أطلقت وزارة الصناعة والإنتاج الصيدلاني حملة تحسيسية لجمع حوالي 4 ملايين قطعة من جلود الأضاحي، ودعت المواطنين للمساهمة في إنجاح العملية، التي ترمي إلى دعم القطاع الصناعي والحفاظ على البيئة، وعلى المظهر اللائق للمدن والمجمعات السكانية خلال إحياء شعيرة الأضحية.
وحثت وزارة الصناعة في بيان لها على أهمية المشاركة الواسعة للمواطنين الذين يستعدون لإحياء مناسبة عيد الأضحى، بهدف إنجاح حملة جمع جلود الأضاحي، عبر التقيد بالطريقة الصحيحة لعملية السلخ، وما يتبعها من خطوات لتفادي تلف هذه الجلود، بما يجعلها غير صالحة للاستغلال من قبل الوحدات الإنتاجية المختصة في تحويل هذه المادة الأولية.
وشددت ذات الهيئة على ضرورة الحفاظ على سلامة الجلود أثناء عملية السلخ، لأن أي شرخ على مستوى جلد الأضحية سيجعله غير صالح للاستغلال، ويكون مصيره الإتلاف من قبل مصالح أعوان النظافة الذين سيتم تجنيدهم من قبل المؤسسات المختصة وكذا البلديات لتطهير الأحياء والمجمعات السكانية عقب انقضاء عملية النحر.
ونبهت وزارة الصناعة كذلك المواطنين إلى ضرورة رش جلد الأضحية بمادة الملح مباشرة بعد إنهاء عملة النحر، حتى لا يتعفن تحت تأثير درجات الحرارة المرتفعة، وهي الطريقة المتعارف عليها لدى عامة العائلات الجزائرية التي كانت تستغل فيما مضى جلود الأضاحي في أغراض عدة، بعد أن يتم تجفيفها لبضعة أيام.
وأكد ذات البيان على ضرورة تفادي غسل جلود الأضاحي أو تبليلها، لأن ذلك يؤدي إلى تعفن الجزء اللين منها، مع الحرص على وضعها في أماكن تتوفر على التهوية، إلى حين انطلاق عملية جمعها من قبل الأعوان الموكل لهم هذه المهمة.
ويرمي إشراك عامة المواطنين في تجسيد البرنامج الخاص بجمع جلود الأضاحي، بمناسبة عيد النحر الذي يصادف يوم الأربعاء المقبل، إلى تثمين هذه المادة الأولية كمدخلات أساسية في صناعات النسيج والجلود، بالنظر إلى العدد الهائل لجلود الأضاحي التي يتم إحصاؤها كل سنة بمناسبة العيد.
ويقدر عدد قطع جلود الأضاحي على مستوى الوطن بحوالي 4 ملايين قطعة، مما يجعلها ثروة اقتصادية بامتياز، في حال انضمام المواطنين إلى الحملة الهادفة إلى تثمين هذه المدخلات، بدل رميها في مكبات النفايات، أو تركها مبعثرة بين الطرقات والأحياء، في صورة تشوه الجانب الجمالي للمدن والمجمعات السكنية، وتخالف المغزى من إحياء هذه الشعيرة الدينية.
وتشير إحصائيات الوزارة الوصية إلى أن حجم معالجة جلود الأبقار بلغ السنة الماضية 34 ألف طن، في حين بلغ حجم معالجة جلود الأغنام ما يقارب 4 ملايين قطعة، كما تمت معالجة خلال نفس العام حوالي 10 آلاف طن من مادة الصوف، وتم توجيه هذه الكميات لتطوير صناعة النسيج والجلود، التي بدأت تنتعش من جديد بعد أن عاشت فترة من الركود.
وينتظر أن يتم تجسيد الحملة التحسيسية لجمع جلود الأضاحي بالتنسيق مع وزارة البيئة التي تعد شريكا أساسيا لوزارة الصناعة في تنفيذ هذا البرنامج، إلى جانب الوكالة الوطنية للنفايات التي أطلقت بدورها حملة لتوعية المواطنين حول كيفية جمع جلود الأضاحي، وكذا الأماكن المخصصة لوضعها بعد إتمام عملية النحر، مع ضرورة تجنب الرمي العشوائي للجلود، حفاظا على نظافة البيئة والصحة العامة، وكذا جمال المدن والأحياء.
ويذكر بأن وزارة الصناعة والإنتاج الصيدلاني قامت مؤخرا بتنصيب لجنة مشتركة للإشراف على عملية جمع جلود الأضاحي، التي تساهم فيها عدة قطاعات وزارية إلى جانب منظمات مهنية وكذا المجتمع المدني، بهدف رفع كميات الجلود التي تجمع في عيد الأضحى، والتقليل من ظاهرة إهدار هذه المادة الأولية التي تعد دعامة أساسية لصناعة النسيج والجلود التي ترمي الدولة إلى إعادة إحيائها. لطيفة بلحاج