وضعت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات عدة ترتيبات لترقية الصحة المدرسية، من خلال تسخير حوالي 2000 وحدة للكشف والمتابعة الطبية، تضم أطقما طبية وشبه طبية، للتكفل بصحة التلاميذ، وذلك تحسبا للدخول المدرسي المقبل.
أفاد ممثل وزارة الصحة الدكتور كمال آيت أوبلي في تصريح للإذاعة الوطنية، أمس، بأن تدابير عدة تم اتخاذها للعناية بصحة التلميذ، وذلك في إطار برنامج يرمي إلى حماية وترقية الصحة في الوسط المدرسي، ويستهدف حوالي 11 مليون تلميذ فضلا عن مستخدمي القطاع من أساتذة وعمال.
وأضاف المتدخل بأن حوالي 90 بالمائة من التلاميذ يخضعون للكشف المبكر عن الصحة الجسدية وصحة الأسنان وصحة العقل، وأن الصحة في الوسط المدرسي تقوم على التشخيص المبكر عن الأمراض الشائعة بين الأطفال في سن التمدرس، فضلا عن إجراء التلقيحات في إطار الرزنامة الخاصة بوزارة الصحة، وكذا تنظيم حملات تحسيسية للوقاية من الأمراض، والالتزام بقواعد النظافة.
وأفاد الدكتور كمال أيت أوبلي بوجود تعليمة مشتركة بين وزارات التربية الوطنية والصحة والسكان والداخلية والجماعات المحلية تهدف إلى تعزيز الصحة المدرسية، من خلال تدعيم فرق الكشف الطبي، خاصة بالمناطق البعيدة والمعزولة.
وأكد ضيف الإذاعة الوطنية بأن الجزائر تعد بلدا رائدا في مجال الصحة المدرسية، وهي توفر الوسائل المادية والبشرية للحفاظ على صحة الأجيال الصاعدة، ومحاربة الأمراض التي تصيب فئة الأطفال المتمدرسين.
وتوفر وزارة الصحة والسكان الوسائل والإمكانيات لتنفيذ البرنامج الخاص بترقية الصحة المدرسية، على غرار بعض الأدوية المضادة للأمراض المتنقلة، وكذا التلقيحات التي تجري كل سنة مجانا، وتخص تلاميذ الطورين الابتدائي والمتوسط، أي فئة الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 6 و14 سنة.
وتنظم ذات الهيئة بالتنسيق مع قطاع التربية الوطنية مراقبة دورية لصحة التلاميذ، تشرف عليها فرق طبية مختصة في المجال، هدفها الحفاظ على صحة المتمدرسين، والكشف المبكر عن الأمراض قصد ضمان المتابعة الصحية اللازمة للوقاية من المضاعفات التي قد يتعرض لها التلميذ.
وتعتبر الصحة المدرسية من المكاسب الهامة التي يحظى بها قطاع التربية الوطنية، وتعمل الدولة على تكريسها بتسخير الوسائل المادية والبشرية للحفاظ على الصحة العامة، وتمكين التلاميذ لا سيما الذين يواجهون ظروفا اجتماعية صعبة من الوصول إلى سبل العلاج.
ويستفيد الطفل الذي يواجه مشاكل صحية من المتابعة المستمرة من قبل مصالح الطب المدرسي، ويتم توجيهه إلى المصالح المختصة على مستوى المستشفيات العمومية لتلقي العلاج اللازم، بعد أن يتم كشف حالته من قبل الفرق الطبية للصحة المدرسية.
ويؤكد في ذات السياق المختص في الصحة العمومية الدكتور امحمد كواش « للنصر» بأن الطب المدرسي يساهم بشكل كبير في تشخيص الكثير من الأمراض الجسدية والنفسية لدى الطفل، وكذا الأمراض التي قد يحملها التلميذ من البيت إلى المدرسة.
ويرى المتدخل بأن تفعيل خلايا المراقبة الصحية على مستوى المؤسسات التعليمية سيساهم في تشخيص العيوب الصحية والمشاكل النفسية التي قد يعاني منها التلميذ ولا يتفطن لها الآباء، وتؤدي إلى التأثير على المسار الدراسي للطفل.
كما حث المصدر الأولياء على ضرورة التنسيق مع مصالح الطب المدرسي، وإعلام الأستاذ أو الفريق الطبي المختص بالأمراض التي يعاني منها التلميذ، من أجل تكييف أسلوب التعليم مع الوضع الصحي للتلاميذ الذين يواجهون مشاكل صحية نفسية أو جسدية.
وأضاف المختص في الصحة العمومية بأن الفحوصات الدورية المنتظمة تساهم في تشخيص أي مشكل صحي قد يعترض المسار الدراسي للتلميذ، وتحول دون التعرض إلى مضاعفات خطيرة، مؤكدا بأن نجاح البرنامج الصحي الذي وضعته الوزارة الوصية مرهون بمدى وعي وتجند الأولياء لضمان العناية الصحية بالأبناء المتمدرسين. لطيفة بلحاج