الجمعة 8 نوفمبر 2024 الموافق لـ 6 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

الرئيس تبون يؤكد من روسيا رغبة الجزائر في انتزاع مكانة متقدمة إقليميا ودوليا: زيارة استثنائية بأبعاد جيوستراتيجية

* خبراء: الجزائر أصبحت تلعب دورا مهما في الساحة الدولية

لا إملاءات ولا ضغوطات على الجزائر لرسم سياستها الخارجية
عكست زيارة رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، إلى روسيا  التي اختتمت أمس، رغبة الجزائر في تقوية العلاقات الإستراتيجية مع عديد الدول وسعيها لتوسيع الشراكة وتحصيل مكانة متقدمة إقليميا ودوليا بالانضمام إلى تكتل «بريكس» الاقتصادي، وقد أبرز الرئيس تبون، حرص الجزائر على تجاوز الاستقطاب في العلاقات الدولية والانخراط في منظومة دولية بعيدة عن التجاذبات والضغوطات الممارسة لفرض أجندات ومواقف دولية، وهو ما ترفضه الجزائر المتمسكة بسيادة قرارها والساعية دوما إلى تحقيق السلم في العالم وإسكات لغة السلاح.

صنعت الزيارة التي قام بها رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، إلى روسيا الحدث عربيا ودوليا خاصة  وأنها جاءت في وقت تسعى فيه دول إلى فرض منطقها في العلاقات الدولية وهو ما ترفضه الجزائر التي تراهن في علاقتها الدولية على النواحي التاريخية، وترفض أن تكون المصالح الإستراتيجية نتيجة حسابات وقرارات تأتي من الخارج، وهو ما عكسه قرار الجزائر وموسكو الانتقال إلى مرحلة الشراكة الإستراتيجية المعمقة التي تسمح بتعزيز العلاقات الثنائية، وتعكس رغبة للاستجابة للتطور السريع للعلاقات الودية والوثيقة بين البلدين في جميع المجالات، سواء تلك المتعلقة بتطوير حوار سياسي، وتوسيع التعاون التجاري والاقتصادي والعسكري والتقني، أو العلاقات الإنسانية والثقافية التعليمية.
ويؤكد خبراء في العلاقات الدولية، بأن زيارة الرئيس تبون إلى الجزائر تعد غير مسبوقة بالنظر إلى توقيتها والرسائل التي حرص الرئيس على توجيهها للجهات التي تتحدث عن ضغوطات تمارس على الجزائر لمراجعة علاقاتها الدولية، حيث أكدت الجزائر على لسان رئيس الجمهورية أنها دولة ذات سيادة لا تقبل المساومة في قراراتها السيادية.
وقد أثنى رئيس فيدرالية روسيا، السيد فلاديمير بوتين، بسان بطرسبورغ، على شخص رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، بوصفه «زعيما يحترم مصالحه الوطنية». وقال الرئيس بوتين، خلال الجلسة العامة لمنتدى سان بطرسبورغ الاقتصادي، أن «جميع الحضور يفهمون ما معنى الوصول إلى موسكو والانضمام إلينا في هذا المنتدى. فخامة الرئيس الجزائري كزعيم  يحترم مصالحه الوطنية. لدينا علاقات ودية قديمة. نحن نحب الشعب الجزائري».
وتابع الرئيس الروسي إن لبلاده «علاقات ودية مع الجزائر و الدول الإفريقية و العربية وهي تضرب بجذورها إلى عشرات السنين»، لافتا إلى أن الرئيس تبون «أبدى اهتمامه بما يحدث في أوكرانيا و قال بشكل علني، خلال اللقاء، انه يدعو للسلام»، شاكرا جهود الجزائر في الوساطة و على «رغبتكم في دعم جهود التسوية السلمية للأزمة في أوكرانيا».
ووصف المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى منطقة الشرق الأوسط ودول أفريقيا، نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، زيارة الرئيس تبون إلى روسيا بـ”الحدث التاريخي”، وأكد على أنها “ناجحة وستساهم في تطوير العلاقات الودية بين البلدين”.
وصرح بوغدانوف لوكالة الأنباء الجزائرية بأن “هذه الزيارة في مستوى عال وهي مهمة جدا نظرا إلى برنامجها الكثيف والوفد الكبير المرافق للرئيس تبون، ونحن متأكدون من أنها ستكون موفقة وناجحة وستساهم في تطوير العلاقات الودية التقليدية وروابط الصداقة والتضامن بين الشعبين والبلدين”.
