكل ذاتي، حيث يمدهم بمجموعة من الصور الخاصة بالأضرار ويصنفها حسب محرك الضرر، وهكذا يمكن للمهندس أن يكسب التقنية الخاصة بمعرفة الأضرار التي تصيب مختلف مفاصل أي بناية.
ويتمثل دور محاكي التدريب في تنمية ردود الأفعال لدى المهندس حيث وقبل وقوع الكارثة يكون المهندس على دراية بما سيقع، فيذهب مباشرة إلى رد الفعل اللازم اتخاذه بناء على ما وقع وليس التفكير فيما يقوم به، أي يذهب مباشرة للحل.
و على هذا النحو فإن المحرك الرقمي ومحاكي التدريب يساعدان المهندس على تعلم كل الحالات الطارئة، ويمكنه بسهولة القيام برد فعل سريع اتجاه الكارثة ولا يبقى يفكر في الحل، و يمكنه مباشرة من معرفة الضرر، بمقارنة ما درسه وبين الصورة التي وصلته من ميدان الكارثة.
وقد استغرق وضع هذه المنصة الرقمية مدة عام كامل حيث بدأ الاشتغال عليها في جانفي من العام 2021 وانتهى في ديسمبر من نفس العام، وحسب المدير العام المساعد، للهيئة الوطنية للرقابة التقنية للبناء، إبراهيمي علي، فإن الهدف من هذه المنصة في المقام الأول هو رقمنة بطاقة تقييم الأضرار الشيء الذي يسمح للسلطات المعنية من أخذ القرار المناسب بخصوص وضعية كل بناية متضررة من الزلزال في أسرع وقت ممكن.
وحسب ذات المتحدث فقد تم إدماج الذكاء الاصطناعي في العملية لمساعدة المهندسين في عملهم، كما أكد أن المنصة دخلت حيز الخدمة منذ شهور، وقد أجريت عليها تجارب محاكاة على خمسة أحداث على المستوى الوطني و أعطى نتائج جيدة.
ونشير أن مسألة تسيير مرحلة ما بعد وقوع الكوارث الطبيعية سواء الزلازل أو الفيضانات أو الحرائق قد نالت حيزا معتبرا من مداخلات الخبراء في هذا الملتقى لما لها من أهمية في تسيير الكارثة ككل و الوصول إلى مرحلة التعافي.
إلياس -ب