التقاعد المسبق سبّب نزيفا في الأساتذة
أكدت وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط أن الأساتذة الذين استفادوا من التقاعد المسبق، مع الذين أودعوا طلباتهم في هذا الخصوص، أمر يبعث على القلق بعد أن أحدث نزيفا وجعل القطاع في ورطة، مشيرة إلى الوزارة قامت بعملية جرد لاحتياجاتها البشرية إلى غاية 2030 و تم إرسالها إلى وزارة التعليم العالي في إطار العمل المشترك بين القطاعات الوزارية.
و أوضحت الوزيرة خلال زيارة عمل لولاية المسيلة أول أمس، أن 20 ألف منصب يتم فتحها سنويا بمقابل 500 ألف طلب، وقالت أن الأساتذة الجدد الذين يتم توظيفهم من خريجي الجامعات يخضعون إلى تربص تكويني يدوم 15 يوما، و كشفت عن برنامج تكوين ضخم للتعويض البيداغوجي بعدما أظهرت المؤشرات أن عددا كبيرا من الأطفال فاشلون يضاف إلى ذلك إنشاء معاهد تكوين في كل الولايات حيث سيكون التكوين إجباريا على جميع الأساتذة والموظفين لتحيين معارفهم.
وأضافت عضوة الحكومة بأن مؤشرات الإعادة والتسرب المدرسي في الطور الابتدائي مخيفة وهذا ما يقودنا تضيف إلى القول أن المسؤولية الأولى يتحملها الأستاذ في الأقسام الدراسية من حيث الممارسة البيداغوجية داخل الأقسام والذين لم يرافق تحسن وضعهم السوسيومهني على أدائه التربوي وأن النتائج لا تعكس أبدا وضعهم الذي شهد تحسنا منذ سنة 2000 إلى يومنا هذا.
وتحدثت الوزيرة في لقاء جمعها بمقر الولاية بالمنتمين لقطاع التربية بكثير من الصراحة وعن خارطة الطريق التي من شأنها النهوض بقطاع وصفته بالضحية من خلال استحداث هيئات التفتيش عبر الولايات، والتي تكون الذراع البيداغوجي لمديريات التربية حيث ستسمح هذه الهيئات بتحقيق الانسجام وتفادي تشتت الجهود على اعتبار أن مهام التفتيش غاية في الأهمية لتكوين الموظفين التربويين والإداريين. و أضافت أن هناك عزيمة لتحقيق النجاح في الموسم الدراسي وعلى جعل المدرسة الجزائرية مدرسة للنوعية والنجاح وهذا لن يكون ذلك إلا من خلال تجند الجميع.
وقالت أنها ستحاول إيصال هذه الرسالة إلى الشركاء الاجتماعيين والنقابات يوم 17 أكتوبر القادم خلال اللقاءات الثنائية، حيث أن هذه المبادرة ضرورية لرسم خريطة تقوم على التوسيع والتعزيز والمبادرة من أجل الترشيد وإعداد المشاريع وإعادة النظر في الامتحانات التربوية انطلاقا من تعديل البرامج وتعزيز اللغات الأجنبية، مؤكدة أن العديد من المطالب تتعلق بانشغالات عمال القطاع تم تلبيتها واصفة إياها بالشرعية .
وخلال تفقدها لعدد من المشاريع التربوية بولاية المسيلة وتحديدا بالثانوية الجديدة بالخبانة، شدّدت الوزيرة على ضرورة تمكين شباب البلديات النائية والتي تفتقر إلى مرافق رياضية من الاستفادة من المرافق الرياضية داخل المؤسسات التربوية خارج أوقات الدراسة، حيث أكدت أن تدابير سيتم اتخاذها لاحقا في هذا الصدد.
فارس قريشي