 الجزائر.. الوسيط المناسب لحل النزاع
وبرأي المتتبعين، فان هذه الزيارة تستند إلى عقلية الدبلوماسية الجزائرية، التي تتبنى مبدأ سياسة الحياد الإيجابي، في الملفات ذات النزاع الدولي. وتؤكد الجزائر في كل مناسبة أنها تضع نفسها على مسافة واحدة من الصراعات الدولية، ومنها الحرب الأوكرانية. ما يمكنها من لعب دور الوسيط المناسب لإنهاء النزاع بين البلدين.
وأعرب رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، من سان بطرسبورغ، عن أمله في أن يسود السلام والتكامل الثقافي والاقتصادي جميع دول العالم، مشيرا إلى أنه لا توجد حروب رابحة. وقال الرئيس تبون في حلقة نقاش خلال مشاركته كضيف شرف في أشغال منتدى سان بطرسبورغ الاقتصادي الدولي، أنه «لا توجد حروب رابحة، كل الحروب خاسرة».
وتابع قائلا: «أتمنى للبشرية الرقي والرفاه خاصة للشعوب الفقيرة (...) أعتقد أن الرئيس الروسي، السيد فلاديمير بوتين، معتدل جدا في مداخلاته وأستخلص من كلامه اليوم بأنه صديق لكل العالم، تماما كما الجزائر، إلا من يعادينا».
وقد حمل رئيس الجمهورية معه إلى الرئيس بوتين مقترح إمكانية التوسط بين دولتين تعتبرهما الجزائر بالصديقتين (روسيا وأوكرانيا) لحل الأزمة. وأعرب رئيس الجمهورية,  بموسكو, عن شكره لنظيره الروسي فلاديمير بوتين, لقبوله وساطة الجزائر في النزاع القائم بين روسيا الصديقة و أوكرانيا, مؤكدا أن هذه الثقة «ستكون في محلها».
وفي تصريح مشترك, أعرب رئيس الجمهورية عن شكره للرئيس بوتين على «رحابة صدره وقبوله توسط الجزائر بين الدولة الصديقة روسيا وأوكرانيا فيما يخص النزاع القائم حاليا بينهما». وبهذا الخصوص, أكد الرئيس تبون لنظيره الروسي أن هذه الثقة «ستكون في محلها».
من جهته, عبر الرئيس فلاديمير بوتين عن شكره للجزائر وللرئيس تبون على الاستعداد لتقديم جهود الوساطة في النزاع القائم بين بلاده وأوكرانيا. وبعد أن ذكر بأن الجزائر هي عضو في فريق الاتصال بالجامعة العربية حول أوكرانيا, أوضح الرئيس بوتين قائلا: «لقد شرحت للرئيس تبون الرؤية الروسية والأسباب الأولية لهذا النزاع والملابسات المتعلقة به».
وقد سبق وأن وجه الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل، بدعوة إلى الجزائر لتلقي بثقلها لإيجاد حل للأزمة الأوكرانية. وقال رئيس الجمهورية، في تصريح صحفي، أن الجزائر بامكانها لعب دور الوسيط في النزاع بين روسيا واوكرانيا، خاصة وان الجزائر تحتفظ بعلاقات طيبة مع أوكرانيا، وأكبر دليل على ذلك، إعادة فتحها لسفارتها في كييف مؤخراً. وبشكل واضح يؤكد محللون، بأن الزيارة هي ترجمة للسيادة الجزائرية وفلسفة دبلوماسيتها الخارجية، ولن تحمل أي تأثير سلبي على العلاقات الجزائرية الأميركية مستقبلاً.
