تعمل الجزائر على تجسيد مشروع يتعلّق بتصدير الهيدروجين إلى ألمانيا في إطار اتفاقية شراكة، والدراسات بشأنه متواصلة، وذلك استغلالا للإمكانيات الهائلة التي تمتلكها البلاد في مجال الطاقات المتجدّدة، مثلما أكّده خبراء وأكاديميون، أمس الأحد، خلال ملتقى دولي حول «انتقال الطاقة والبيئة «العمرانية» بجامعة قسنطينة 3، بالإضافة إلى التشجيع على استهلاكه في مختلف الميادين لتأثيره الإيجابي على البيئة.
وذكر الباحث وصاحب مؤسسة «أوبتي تك» المختصة في مجال الطاقات المتجدّدة في إفريقيا، والواقع مقرّها بألمانيا فوزي ثابت، على هامش الملتقى الذي احتضنته كلية الهندسة المعمارية والتعمير، أنّ للجزائر إمكانيات هائلة في مجال إنتاج الطاقات المتجددة، خاصة الطاقة الكهربائية عبر الألواح الشمسية في الصحراء، بالإضافة إلى البنية التحتية والخبرة التي تملكها في مجال إنتاج الغاز وتصديره، موضحا أن البلاد تسعى إلى تطبيق استراتيجية تهدف إلى إنتاج الكهرباء بشكل كلي من الطاقات المتجددة عكس الوقت الحالي الذي يتم فيه ذلك عبر الغاز الطبيعي.
وتعمل الجزائر على تجسيد مشروع يتعلّق بتصدير الهيدروجين نحو ألمانيا في إطار اتفاقية شراكة، وشركة «أوبتي تك» تندرج في هذا المشروع كوسيط و خبير في الطاقات المتجدّدة، حيث انطلق العمل على تجسيد المشروع منذ حوالي السنة، الذي يتم بإنتاج الكهرباء من خلال الألواح الشمسية في الصحراء ونقلها عبر خطوط خاصة إلى الشمال، من أجل تصفية مياه البحر وباستعمال الكهرباء يُستخرج من تركيبته الهيدروجين، كما أنّ الدراسات حول هذا المشروع متواصلة بشأن كيفية تصديره وبأي شكل سواء كغاز، أو هيدروجين مميع، أو «أمونياك»، وأيضا توجد طريقتان يتم تقييمهما حاليا من أجل نقله، إما من خلال السفن في شكل مادة «أمونياك»، أو كهيدروجين غاز عبر الأنابيب المستعملة في تصدير الغاز.
وقال المتحدّث إنّه من خلال الدراسة التي تمّ إجراؤها والمتعلّقة بالجانبين الاقتصادي والتقني للمشروع، تم التوصل إلى أنّ أنسب طريقة لتصديره على المدى القصير والمتوسّط هي في شكل «أمونياك» عبر سفن في السواحل، على اعتبار أنّ الجزائر تمتلك تجربة وخبرة كبيرة في هذا المجال من ناحية إنتاج هذه المادة بولايتي عنابة ووهران، والسفن المختصة في النقل والبنية التحتية موجودة والتكلفة في هذه الحالة تعتبر الأرخص، بشرط أن يكون الهيدروجين المدرج في الـ»أمونياك» أخضر.
وكمرحلة أخرى على المدى البعيد سيتم نقل الهيدروجين وتصديره عبر الأنابيب، لأنّه في هذه الحالة يتطلب إنتاجا ضخما للمادة لم تصل إليه الجزائر بعد، ومشروع كهذا يحتاج إلى مرحلة تجريبية، يضيف ذات المتحدث، لذلك تعمل الجزائر على إنشاء محطات تجريبية مصغّرة منها في آرزيو لفصل تركيبة المياه، عبر فصل مكوّن الهيدروجين الذي يدخل ضمن تركيبته بغية تخزينه وتصديره، لتقييم التجربة ثم المرور عبر مرحلة انتقالية، بعدها يتم الانطلاق في الإنتاج والتصدير بصفة كلية، كما يتم الحديث عن إجراء دراسات وتقييمات لمدى ملاءمة الأنابيب المتوفرة لاستغلالها في التصدير وما هو الحجم الذي يمكنها استيعابه من مادة الهيدروجين، بحيث إذا لزم الأمر سيتم التوجّه نحو استحداث أنابيب خاصة بنقل هذه المادة.
وأضاف المتحدّث أنّ الجزائر ملزمة على التوجّه نحو إنتاج الهيدروجين وتصديره، كبديل للغاز الطبيعي الذي سيتراجع إنتاجه مع مرور الوقت ويقل الطلب عليه من قبل الدول المستوردة، مع التوجّه الذي يسود في العالم بالاعتماد على الطاقات المتجددة، بما فيها ألمانيا التي وضعت هدفا حسبه لتصل إلى نسبة تغطية كلية لإنتاج الكهرباء بالطاقة المتجدّدة بحلول سنة 2050، خاصة مع التأثيرات السياسية الأخيرة، وما ترتّب عنها من مشاكل في التموين بالطاقة العادية من جانب روسيا، وهو ما جعل حسب المتحدّث ألمانيا تفكّر في استراتيجيات بديلة، كما عبّر على أنّ الطرف الثاني في الاتفاقية ألمانيا تشهد نقصا في المصادر والموارد الطبيعية، التي تسمح لها بإنتاج الطاقة المتجدّدة وهو ما يحتّم عليها الاستيراد.
إسلام. ق