أعلنت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، أمس، عن إدخال حيز الخدمة منصة رقمية جديدة تعنى بالبحث، وهي ذات طابع خدماتي، وتؤدي دور حلقة الوصل بين مجال البحث العلمي والقطاعين الاقتصادي والاجتماعي.
وكشف بيان عن الوزارة بأن منصة «بحث» تعد جسرا للتواصل بين المؤسسات والمراكز والمخابر المكلفة بالبحث العلمي، والقطاعين الاقتصادي والاجتماعي، بصفتها منصة آلية لتبادل المعلومات والتنسيق بين الأسرة البحثية والمؤسسات الاقتصادية وكذا الناشئة، بما يساهم في سد الفجوة ما بين البحث العلمي والتطبيق الميداني والعملي لخلاصة عمل المختصين في مجال البحث.
وأفاد في هذا السياق المدير العام للبحث العلمي والتطوير التكنولوجي بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي محمد بوهيشة في تصريح «للنصر»، بأن منصة «بحث» هي واجهة بين القطاع الأكاديمي والبحث العلمي وكذا المتعاملين الاقتصاديين والمؤسسات والهيئات ذات الطابع الاجتماعي.
وأضاف المصدر بأن الأرضية الرقمية التي تم إطلاقها أول أمس والمتضمنة معطيات شاملة حول إمكانيات البحث العلمي التابعة لقطاع التعليم العالي، كانت محل طلب ملح من قبل المؤسسات الاقتصادية والاجتماعية، قصد الاطلاع على قدرات البحث العلمي، من وسائل وتجهيزات وتقنيات، وطاقات بشرية.
وأوضح الأستاذ محمد بوهيشة بأن مراكز البحث العلمي التي تنشط تحت وصاية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي حرصت على تدعيم منصة «بحث» بمختلف المعلومات والمعطيات بما يمنح صورة واضحة عن قدرات مجال البحث العلمي في الجزائر، ويقدم إجابات شافية عن تساؤلات واستفسارات أصحاب المؤسسات الاقتصادية، وكذا الهيئات المهتمة بإجراء بحوث ذات طابع اجتماعي.
وأضاف المتدخل بأن مخابر البحث العلمي التابعة للوصاية تعكف بدورها على إنهاء عملها، عبر تزويد منصة «بحث» بما تتوفر عليه من قدرات وطاقات بشرية ووسائل وتجهيزات علمية ثقيلة، إلى جانب عرض قاعدة بيانات للخبرات والمهارات في مختلف التخصصات ذات الصلة بالبحث العلمي.
وينتظر أن تدعم الأرضية الرقمية الجديدة بقاعدة بيانات خاصة بمراكز البحث العلمي خارج قطاع التعليم العالي، عبر تعبئة المنصة بمختلف الإمكانيات المادية التي تتوفر عليها هذه المرافق، لتلبية احتياجات القطاعين الاجتماعي والاقتصادي فيما يتعلق بالبحث العلمي، فضلا عن تزويدها بقائمة الكفاءات العلمية المختصة في الدراسات ذات الصلة بمختلف المجالات.
ويمكن للمتعاملين الاقتصاديين بعد إدخال منصة «بحث» حيز الخدمة الاطلاع على ما تتضمنه من محتوى ثري ومتنوع، وكذا على الخدمات التي توفرها، وذكر الأستاذ بوهيشة على سبيل المثال القيام بتحاليل مخبرية لمنتوج ما، أو القيام بدراسات اقتصادية واجتماعية.
وتحمل المنصة الرقمية خاصية إضافية، عبر تمكين متصفحيها من ملء استمارة للتعبير عن احتياجاتهم، كطلب استغلال التجهيزات العلمية الثقيلة المستعملة في مجال البحث، أو الاستفادة من خبرة الكوادر العلمية التابعة لقطاع التعليم العالي، إلى جانب طرح الإشكاليات والانشغالات ذات الشأن الاقتصادي والاجتماعي.
ويتوفر قطاع التعليم العالي والبحث العلمي وفق المصدر على 28 أرضية بعضها مختصة في المجال التكنولوجي، وأخرى تعنى بالتحاليل الفيزيائية والكيميائية للتأكد من نوعية المنتجات المستوردة وكذا المنتجة محليا، كما يضم القطاع 19 مخبرا للبحث العلمي، وألف مخبر آخر مجهز بوسائل علمية.
كما يحصي القطاع حوالي 40 ألف أستاذ باحث، إلى جانب 2000 باحث دائم على مستوى مراكز البحث التي تقع تحت وصاية الوزارة، فضلا عن تسجيل حوالي 25 ألف طالب في الدكتوراه، أي ما يعادل 67 ألف باحث في شتى التخصصات، جميعهم على أتم الاستعداد للاستجابة لمتطلبات القطاعين الاقتصادي والاجتماعي.
ويذكر أيضا بأن منصة «بحث» تحتوي على خاصية الإشعارات لتلبية اهتمامات مستخدميها، وتزويدهم بآخر المستجدات البحثية ذات الصلة بمجال نشاطهم، بما يساهم في دفع عجلة الابتكار في المجال الأكاديمي والاقتصادي والتحويل التكنولوجي، وسد الفجوة ما بين البحث العلمي والتطبيق العملي.
لطيفة بلحاج