   الجزائر تقترب من الانضمام لـ»بريكس» 
وكان ملف انضمام الجزائر إلى مجموعة «البريكس» الاقتصادية الكبرى، يعتبر من أبرز الأهداف الكبرى التي وضعها تبون نصب عينيه خلال هذه الزيارة. وقد شملت كلمته خلال اللقاء الذي جمعه بنظيره الروسي، ضرورة التعجيل في نظر دول مجموعة «البريكس» للطلب الذي تقدمت به الجزائر للانضمام إلى هذه المجموعة الاقتصادية. متحدثا عن عالم جديد يتفاعل اقتصاديا خارج هيمنة الدولار.ورافق الرئيس تبون العديد من الوزراء ومن المسؤولين الكبار ورجال الأعمال للمشاركة في فعاليات المنتدى الاقتصادي الدولي بسان بطرسبورغ، الذي بحث آليات بعث التعاون الاقتصادي والتجاري، وأكد رئيس الجمهورية  بأن هناك إمكانيات هائلة بين الجزائر وروسيا بخصوص التحول الذي تشهده مجالات التكنولوجيا والزراعة والسياحة والعلوم الدقيقة، وأن الإجراءات العملية التي تجسدت في إطار هذا المسار -منها إنشاء وكالة لترقية الاستثمار- وضعت من أجل مرافقة الراغبين في إطلاق مشاريعهم الاستثمارية من المتعاملين الجزائريين والأجانب.  
ع سمير

قوجيل يهنئ الرئيس تبون بنجاح زيارته إلى روسيا
تأكيــــد على رزانــــة وعقلانيـــة السياســــة الخارجيـــة الجزائريـــة
بعث رئيس مجلس الأمة، صالح قوجيل، أمس السبت برسالة إلى رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، هنأه من خلالها على النجاح الكبير الذي كلل زيارة الدولة التي أداها إلى فدرالية روسيا. واعتبر أن مقاربات الرئيس تبون «هي تجسيد لرزانة وعقلانية السياسة الخارجية الجزائرية التي تنبذ الهيمنة والقطبية والمصلحة المنفردة، وترافع من أجل التوازن والعدالة».    
وثمن قوجيل «بكل فخر واعتزاز مخرجات زيارة الدولة الناجحة» لرئيس الجمهورية إلى روسيا «وما تمخض عنها من مخرجات تجسد لقوة وعراقة العلاقات الثنائية المميزة الجزائرية الروسية، وتلك المرجوة على المدى المتوسط والبعيد».و أشاد رئيس مجلس الأمة بمقاربات الرئيس تبون المعلن عنها في منتدى سان بيترسبورغ الاقتصادي الدولي، ومطالباته بتجسيد مقاربة تشاركية وتضامنية لمواجهة التحديات التي يعرفها العالم «تأخذ في الحسبان مصالح الجميع وعلى رأسها الدول الفقيرة».و أبرز قوجيل أن هذه المقاربات جاءت ‘’لتؤكد أن الجزائر دولة ذات سيادة لا تقبل المساومة في قراراتها السياسية، علاوة على أنها تؤكد وضع نفسها على مسافة واحدة من الصراعات والنزاعات لتظل موئلا مفضلا وموثوقا ومرحبا به حين المبادرة لحلحلتها».
ومتوجها بالحديث إلى الرئيس تبون، تابع رئيس مجلس الأمة  قائلا: «لقد كنتم من ذوي العزم من الرجال والنساء الذين حملوا راية الشهداء والمثل النوفمبرية الخالدة خفاقة بين الأمم وأنتم تعلنون بالقول، نحن أحرار وسنبقى أحرارا في قراراتنا وتصرفاتنا، فبعثتم بذلك مواقف سياسية قوية تكرس استقلالية وسيادة القرار الوطني سياسيا واقتصاديا وعدم خضوعه لإملاءات أي كان».
ومن ذات المنظور، نوه رئيس الغرفة العليا للبرلمان، بـ «المصداقية الواسعة والثقة البالغة اللتان تحظى بهما الجزائر بقيادة رئيس الجمهورية لدى المجموعة الدولية، والذي وفق بالمضي قدما وفق خطوات دقيقة وسلسة نحو حجز مكانة مرموقة لبلادنا في المشهد الجيوسياسي العالمي، بما يتلاءم مع عراقة تاريخنا ونبل قيمنا وأهمية مقدراتنا».
و خلص قوجيل للقول بأن الجزائر «تنسج علاقاتها مع الدول التي تقدرها، عصية على من يكن العداء لها، فأضحت جبلا راسيا وصوتا جهوريا في المحافل كافة، جزائر يعود فيها نوفمبر في أكبر تجلياته عنوانا للاستقلالية في القرار ورمزا للتضحية والوطنية».

