تستعد الصيدليات الخاصة وكذا الوحدات الصحية لاستلام حوالي 2.5 مليون جرعة من اللقاح المضاد للزكام الموسمي خلال الفترة الممتدة ما بين نهاية شهر أكتوبر الجاري ومنتصف نوفمبر المقبل، في إطار الحملة الوطنية للتلقيح ضد الأنفلونزا، بهدف حماية الفئات الهشة من مضاعفات الفيروس المسبب للمرض.
وتوقع الدكتور محمد ملهاق باحث في علم الفيروس في هذا الشأن تسجيل استقرار في حالات العدوى بالانفلونزا الموسمية خلال فصل الشتاء القادم، مع تراجع وضاح في المضاعفات التي يسببها الفيروس، مقارنة بالسنة الماضية، بفضل حملة التلقيح الوطنية ضد الزكام، وكذا تكيف الجهاز المناعي للأفراد مع مرحلة ما بعد الجائحة.
وأفاد الدكتور محمد ملهاق في تصريح «للنصر» بأن موجة الإصابة بالزكام الموسمي ستشهد بعض التراجع خلال فصل الشتاء القادم، وفق ما تشير إليه المعطيات العلمية المتوفرة، مقارنة بالعام الماضي الذي شهد موجة حادة للأنفلونزا الموسمية، فسرها أخصائيون بزوال مرحلة التغطية الصحية التي كان يضمنها اللقاح ضد فيروس كورونا.
وأوضح المتدخل بأن توزيع اللقاح المضاد للزكام على المستشفيات والوحدات الصحية وكذا الصيدليات الذي يجري سنويا خلال شهر أكتوبر، مربوط بالاتفاق على اللقاح القادر على مواجهة موجة الزكام الموسمي هذه السنة على مستوى المنظمة العالمية للصحة.
وأضاف الباحث في علم الفيروسات بأن اللقاح يتم تصنيعه من خلال الفيروس الأكثر انتشارا عبر العالم، لذلك يستحيل استعمال لقاحات مواسم سابقة لمحاربة موجة الزكام المتوقعة خلال فصل الشتاء، لأن أي تركيبة سابقة لن يكون لها أي جدوى في حماية صحة الأشخاص، لا سيما الفئات المعنية بالحملة السنوية ضد الانفلونزا الموسمية. وأفاد من جهته عضو النقابة الوطنية للصيادلة الخواص مراد شابونية في اتصال معه بأن دخول اللقاحات المضادة للزكام الموسمي سيكون ما بين أواخر شهر أكتوبر الجاري ومنتصف شهر نوفمبر المقبل ، مذكرا بأن معهد باستور يقوم سنويا باستيراد أزيد من 2.5 مليون جرعة تكفي لتغطية الفئات الهشة صحيا، لحمايتها من مضاعفات الفيروس، لا سيما في حال حدوث طفرات أو متحور جديد.
ويتم توزيع نسبة من اللقحات المضادة للزكام على الصيدليات التي أوكلت إليها صلاحية التلقيح ضد الزكام الموسمي خلال جائحة كورونا، فقد كانت لها مساهمة فعالة خلال الأزمة الصحية في تلقيح المواطنين ضد فيروس كورونا، مما ساعد على التغلب عن الوباء، والتحكم في الوضع الصحي. وأضاف المصدر بأن الصيدليات ستباشر عملية التلقيح فور تلقيها الكميات الكافية من قبل معهد باستور، على أن تجري العملية مجانا على مستوى المستشفيات وكذا الوحدات الصحية لفائدة الفئات الهشة، من كبار السن والمصابين بأمراض مزمنة، إلى جانب أعوان الصحة الذين يتم تحصينهم ضد الفيروس حفاظا على السير الحسن والدائم للمرافق الصحية العمومية.
وتخصص السلطات العمومية ميزانية معينة لاقتناء اللقاحات المخصصة لفئة الأطفال في إطار الرزنامة الوطنية للتلقيح، إلى جانب استيراد اللقاحات المستعملة في حماية صحة الأفراد، على غرار اللقاح المضاد الزكام الموسمي، ويعد البرنامج الوطني للتلقيح التي تعتمده وزارة الصحة من الأعمدة الأساسية للمنظومة الصحية الوطنية التي تعمل الدولة على تعزيزها، من خلال دعمها بالوسائل المادية والأطقم الطبية، فضلا عن تكريس مبدأ العلاج المجاني لضمان الصحة العامة.
وتنظم وزارة الصحة سنويا حملة إعلامية واسعة لشرح الجدوى من التلقيح ضد الزكام الموسمي الذي يودي سنويا بحياة العشرات من الأشخاص من المصابين بالأمراض المزمنة وكبار السن، بسبب عدم تلقي اللقاح في الوقت المناسب. لطيفة بلحاج