أكد خبراء ومحللون ، أمس، أن الجزائر لها سمعة ومصداقية في المساهمة في حل النزاعات الدولية و لديها مركزا مرموقا على المستوى الدولي يؤهلها للحصول على مقعد غير دائم في مجلس الأمن، واعتبروا أن الجزائر تحظى بثقة المجتمع الدولي وينتظر منها أن تلعب دورا أساسيا ومفصليا وحيويا في حل النزاعات المختلفة وذكروا أنها تحاول دائما البحث عن الحلول السياسية للأزمات، بعيدا عن الحروب و التدخلات العسكرية ، حيث تعتبر الوساطة الجزائرية دائما مقبولة من كل الأطراف.
و اعتبر أستاذ القانون الدولي العام بكلية الحقوق بجامعة الجزائر 1 البروفيسور العايب علاوة، في تصريح للنصر، أمس، أن الجزائر لديها حظوظا كبيرة للحصول على مقعد غير دائم في مجلس الأمن وقد سبق لها أن احتلت هذا المقعد منذ سنوات خلت.
وأوضح أن الجزائر لديها عقيدة دبلوماسية معروفة وتحظى بثقة المجتمع الدولي ولها وزن وثقل في إفريقيا والعالم العربي و على مستوى منظمة المؤتمر الإسلامي و لها سمعة ومصداقية في المساهمة في حل القضايا الدولية، سواء في إفريقيا أو الوطن العربي أو في أماكن أخرى و منتظر منها أن تلعب دورا أساسيا ومفصليا وحيويا في مجلس الأمن.
وأشار إلى تثمين الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عاليا دور الدبلوماسية الجزائرية في دعم استقرار كل من ليبيا ومالي ، خلال لقائه وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أحمد عطاف.
وأوضح البروفيسور العايب علاوة، أن الجزائر ستحظى بالموافقة الكاملة من المجموعات الجيوسياسية المختلفة، سواء على مستوى الاتحاد الأفريقي أو الجامعة العربية أو منظمة المؤتمر الإسلامي ، مضيفا أن الجزائر لديها مركزا مرموقا على المستوى الدولي، يؤهلها لأن تتبوأ هذا المقعد في مجلس الأمن وحتى الدول التي لديها حق الفيتو تنتظر من الجزائر دورا أساسيا في حل النزاعات الإقليمية المختلفة ، وأكيد أنها ستلعب دورا إيجابيا في ظل الصراعات المحتدمة و سيكون تأثيرها إيجابيا على مستوى العلاقات الدولية وبؤر التوتر المتواجدة هنا وهناك.
ومن جانبه ، أوضح أستاذ العلوم السياسية و العلاقات الدولية، بجامعة الجزائر 3، الدكتور رضوان بوهيدل في تصريح للنصر، أمس، أن التحولات الجيوسياسية والإقليمية والدولية الكبيرة، تفرض على الجزائر التواجد و التموقع على المستوى الإقليمي والدولي ، حيث أنها تسعى لتكون واحدة من الأعضاء غير الدائمين في مجلس الأمن، حتى تتمكن من فرض موقفها وتكون قريبة من مركز صنع القرار العالمي وهو مجلس الأمن، وأشار إلى دعم الاتحاد الافريقي والجامعة العربية وبعض الدول الصديقة ، ترشح الجزائر للعضوية غير الدائمة في مجلس الأمن.
وأضاف في هذا الإطار، أن الجزائر لديها السمعة الكافية لتكون محل ثقة دول العالم للحصول على مقعد غير دائم في مجلس الأمن.
واعتبر أستاذ العلوم السياسية و العلاقات الدولية، أن الجزائر غابت كثيرا واليوم هي تستدرك من خلال حركية وديناميكية كبيرة في النشاط الدبلوماسي الجزائري، مع إنزال دبلوماسي كبير خلال ال3 سنوات الأخيرة.
وأشار الدكتور رضوان بوهيدل من جهة أخرى، إلى اللقاءات الماراتونية التي أجراها وزير الخارجية أحمد عطاف في نيويورك لحشد التأييد الدولي بالنسبة لترشح الجزائر .
وأضاف أن الترشح لمثل هذه المقاعد على المستوى العالمي يحتاج إلى استراتيجية وإمكانيات وحشد حلفاء من كل الأقطاب في العالم وهو عمل يمتد لأشهر.
كما أشار أستاذ العلوم السياسية و العلاقات الدولية، إلى أن مواقف الجزائر واضحة حول مختلف القضايا وهي تمارس الحياد الإيجابي تجاه عدد كبير من القضايا، لكن تتدخل عند الضرورة لحل النزاعات وتحاول دائما البحث عن الحلول السياسية بعيدا عن الحروب و التدخلات العسكرية ولاسيما التدخلات الأجنبية التي زادت من تأجيج وتأزيم الأوضاع في إفريقيا.
وأوضح أن الجزائر لم تأت بروتوكوليا للحصول على مقعد في مجلس الأمن لتصدر المشهد الإعلامي، بل جاءت لتعمل وتساهم في إحلال السلم والأمن الدوليين، في العالم و إفريقيا والوطن العربي، وقال أن مجلس الأمن هو الذي سيكسب بحصول الجزائر على عضوية غير دائمة.
وذكر أن الوساطة الجزائرية دائما مقبولة من كل الأطراف فيما يخص حل مختلف النزاعات ، حيث تضع الجزائر نفسها على نفس المسافة مع كل الأطراف. مراد –ح