خبراء يؤكدون أنها خطت خطوة عملاقة للانضمام إلى "بريكس"
الجزائــر أصبـح لهـا دور مهم علـى المستـوى الجيوستراتيجـــي
اعتبر خبراء ومحللون، أمس، أن الزيارة التي قام بها رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون إلى روسيا، كانت زيارة مهمة و ناجحة و لها نتائج جد إيجابية، كما أنها حملت الكثير من  الرسائل و الدلالات ، سواء كانت رسائل سياسية أو استراتيجية واعتبروا أن الجزائر أصبح لها دور على الخارطة الجيوسياسية ودور  مهم على المستوى الجيوسياسي والجيوستراتيجي وخاصة بعد التموقع الجديد، وأبرزوا المكانة التي تحتلها الجزائر وهي مكانة مرموقة ويحسب لها ألف حساب اليوم على الصعيدين الدولي والإقليمي.

وأوضح المستشار الدولي في التنمية الاقتصادية عبد الرحمان هادف في تصريح للنصر، أمس، أن زيارة رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون إلى روسيا، كانت زيارة مهمة وناجحة بالنسبة  للتوجه الجديد للجزائر للتموقع على الخارطة الجيوسياسية في العالم، مضيفا أن كثافة نشاطات رئيس الجمهورية، خلال هذه الزيارة يوحي على مدى أهميتها من الجانب السياسي وكذا من الجانب الاقتصادي، حيث كانت فرصة لعقد الكثير من اللقاءات والحضور إلى منتدى أعمال جزائري روسي وأيضا الحضور إلى المنتدى الاقتصادي الدولي بسان بطرسبورغ وهذا يدل -كما أضاف- على أهمية هذه الزيارة والرسائل التي تم طرحها خلالها ومن بينها أن الجزائر اليوم هي متفتحة لكل الشراكات وتعمل مع كل الأطراف في إطار منظومة عالمية جديدة عادلة وأيضا تحترم  سيادة الدول وتحترم مصالح الدول.
وقال في هذا الشأن، إن الرسالة كانت واضحة وفي نفس الوقت كانت فرصة للتأكيد على أهمية تسريع انضمام الجزائر إلى تكتل «بريكس» والذي تعول الجزائر من خلاله على الذهاب في شراكات وتحالفات اقتصادية ذات مستوى عالي تمكنها من وضع الأسس لنموذج تنموي جديد متنوع ومستدام وهذا من خلال تبادل التجارب والعمل في إطار تشاركي مع الدول المشكلة لهذا التكتل وخاصة أن التكتل يعمل اليوم على إحلال توازنات خاصة فيما يتعلق بالمنظومة المالية.
واعتبر أن ملف الانضمام إلى مجموعة «بريكس» في خطوات مهمة، خاصة مع ترحيب روسيا وثقلها على مستوى التكتل وكذلك الصين وبالتالي ستكون استجابة لدول بريكس في الأشهر القادمة، سيما وأن هناك اجتماع دول بريكس في أوت القادم في جنوب إفريقيا، حيث ستكون فرصة لدراسة طلب الجزائر الذي أودعته للالتحاق بهذا التكتل على غرار دول أخرى ،  وأضاف أن هناك اليوم إمكانية التحاق العديد من الدول وأبرزهم الجزائر لما تزخر به من مقومات على المستوى الاقتصادي وثقلها الجيوسياسي على  المستوى القاري والوطن العربي.
كما أكد المستشار الدولي في التنمية الاقتصادية أن زيارة رئيس الجمهورية إلى روسيا، كانت جد إيجابية بالنسبة للجزائر على  الصعيد الجيوسياسي وكذا على المستوى الثنائي، لأنها سمحت بدراسة الكثير من المواضيع وإبرام العديد من الاتفاقيات وفتحت آفاقا جديدة للارتقاء بالشراكة الجزائرية الروسية إلى مستويات أعلى، خاصة وأن مستوى التبادلات التجارية لا يرقى إلى مستوى العلاقة الاستراتيجية والتي أصبحت اليوم معمقة، مشيرا في هذا الصدد، إلى أهمية وضع الآليات التي تسمح بتطوير التبادلات وجعلها تندرج في سياق تعاون اقتصادي لافتا إلى وجود آفاق واعدة في مجالات مثل المجال الفلاحي والصناعة التحويلية والصناعة الميكانيكية والصناعة الصيدلانية والاقتصاد الرقمي واقتصاد المعرفة، فكلها مجالات يمكن أن يكون فيها تعاون وشراكات مربحة للطرفين ويمكن أن تبنى عليها مشاريع أخرى على المستوى الإقليمي خاصة على مستوى القارة الإفريقية.
