تباحث الأمين العام لوزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، لوناس مقرمان، مع نائب مساعد كاتب الدولة الأمريكي، جوشوا هاريس، سبل وآفاق دعم الجهود التي تقودها الأمم المتحدة لتحقيق حل سياسي لقضية الصحراء الغربية، بما يضمن حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، إلى جانب مستجدات الأوضاع في منطقة الساحل الصحراوي، لا سيما في سياق الأزمة التي تشهدها جمهورية النيجر.
ناقش الأمين العام لوزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج, لوناس مقرمان, أمس, نائب مساعد كاتب الدولة الأمريكي, جوشوا هاريس, الذي حل في زيارة عمل إلى الجزائر, سبل وآفاق دعم الجهود التي تقودها الأمم المتحدة لتحقيق حل سياسي لقضية الصحراء الغربية, بما يضمن حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره, وفق ما أفاد به بيان للوزارة.
وجاء في البيان : «استقبل الأمين العام لوزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج, السيد لوناس مقرمان, بمقر الوزارة, نائب مساعد كاتب الدولة الأمريكي, السيد جوشوا هاريس, الذي حل في زيارة عمل إلى الجزائر تندرج في إطار الجولة التي يقوم بها في المنطقة».
وخلال المحادثات, استعرض الطرفان سبل و آفاق دعم الجهود التي تقودها الأمم المتحدة لتحقيق حل سياسي لقضية الصحراء الغربية بما يضمن حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره, إلى جانب مستجدات الأوضاع في منطقة الساحل الصحراوي, لا سيما في سياق الأزمة التي تشهدها جمهورية النيجر. كما تطرقا أيضا, حسب ذات المصدر, إلى «عديد الملفات المتعلقة بالعلاقات الجزائرية-الأمريكية, وذلك تحضيرا للدورة المقبلة للحوار الاستراتيجي بين البلدين المزمع عقدها شهر أكتوبر بواشنطن».
وتتزامن زيارة المسؤول الأميركي، مع زيارة ستيفان دي ميستورا المبعوث الأممي للصحراء إلى المنطقة، حيث يتوقع أن يعقد سلسلة من اللقاءات مع عدد من المسؤولين استعدادا لجلسة مجلس الأمن الدولي حول القضية، المقررة في أكتوبر المقبل.
وتضمنت أجندة زيارة هاريس، التي بدأت الخميس وتنتهي اليوم الاثنين، زيارة لمخيمات الصحراويين بتندوف، كما التقى الرئيس الصحراوي، الأمين العام لجبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، الذي أكد أن الدعم الحقيقي لجهود المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي للصحراء الغربية، يكمن في تمكين بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (مينورسو) من تطبيق ولايتها.
وكان ملف الانقلابات الأخيرة في إفريقيا، والوضع الذي تعيشه النيجر في صلب المباحثات التي جمعت الأمين العام للخارجية والدبلوماسي الأمريكي، حيث تبدي واشنطن مخاوف من استغلال الأوضاع الحالية في الدول الإفريقية من طرف الجماعات المتطرفة لتصعيد عملياتها، خصوصا في الساحل الذي يتخذ الإرهابيون من أراضيه، ملجأ للتدريب على السلاح، وتجنيد الشباب الناقم على الأوضاع الاقتصادية المتردية.
ولا تخفي الولايات المتحدة تأييدها للحل السلمي لتسوية الأزمات التي تشهدها بعض الدول الإفريقية، وتفضل عدم دخل الخيار العسكري الذي تطالب به فرنسا، بالنظر لتداعياته الوخيمة على دول المنطقة، وهو الموقف الذي دافعت عنه الجزائر منذ البداية وأعلنت عن مبادرة سياسية جديدة لحل الأزمة القائمة في النيجر تتضمن «تحديد فترة زمنية مدتها ستة أشهر للعودة إلى المسار الدستوري وعودة العمل السياسي»، وتكون هذه الفترة «تحت إشراف سلطة مدنية تتولاها شخصية توافقية تحظى بقبول كل أطياف الطبقة السياسية في النيجر وتفضي إلى استعادة النظام الدستوري في البلاد.
من جانبها، باشرت الجزائر حشد الدعم الدولي والإقليمي لمبادرتها بشأن حل الأزمة في النيجر والعودة للمسار الدستوري. من خلال تحركات دبلوماسية، حيث قام وزير الشؤون الخارجية، احمد عطاف، باستقبال سفراء مجموعة إيكواس بالجزائر وسلمهم نسخاً رسمية من المبادرة ، وجدد رغبة الجزائر في العمل بالتنسيق التّام مع المجموعة. كما أجرى عطاف اتصالاً هاتفياً، الخميس، مع مساعدة كاتب الدولة الأميركي المكلفة بالشؤون الأفريقية، مولي في، حيث أطلعها على العناصر الرئيسية للمبادرة الجزائرية.
واشنطن و روما تدعمان مبادرة الجزائر لحل أزمة النيـجر
وأكدت واشنطن دعمها للحل السياسي في النيجر والغابون، وقال المتحدث باسم البيت الأبيض، جون كيربي، أن واشنطن تسعى إلى “حلول دبلوماسية قادرة على الصمود” للأوضاع في الغابون والنيجر. وذلك ردا على سؤال من أحد الصحافيين حول تبعات الانقلابيين اللذين وقعا في غرب ووسط أفريقيا هذا العام. وقال كيربي “ما زلنا نسعى إلى ما نعتقد أنها حلول دبلوماسية قد تستطيع الصمود هنا لضمان احترام المؤسسات الديمقراطية في البلدين”.
من جانبه، ثمّن نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الإيطالي، أنطونيو تاياني المبادرة الجزائرية لتجاوز الأزمة الحالية في النيجر الناجمة عن الانقلاب العسكري على حكومة الرئيس المنتخب محمد بازوم. وقال تاياني، على هامش الاجتماع غير الرسمي لوزراء الخارجية الأوروبيين في (طليطلة) الاسبانية “لقد أعربنا عن تقديرنا الكبير لمقترحات الوساطة الجزائرية، دفاعا وعلى الدوام عن الديمقراطية”. وحذر رئيس الدبلوماسية الإيطالية من أن “حالة عدم الاستقرار، والأسوأ من ذلك التدخل العسكري، من شأنها أن تخلق تداعيات جديدة وتزيد من تدفقات الهجرة من الجنوب”.
ع سمير