من جانب آخر، أوضح أن الجزائر كانت لها كلمة منذ مدة وهي  أول دولة طالبت بإعادة النظر في النظام الاقتصادي العالمي على منصة الأمم المتحدة من طرف الرئيس الراحل هواري بومدين واليوم أصبح لها دور على الخارطة الجيوسياسية وخاصة بعد التموقع الجديد وانضمامها إلى مجلس الأمن الدولي والعمل الذي تقوم به على مستوى الاتحاد الإفريقي والنشاط  الذي قامت به في السنتين الأخيرتين على مستوى الجامعة العربية وبالتالي أصبح دور الجزائر مهما على المستوى الجيوسياسي والجيوستراتيجي والذي يمكنها أن تأخذ مكانتها وهي مكانة طبيعية في السنوات القادمة.
زيارة رئيس الجمهورية إلى روسيا كانت ناجحة
ومن جانبه، اعتبر الخبير الاقتصادي البروفيسور مراد كواشي في تصريح للنصر، أمس، أن زيارة رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون إلى روسيا كانت زيارة ناجحة بامتياز، لافتا إلى أن العلاقات بين الجزائر وروسيا هي علاقات تاريخية، حيث كان هناك توافق دائم في مختلف القضايا الدولية إلى جانب وجود تعاون دبلوماسي بين البلدين على أعلى مستوى .
وأضاف البروفيسور مراد كواشي، أن زيارة رئيس الجمهورية، في مثل هذه الظروف الدولية والتي تشهد ضغوطا كبيرة على روسيا، هي زيارة لتأكيد العلاقات الاستراتيجية، كما أنها جاءت لرفع مستوى العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، مشيرا إلى استعراض رئيس الجمهورية بالمناسبة للإصلاحات الأخيرة التي اعتمدتها الجزائر، خاصة إطلاق قانون جديد للاستثمار والترويج للجزائر كمجال خصب للاستثمارات الروسية.
وأوضح الخبير الاقتصادي، أن هناك مجالات كبيرة للتعاون و من أهمها قطاع الطاقة، حيث يمكن للجزائر الاستفادة من التجربة والتكنولوجيا الروسية خاصة في مجال الطاقات النظيفة بالإضافة إلى المجال الصناعي، صناعة السيارات وكذا قطاع المناجم حيث تتوفر روسيا على تكنولوجيا كبيرة وصناعة متطورة في مجال استغلال المناجم والمعادن، كما أن الجزائر لديها ثروات منجمية ومعدنية كبيرة جدا غير مستغلة ويمكن الاستفادة من التجربة  الروسية في هذا الإطار إلى جانب قطاع الفلاحة.
وقال في السياق ذاته، إن أهم مكسب تم تحقيقه من خلال هذه الزيارة ، الترويج  للجزائر ، كون أن المنتدى الاقتصادي في سان بطرسبرغ حضرته وفود من أكثر من 100 دولة والمكسب الثاني  هو أن الجزائر خطت خطوة عملاقة نحو الانضمام إلى مجموعة «بريكس»، لأن روسيا لديها كلمة مسموعة في تكتل «بريكس» إلى جانب الصين.  
كما تم تحقيق مكسب آخر و هو تفوق الدبلوماسية الجزائرية، حيث رجعت الجزائر الآن إلى مكانتها كدولة قائدة لدول العالم الثالث ودول عدم الانحياز وأصبحت دولة رائدة في إفريقيا والآن هي تقارع وتجلس مع الكبار.
زيارة حملت الكثير من الرسائل و الدلالات
من جانبه، اعتبر المحلل السياسي الدكتور أحمد ميزاب في تصريح للنصر، أمس، أن الزيارة التي قام بها رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون إلى روسيا ، تحمل مضامين استراتيجية ونتائج جد إيجابية، من حيث المكانة التي تحتلها الجزائر وهي مكانة مرموقة ويحسب لها ألف حساب اليوم على الصعيدين الدولي والإقليمي.
وأضاف أن الزيارة ، ذات بعد استراتيجي بامتياز ، سواء من حيث الشكل و المضمون ، حيث أكدت الجزائر أنها تسعى أن يكون لها موقع في المعادلة الدولية والنظام الدولي الجديد، سواء من خلال المطالبة بالانضمام إلى مجموعة «بريكس» والتي تضم دولا تسجل نسب تنموية مرتفعة و اقتصادات كبرى وصاعدة وهذا ما يؤهل الجزائر أن يكون لها موقع وأن تحقق أيضا استراتيجياتها الاقتصادية على مستوى البعد الوطني والقاري.
ومن ناحية ثانية  -كما أضاف-، تأكيد على أن الشراكة  الاستراتيجية مع روسيا  ليست محدودة وإنما هي شراكة استراتيجية بأبعاد مختلفة وهي تسير في إطار تكريس مبدأ تعميق هذه الشراكة، سواء في مجال التعاون العسكري أو التعاون السياسي، في إطار تنسيق المواقف على المستوى الدولي و كذلك البعد الاقتصادي،  ببعده الشامل،  سواء ما تعلق بنقل التجارب والخبرات والتكنولوجيا أو فتح مجالات الاستثمار في ظل قانون الاستثمار الجديد المحفز بالنسبة لجلب الاستثمارات ورأس المال الدولي.
من جانب آخر، أكدت الجزائر مواقفها حول عدم الانحياز وأنها تلعب دور صناعة الاستقرار والسلم على  الساحة الدولية  من خلال قبول دور وساطة الجزائر في الملف الأوكراني وعلى مستوى ملفات مختلفة  -كما أضاف-  
و أشار المحلل السياسي، إلى تأكيد عمق الصداقة الجزائرية الروسية وبعدها الاستراتيجي وأن الجزائر دولة سيدة ومستقلة في قراراتها وتوجهاتها وخياراتها على مستوى الشراكة وحتى الخيارات الاستراتيجية ، معتبرا أن زيارة رئيس الجمهورية إلى روسيا، حملت الكثير من  الرسائل و الدلالات، سواء كانت رسائل سياسية أو رسائل استراتيجية.    
مراد - ح

حزب جبهة التحرير الوطني يشيد بالنتائج الهامة لزيارة الرئيس
نقطــة تحــوّل في مســار العلاقــات الاستراتيجية بيـن الجزائــر و روسيـــــــا
أشاد حزب جبهة التحرير الوطني، أمس السبت، بالنتائج الهامة والأصداء الإيجابية لزيارة الدولة، التي قام بها رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون إلى فدرالية روسيا، والتي أسهمت في الارتقاء بالمستوى المتميز للعلاقات الثنائية إلى شراكة استراتيجية معمقة.
وعبر الحزب في بيان له، عن ارتياحه الكبير لهذا «الإنجاز المهم»، الذي قال إنه «يدفع كل الجزائريين الغيورين على وطنهم إلى المضي قدما نحو تحقيق المزيد من النجاحات»، مشددا على أن النجاح الذي تسجله الجزائر اليوم، «يستدعي ليس فقط إبرازه والإشادة به، بل كذلك تعزيزه والحفاظ عليه، دعما لسيادة بلادنا».
واعتبر أن هذه الزيارة الهامة، تشكل «نقطة تحول في مسار العلاقات الاستراتيجية بين الجزائر و روسيا، في ضوء استعادة بلادنا دورها المحوري وحرصها الدائم على الاحتفاظ بعلاقات متوازنة مع كافة القوى الفاعلة على الساحة الدولية».
وأكد أن الجزائر اليوم، بقيادة الرئيس تبون، تعد «قوة إقليمية هامة ومؤثرة في المنطقة، حيث تمتلك مقومات وعناصر القوة الشاملة للدولة سياسيا واقتصاديا وعسكريا، كما يحظى رئيس الجمهورية بتقدير واحترام جميع زعماء العالم، حيث يرون فيه سياسيا محنكا يملك خبرة وبعد نظر في التعامل مع الأحداث والمواقف وفي السعي الدائم للسلام العالمي وفي المساهمة في تعبئة كافة الفاعلين للانخراط في رؤية جديدة للقانون الدولي، أكثر إنصافا، تسمح بضمان الاستقرار والتنمية والرفاه لكافة الشعوب دون تمييز».

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com